المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30

تعريف المنهج الإشاريّ
2024-09-20
Leibniz Integral Rule
15-5-2018
Vowels CHOICE
2024-02-29
The pregnancy test
16-2-2016
هلال بن أميّة
2023-03-27
Weight
22-11-2020


دعاؤه عند الشدة  
  
6283   10:52 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص167-170.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016 3991
التاريخ: 20/10/2022 861
التاريخ: 13/10/2022 3411
التاريخ: 2-4-2016 8882

كان من دعائه عند الشدة و الجهد و تعسر الأمور هذا الدعاء الجليل :

اللّهم إنك كلفتني من نفسي ما أنت أملك به مني و قدرتك عليه و علي أغلب من قدرتي فأعطني من نفسي ما يرضيك عني و خذ لنفسك رضاها من نفسي في عافية اللّهم لا طاقة لي بالجهد و لا صبر لي على البلاء و لا قوة لي على الفقر فلا تحظر علي رزقي و لا تكلني إلى خلقك بل تفرد بحاجتي و تول كفايتي و انظر إلي و انظر لي في جميع أموري فإنك إن وكلتني إلى نفسي عجزت عنها و لم أقم ما فيه مصلحتها و إن وكلتني إلى خلقك تجهموني‏ و إن الجأتني إلى قرابتي حرموني و إن أعطوا قليلا نكدا و منوا علي طويلا و ذموا كثيرا فبفضلك اللهم فأغنني و بعظمتك فأنعشني و بسعتك فابسط يدي و بما عندك فاكفني , اللهم صل على محمد و آله و خلصني من الحسد و احصرني‏ عن الذنوب و ورعني عن المحارم‏ و لا تجرئني على المعاصي و اجعل هواي عندك و رضاي في ما يرد علي منك و بارك لي في ما رزقتني و في ما خولتني و في ما انعمت به علي و اجعلني في كل احوالي محفوظا مكلوءا مستورا ممنوعا معاذا مجارا , اللّهم صل على محمد و آله و اقض عني كل ما الزمتنيه‏ و فرضته علي لك في وجه من وجوه طاعتك أو لخلق من خلقك و إن ضعف عن ذلك بدني و وهنت عنه قوتي و لم تنله مقدرتي و لم يسعه مالي و لا ذات يدي ذكرته أو نسيته هو يا رب مما قد أحصيته علي و أغفلته أنا من نفسي فأدّه عني من جزيل عطيتك و كبير ما عندك فإنك واسع حتى لا يبقى علي شي‏ء منه تريد أن تقاضي به من حسناتي أو تضاعف به من سيئاتي يوم ألقاك يا رب .

انظروا بإمعان إلى هذه الفقرات فسترون عمق الإيمان و تمام الاخلاص و التجرد الكامل من كل نزعة من نزعات المادة .

لقد طلب الإمام من اللّه تعالى أن تشمله عنايته و ألطافه و أن يتفضل عليه بما يلي :

1- أن لا يبليه بما لا طاقة و لا قدرة له عليه.

2- أن لا يبليه بالفقر و البؤس فإنهما من أقسى الكوارث في الحياة الدنيا.

3- أن لا يكله إلى أحد من الخلق قريبين كانوا أو بعيدين فإنهم‏ يحتقرون من افتقر إليهم.

4- أن يخلصه من الحسد الذي هو من أقذر النزعات الشريرة.

5- أن يمنعه من الذنوب و يصده عن اقتراف المعاصي.

6- أن يمنحه الورع و التقوى عن ارتكاب ما حرمه اللّه و لا يجعل له أية رغبة في الجرأة على ارتكاب المعاصي.

7- أن يجعل رغباته النفسية في ما عند اللّه.

8- أن يبارك له في ما رزقه اللّه من الأموال و الأولاد.

9- أن يحفظه في جميع أحواله و شئونه و يستر عليه و يعيذه من كل سوء.

10- أن يوفقه لقضاء ما فاته من الواجبات و الفرائض التي يلزم بقضائها هذه بعض طلبات الإمام (عليه السلام) و لنستمع إلى بقية هذا الدعاء :

اللّهم صل على محمد و آله و ارزقني الرغبة في العمل لك لآخرتي حتى أعرف صدق ذلك في قلبي و حتى يكون الغالب علي الزهد في دنياي و حتى أعمل الحسنات شوقا و آمن من السيئات فرقا وهب لي نورا أمشي به في الناس و اهتدي به في الظلمات و استضيء به من الشك و الشبهات اللهم صل على محمد و آله و ارزقني خوف غم الوعيد و شوق ثواب الموعود حتى أجد لذة ما أدعوك و كآبة ما استجير بك منه , اللّهم قد تعلم ما يصلحني في أمر دنياي و آخرتي فكن بحوائجي حفيّا اللهم صل على محمد و آل محمد و ارزقني الحق عند تقصيري في الشكر لك بما أنعمت علي في اليسر و العسر و الصحة و السقم حتى‏ أ تعرف من نفسي روح الرضا و طمأنينة النفس مني بما يجب لك في ما يحدث في حال الخوف و الأمن و الرضا و السخط و الضرر و النفع , اللّهم صل على محمد و آله و ارزقني سلامة الصدر من الحسد حتى لا أحسد أحدا من خلقك على شي‏ء من فضلك و حتى لا أرى نعمة من نعمك على أحد من خلقك في دين أو دنيا أو عافية أو تقوى أو سعة أو رخاء إلا رجوت لنفسي أفضل ذلك بك و منك وحدك لا شريك لك اللّهم صل على محمد و آله و ارزقني التحفظ من الخطايا و الاحتراس من الزلل في الدنيا و الآخرة في حال الرضا و الغضب حتى أكون بما يرد علي منهما بمنزلة سواء عاملا بطاعتك مؤثرا لرضاك على ما سواهما في الأولياء و الأعداء حتى يأمن عدوي من ظلمي و جوري و ييأس وليي من ميلي و انحطاط هواي و اجعلني ممن يدعوك مخلصا في الرخاء دعاء المخلصين المضطرين لك في الدعاء إنك حميد مجيد

احتوت هذه الفقرات على بعض الرغبات النفسية الملحة للإمام سائلا من اللّه تعالى أن يحققها له و هي :

1- الرغبة في العمل للآخرة.

2- الزهد في الدنيا.

3- القيام باعمال الخير و المبرّات.

4- أن يهبه اللّه نورا يمشي به بين الناس و يهتدي به في الظلمات و يستضي‏ء به في الشبهات.

5- أن يهبه تعالى الخوف من أهوال يوم القيامة و الشوق للثواب الجزيل الذي أعده تعالى للمتقين و الصالحين من عباده.

6- أن يسلمه اللّه من الحسد الذي هو من أخطر الآفات النفسية.

7- أن يرزقه اللّه التحفظ من الخطايا و الاحتراس من الزلل , هذه بعض محتويات هذه القطعة من هذا الدعاء.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.