المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
آثار رعمسيس السادس في طيبة
2024-11-28
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28

النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) يعود إلى مكة
4-5-2017
الخطوات الأساسية للرقابة
28-4-2016
Apéry Number
20-9-2020
 المنتج الذائب، اثر التركيز :
29-11-2015
غارقون في القلق حتى آذاننا
19-2-2020
هل للَّه عرش يجلس عليه كالسلاطين والأمراء ؟
8-11-2014


دعاء الامام زين العابدين  
  
3397   05:28 مساءً   التاريخ: 13/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص134-136
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

أ - دعاؤه في الأسحار :

وكان الإمام ( عليه السّلام ) يناجي ربّه ويدعوه بتضرّع وإخلاص في سحر كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان بالدعاء الجليل الذي عرف بدعاء أبي حمزة الثمالي ؛ لأنّه هو الذي رواه عنه ، وهو من غرر أدعية أهل البيت ( عليهم السّلام ) وهو يمثّل مدى إنابته وانقطاعه إلى اللّه تعالى كما أنّ فيه من المواعظ ما يوجب صرف النفس عن غرورها وشهواتها ، كما يمتاز بجمال الأسلوب وروعة البيان وبلاغة العرض ، وفيه من التذلّل والخشوع والخضوع أمام اللّه تعالى ما لا يمكن صدوره إلّا عن إمام معصوم .

وقد احتلّ هذا الدعاء مكانة مهمّة في نفوس الأخيار والصلحاء من المسلمين ، إذ واظبوا على الدعاء به ، وممّا قاله الإمام ( عليه السّلام ) في دعائه :

« إلهي ، لا تؤدّبني بعقوبتك ، ولا تمكر بي في حيلتك ، من أين لي الخير يا ربّ ولا يوجد إلّا من عندك ؟ ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلّا بك ؟ لا الذي أحسن استغنى عن عونك ورحمتك ، ولا الذي أساء واجترأ عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك . . .

بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت .

الحمد للّه الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئا حين يدعوني ، والحمد للّه الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلا حين يستقرضني . . .

أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه ، ربّ أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه ، أدعوك يا ربّ راهبا راغبا راجيا خائفا ، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت ، وإذا رأيت كرمك طمعت . . . يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، فو عزّتك يا سيّدي لو نهرتني ما برحت[1] من بابك ولا كففت عن تملّقك[2] لما انتهى إليّ من المعرفة بجودك وكرمك . . .

اللهمّ إنّي كلّما قلت قد تهيّأت وتعبّأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك ألقيت عليّ نعاسا إذا أنا صلّيت وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت ، ما لي كلّما قلت قد صلحت سريرتي[3]  وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك . سيدي لعلّك عن بابك طردتني ، وعن خدمتك نحيتني ، أو لعلّك رأيتني مستخفّا بحقّك فأقصيتني ، أو لعلّك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني ، أو لعلّك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني ، أو لعلّك رأيتني آلف مجالس البطّالين فبيني وبينهم خلّيتني ، أو لعلّك لم تحبّ أن تسمع دعائي فباعدتني ، أو لعلّك بجرمي وجريرتي كافيتني ، أو لعلّك بقلّة حيائي منك جازيتني . . .

إلهي ، لو قرنتني بالأصفاد ومنعتني سيبك[4] من بين الأشهاد ودللت على فضايحي عيون العباد وأمرت بي إلى النار وحلت بيني وبين الأبرار ؛ ما قطعت رجائي منك ، وما صرفت تأميلي للعفو عنك ، ولا خرج حبّك من قلبي . . .

ارحم في هذه الدنيا غربتي ، وعند الموت كربتي ، وفي القبر وحدتي ، وفي اللحد وحشتي ، وإذا نشرت للحساب بين يديك ذلّ موقفي ، واغفر لي ما خفي على الآدميّين من عملي ، وأدم لي ما به سترتني ، وارحمني صريعا على الفراش ، تقلّبني أيدي أحبّتي ، وتفضّل عليّ ممدودا على المغتسل يقلّبني صالح جيرتي ، وتحنّن عليّ محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وجد عليّ منقولا قد نزلت بك وحيدا في حفرتي ، وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي ، حتى لا أستأنس بغيرك . . . »[5].

وكان الإمام ( عليه السّلام ) يتأثّر إذا انطوت أيام شهر رمضان ؛ لأنّه عيد أولياء اللّه تعالى ، وكان يودّعه بدعاء جليل نقتطف منه ما يلي :

« السلام عليك يا شهر اللّه الأكبر ويا عيد أوليائه .

السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات ، ويا خير شهر في الأيام والساعات .

السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال ، ونشرت فيه الأعمال .

السلام عليك من قرين جلّ قدره موجودا ، وأفجع فقده مفقودا ، ومرجوّ آلم فراقه .

السلام عليك من أليف آنس مقبلا فسرّ ، وأوحش منقضيا فمضّ[6].

السلام عليك من مجاور رقّت فيه القلوب ، وقلّت فيه الذنوب .

السلام عليك من ناصر أعان على الشيطان .

السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .

السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك ، وأشدّ شوقنا غدا إليك .

اللهمّ اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر[7] من خطايانا ، وأخرجنا بخروجه من سيئاتنا ، واجعلنا من أسعد أهله به ، وأجزلهم قسما فيه ، وأوفرهم حظّا منه . . . »[8].

 

[1] برح المكان ومنه : زال عنه .

[2] تملقك : التودّد إليك .

[3] سريرتي : نيّتي .

[4] السيب : العطاء .

[5] راجع : مفاتيح الجنان « الدعاء المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي » .

[6] مضّ : آلم .

[7] انسلخ الشهر : مضى .

[8] راجع : الصحيفة السجادية « الدعاء في وداع شهر رمضان » .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.