منذ أن بزغ فجر الإسلام مقترناً بنزول الوحي الإلهي، وتوالت آيات الله لتشكل فيما بعد كتاب الله الذي يحمل في طياته معالم الدين الجديد بمختلف أبعاده العقائدية والتربوية والعبادية وغيرها، أدرك المسلمون أهمية الكتاب العزيز ـ القرآن الكريم ـ وعظمته، ولم يقتصر اهتمامهم على استيعاب معانيه والتمعن في آياته وتفسيرها، بل اهتموا بجوانب أخرى ترتبط به مثل تاريخ نزوله، وترتيبه، واختلاف القراءات، والإعجاز، والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك...
وقد عُرفت هذه البحوث ـ فيما بعد ـ باستثناء تفسير معانيه الذي صار علماً بنفسه، بـ"علوم القرآن".
فـ"علوم القرآن" العلم الذي يحتوي على ما يرتبط بالقرآن الكريم من بحوث ـ سوى التفسير ـ مثل تأريخ نزوله، وترتيبه، واختلاف القراءات، والناسخ والمنسوخ، ووجه الإعجاز فيه، وغير ذلك.
وقد اتضح أن العلوم التي تعرّض لها القرآن الكريم مثل الفقه والتربية والعقائد وغيرها لا ترتبط بهذا العلم.
هو مصطلح من مصطلحات علوم القرآن والدراسات القرآنية ، ويعني : السبب الذي من أجله نزلت الآية لتتحدث عنه ولتعرّفه ، أو تبين حكمه ، أو ظروفه وعناصره ، فإن آيات القرآن الكريم نزلت خلال ثلاثة وعشرين عاما ، وكان نزولها على قسمين :
1- قسم نزل ابتداء من غير حدث في محيط الدعوة البشري ، وهو معظم آيات القرآن الكريم ، وفي مختلف شؤون العقيدة والعبادة ونظام المجتمع ... الخ.
2- قسم من آياته المباركة نزل بسبب الحوادث والوقائع التي حدثت في محيط الدعوة ، أو بسبب سؤال من بعض الأفراد .
الإعجاز- لغة- إثبات العجز، وهو الضعف والقصور عن فعل الشيء، وهو ضد القدرة، ومنه المعجزة، وهي- اصطلاحا- أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة.
والإعجاز هو: ضعف القدرة الإنسانية في محاولة المعجزة ومزاولتها، على شدة الإنسان واتصال عنايته في ذلك، ثم استمرار هذا الضعف على تراخي الزمن وتقدمه.
وإعجاز القرآن: معناه: إظهار صدق النبيّ صلّى الله عليه و آاله في دعوى الرسالة بإظهار عجز العرب عن معارضته في معجزته الخالدة- وهي القرآن- وعجز الأجيال بعدهم عن ذلك.
وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .
- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.
النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشيء ورفعه واقامة شيء مقام شيء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .