أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016
6278
التاريخ: 20-10-2015
5273
التاريخ: 25/10/2022
1105
التاريخ: 24/10/2022
1238
|
أ - دعاؤه في الأسحار :
وكان الإمام ( عليه السّلام ) يناجي ربّه ويدعوه بتضرّع وإخلاص في سحر كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان بالدعاء الجليل الذي عرف بدعاء أبي حمزة الثمالي ؛ لأنّه هو الذي رواه عنه ، وهو من غرر أدعية أهل البيت ( عليهم السّلام ) وهو يمثّل مدى إنابته وانقطاعه إلى اللّه تعالى كما أنّ فيه من المواعظ ما يوجب صرف النفس عن غرورها وشهواتها ، كما يمتاز بجمال الأسلوب وروعة البيان وبلاغة العرض ، وفيه من التذلّل والخشوع والخضوع أمام اللّه تعالى ما لا يمكن صدوره إلّا عن إمام معصوم .
وقد احتلّ هذا الدعاء مكانة مهمّة في نفوس الأخيار والصلحاء من المسلمين ، إذ واظبوا على الدعاء به ، وممّا قاله الإمام ( عليه السّلام ) في دعائه :
« إلهي ، لا تؤدّبني بعقوبتك ، ولا تمكر بي في حيلتك ، من أين لي الخير يا ربّ ولا يوجد إلّا من عندك ؟ ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلّا بك ؟ لا الذي أحسن استغنى عن عونك ورحمتك ، ولا الذي أساء واجترأ عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك . . .
بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت .
الحمد للّه الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئا حين يدعوني ، والحمد للّه الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلا حين يستقرضني . . .
أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه ، ربّ أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه ، أدعوك يا ربّ راهبا راغبا راجيا خائفا ، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت ، وإذا رأيت كرمك طمعت . . . يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، فو عزّتك يا سيّدي لو نهرتني ما برحت[1] من بابك ولا كففت عن تملّقك[2] لما انتهى إليّ من المعرفة بجودك وكرمك . . .
اللهمّ إنّي كلّما قلت قد تهيّأت وتعبّأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك ألقيت عليّ نعاسا إذا أنا صلّيت وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت ، ما لي كلّما قلت قد صلحت سريرتي[3] وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك . سيدي لعلّك عن بابك طردتني ، وعن خدمتك نحيتني ، أو لعلّك رأيتني مستخفّا بحقّك فأقصيتني ، أو لعلّك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني ، أو لعلّك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني ، أو لعلّك رأيتني آلف مجالس البطّالين فبيني وبينهم خلّيتني ، أو لعلّك لم تحبّ أن تسمع دعائي فباعدتني ، أو لعلّك بجرمي وجريرتي كافيتني ، أو لعلّك بقلّة حيائي منك جازيتني . . .
إلهي ، لو قرنتني بالأصفاد ومنعتني سيبك[4] من بين الأشهاد ودللت على فضايحي عيون العباد وأمرت بي إلى النار وحلت بيني وبين الأبرار ؛ ما قطعت رجائي منك ، وما صرفت تأميلي للعفو عنك ، ولا خرج حبّك من قلبي . . .
ارحم في هذه الدنيا غربتي ، وعند الموت كربتي ، وفي القبر وحدتي ، وفي اللحد وحشتي ، وإذا نشرت للحساب بين يديك ذلّ موقفي ، واغفر لي ما خفي على الآدميّين من عملي ، وأدم لي ما به سترتني ، وارحمني صريعا على الفراش ، تقلّبني أيدي أحبّتي ، وتفضّل عليّ ممدودا على المغتسل يقلّبني صالح جيرتي ، وتحنّن عليّ محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وجد عليّ منقولا قد نزلت بك وحيدا في حفرتي ، وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي ، حتى لا أستأنس بغيرك . . . »[5].
وكان الإمام ( عليه السّلام ) يتأثّر إذا انطوت أيام شهر رمضان ؛ لأنّه عيد أولياء اللّه تعالى ، وكان يودّعه بدعاء جليل نقتطف منه ما يلي :
« السلام عليك يا شهر اللّه الأكبر ويا عيد أوليائه .
السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات ، ويا خير شهر في الأيام والساعات .
السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال ، ونشرت فيه الأعمال .
السلام عليك من قرين جلّ قدره موجودا ، وأفجع فقده مفقودا ، ومرجوّ آلم فراقه .
السلام عليك من أليف آنس مقبلا فسرّ ، وأوحش منقضيا فمضّ[6].
السلام عليك من مجاور رقّت فيه القلوب ، وقلّت فيه الذنوب .
السلام عليك من ناصر أعان على الشيطان .
السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .
السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك ، وأشدّ شوقنا غدا إليك .
اللهمّ اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر[7] من خطايانا ، وأخرجنا بخروجه من سيئاتنا ، واجعلنا من أسعد أهله به ، وأجزلهم قسما فيه ، وأوفرهم حظّا منه . . . »[8].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|