المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
المصور : سجاد محمد
VIEWS : 29
صورة وثائقية
بعدسة: سجاد محمد
الموقع : العراق /النجف
العباءة العربية .. إرث الآباء واعتزاز الأبناء


 العباءة العربية الرجالية.. من الأزياء العربية القديمة، لم يضع أغلب الباحثين في هذا المجال تأريخًا محدّدًا لبداياتها الأولى، فمنهم من أرجعها الى عصور ما قبل الإسلام وعرب الجاهلية، ومنهم من اعتقد أنّها موجودة قبل ذلك التأريخ.


 أما في عصر الإسلام فقد عرفت العباءة كزيٍّ رسميٍّ تميّز به أبناء البادية وسكان شبه الجزيرة العربية، وذكرت بعض المصادر التأريخية أنّ نبينا محمّد (صلّى الله عليه وآله) كان يرتدي العباءة والمعروفة في ذلك الوقت باسم (البُردة) وهي قماشٌ من الصوف الخشن ذو لونٍ مائلٍ الى السمرة ويكون مخطّطاً


ويشتهر العراق بصناعة العباءة الرجالية؛ فهي تعتبر واحدة من أهم معالم التراث الشعبي العراقي وزيّا واسع الانتشار، اعتاد العراقيون على ارتدائها في الأعياد والمناسبات المختلفة، حيث تمثّل زينة ووقارًا للرجل، فضلاً عن أنها تراث تمتد جذوره إلى أعماق التاريخ، إنها العباءة الرجالية، والتي أصبحت يوماً بعد يوم تحتل مكانة مهمّة كزي شعبي في العراق.



ومن أشهر مناطق الغزل والحياكة للعباءة الرجالية في العراق، كربلاء المقدسة، والنجف الأشرف، والحلّة، وقضاء القرنة في محافظة البصرة، وميسان، وسوق الشيوخ في محافظة ذي قار.بينما تشتهر محافظة النجف الأشرف ومنذ عشرات السنين بصناعة العباءة الرجالية ، لتصنف على أنها من التراث الشعبي الذي تميزت به المدينة عن باقي المحافظات العراقية والدول العربية .ويسمى صانعو العباءة (الحَيَّاكة أو  الحِيَّاك) وهي صنعة متوارثة من الآباء والأجداد .

  

 وتمر صناعة العباءة في العراق بعدة مراحل تبدأ بجز الصوف وخاصة (حوايا) الأغنام وظهورها، ثم تغسل جيدًا بعدها يقوم (الغزّالون) بغزل هذه الأصواف، وبعد إتمام الغزل المطلوب ترسل الى النساجين (الحِيَّاك) لتصبح عباءة أو ما تسمى بـ (الخاچيّة)، ثم يأتي دور الخياطين وهي مرحلة من مراحل هذه الحرفة، لتأتي بعدها مرحلة التطريز لتصبح جاهزة للّبس، و تتميز العباءات النجفية بتطريزها بأنواع الوشي الفاخر ، فمنها عباءة البريسم التي تطرّز بخيوط الحرير بلون العباءة وهو ما يفضله أبناء وسط وجنوب العراق، فيما تطرّز العباءة التي يرتديها الرجال في بادية العراق الغربية وكذلك دول الخليج العربي بخيوط الفضة المطلية بلون الذهب والذي يسمى (الكلبدون)، وهناك (النجفي) و(الگرناوي).


وتقسم العباءة حسب الفصول والمناسبات والأماكن ؛ فمنها الصيفية والتي تسمى (البشت) وتكون خفيفة الوزن، ومنها اليدوية (المغزل) وأيضًا (الصناعية)، و (البهارية) والتي تلبس في الفترة الربيعية والخريفية، ويكون وزنها خفيفًا أيضًا،  أما النوع الآخر والذي يسمى بـ (الدگاك)، ويرتديها الرجال في فترة الشتاء ويكون وزنها أكثر من كيلوين ونصف، ويكون أغلبها صناعية لصعوبة حياكتها يدوياً.


أما من حيث المناسبات الحزينة أو المفرحة فهناك العديد من العباءات التي تكون مخصّصة لها منها ما تسمى بالعباءة السوداء (الخاچيّة) والتي يكون صوفها أبيض ويتم صباغته إلى اللون الأسود .و هناك من يصنفها حسب الأماكن حيث تسمى العباءة التي يرتديها الرجال في المنطقة الغربية والشمالية من العراق والخليج العربي بـ (الكلبدون) أي التي تطرّز مناطق منها بخيوط باللون الأصفر الذهبي ويكون من مناشىء فرنسية ويابانية ويأتي عن طريق سورية والأردن .



 وتعتبر العباءة الرجالية مكمّلة لأناقة الرجل العربي، والملفت أنها بقيت صامدة أمام المد المتنوع من  الأزياء والموديلات التي تغزو الأسواق العراقية وما تزال تلقى رواجًا وإقبالًا، ليس فقط من قبل رؤساء القبائل والشيوخ وسكان القرى والأرياف، بل أصبحت تنتشر في أوساط الشباب كإرثٍ فلكلوريّ تلقّفه الأبناء من الآباء والأجداد بفخرٍ واعتزاز.



حصن الاخيضر