أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-08
839
التاريخ: 2024-02-22
811
التاريخ: 2024-04-26
770
التاريخ: 2024-05-09
914
|
يدل البحث الذي قام به الأستاذ «أرك بيت» على أن هذا الفرعون قد حكم — على أقل تقدير — نحو سبع عشرة سنة.
وعلى الرغم من أن هذا الفرعون كان مثله كمثل سابقيه من الرعامسة ليس له أعمال عظيمة، فإن الأحداث التي وقعت في عهده تعد من الأهمية بمكان في تاريخ البلاد الداخلي من حيث الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية. والواقع أنه قد كُشف عن عدة أوراق بردية يرجع بعضها إلى عهده، وهي تميط اللثام عن الهوة التي سقطت فيها البلاد من الوجهة الخلقية، سببها الفقر الذي كان ضاربًا أطنابه في البلاد، ذلك الفقر الذي أدى بالأهلين إلى نهب قبور الموتى من علية القوم، تم تخطوا ذلك إلى قبور الفراعنة أنفسهم الذين كانوا موضع التقديس والمهابة في كل زمان ومكان في تاريخ مصر القديمة، ولكن الفقر والجوع جعلا الناس يكفرون بفراعنتهم، فضربوا باحترامهم عرض الحائط، ونهبوا مقابرهم، وباعوا متاعها ليسدوا به رمقهم. وقد ساعد على ذلك ضعف ملوك الرعامسة أنفسهم في هذه الفترة من كل الوجوه، فلم يكن الغزو الأجنبي على أية حال هو الخطر الوحيد الذي كان يواجه هؤلاء الفراعنة الضعاف، بل كانت هناك عوامل أخرى تعمل ببطء وعلى مهل في هدم كيان البلاد، وذلك أن الغزوات المظفرة التي قام بها «رعمسيس الثاني» ومن بعده ابنه «مرنبتاح»، وأخيرًا «رعمسيس الثالث» كانت سببًا في جلب الغنائم العظيمة إلى مصر حقًّا، غير أن معظمها سلك — بطبيعة الحال — سبيله إلى خزائن الآلهة الذين كانوا يهبون هؤلاء الفراعنة النصر؛ وبخاصة إلى خزائن الإله «آمون-رع» ملك الآلهة، والإله «رع»، ثم الإله «بتاح» كما فصلنا القول في ذلك في ورقة «هاريس» الكبرى، وورقة «فلبور»، مما دل على أن ثروة المعابد والكهنة وقتئذ كانت عظيمة بدرجة فاحشة.
وفضلًا عن ذلك تدل الحوادث على أن الفراعنة كانوا يتولون العرش تباعًا وبسرعة، فكان الواحد منهم لا يمكث على أريكة الملك إلا فترة قصيرة، ثم يخلفه آخر لا يدوم حكمه إلا سنوات معدودة ثم يختفي، في حين كان الكاهن الأكبر «لآمون» ثابت العرش حتى إنه كان يعد في نظر الشعب وقتئذ أعظم شأنًا، وأعز سلطانا من الفرعون نفسه في الواقع لا في الظاهر؛ ولا غرابة في ذلك فإنه منذ عهد «رعمسيس الثالث» حتى حكم «رعمسيس التاسع»، الذي نحن بصدده الآن لم يتولَّ كرسي الكاهن الأول إلا ثلاثة نفر وهم: «رعمسيس نخت» و«نسيآمون» ثم «أمنحتب» وكلهم من أسرة واحدة؛ وليس من الأمور الغريبة إذن أن فكرة استيلاء أسرة الكهنة على عرش الملك من أسرة الرعامسة كانت قد اختمرت في عقولهم واستولت على مشاعرهم، ثم انتهت بالتنفيذ؛ وتدل شواهد الأحوال على أن تنفيذ هذا المشروع كان قد بدأ في هدوء وسكينة وروية وحكمة وسياسية بالغة، على الرغم من أننا قد سمعنا بحرب الكاهن الأكبر «أمنحتب«.
ومن المحتمل أن ذلك كان هجومًا عليه لا هجومًا قام به هو كما سنرى بعد. ومهما تكن الطرق التي استخدمها الكهنة وقتئذ فإن الكاهن الأكبر «حريحور» كان في قدرته في نهاية الأمر أن يعتدي على امتيازات الفرعون بنجاح عظيم، ويسلبها منه واحدة فواحدة لدرجة أنه استولى في نهاية الأمر على عرش ملك الرعامسة، وأسس الأسرة الواحدة والعشرين، وهي أسرة الكهنة. وهذه كانت حالة البلاد في الوقت الذي نهبت فيها المقابر، وارتكبت فيها سرقات أخرى تحدثنا عنها أوراق البردي التي عثر عليها من هذا العصر. وليس من الغريب إذن أن نجد الحكومة التي كان عليها أن تواجه مثل هذه المعضلات الحيوية غير قادرة على أن تحمي من العبث والتدنيس المقابر الملكية، ولا معابد الآلهة، ولا مقابر علية القوم، وقد انحط سلطان مصر في الخارج إلى الحضيض، وسنرى مقدار هذا التدهور في تقرير «ونآمون»، وضياع هيبة البلاد في «سوريا» وكذلك الغزوة التي قام بها جنود «المشوش»، و«بابيخسي» السوداني على ما يظهر.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|