هو العلم المُعرّف لمُنجيات النفس ومُهلِكاتها،والخُلق بصورة عامة عبارة عن هيأة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية ، فان كانت الهيأة يصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلا وشرعا سمّيت الهيأة خُلقاً حسناً ، وإن كانت الصّادرة عنها أفعالاً قبيحة سميت خُلقاً سّيئاً .
وللأخلاق دور وموقع في الحياة الإنسانية في التصوّر الإسلامي غير منفصل عن واقع الإنسان مبداً وغاية وهدفاً ، كما أنّ الحقيقة الإنسانية واحدة ، والهدف المرسوم لهذا الخلق ثابت وسام فالأخلاق أيضاً ليست في واقعها إلاّ حقيقة واحدة ثابتة سامية بقدر ملائمتها للهدف فالأخلاق الفاضلة هي التي تحقّق في الإنسان معاني الإنسانية الرفيعة وتحيطه بهالة وضّاءة من الجمال والكمال وشرف النفس والضمير وسموّ العزّة والكرامة ، كما تمسخه الأخلاق الذميمة وتحطّه إلى مستوى الهمج والوحوش .
وليس أثر الأخلاق مقصوراً على الافراد فحسب بل يسري إلى الاُمم والشعوب حيث تعكس الأخلاق حياتها وخصائصها ومبلغ رقيّها أو تخلّفها في مضمار الاُمم ، وقد زخر التاريخ بأحداث وعبر دلّت على أنّ فساد الأخلاق وتفسّخها كان معولاً هَدّاماً في تقويض صرح الحضارات وانهيار كثير من الدول والممالك .
جاء الإسلام رحمةً للناس ونظاماً عادلاً وموجّهاً لسلوك أفراد المجتمع كلهم وحامياً للإنسان في جميع الظروف ، وداعياً إلى التعاون على البر والتقوى ، واحترام حقوق الأفراد وحرياتهم ، اذ تعتبر الحقوق في الإسلام هي الأصل وهي أعم وأشمل وأقوَم وأعدل من كل القوانين أينما كانت , حيث كرم الله بني آدم ، قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء : 70] ، فقد سخّر الله للإنسان كل ما في الكون ، من الأرض وما فيها ،
حيث ان الحقوق في الإسلام تقسم الى عامة وخاصة ، ولعل أهمها حق الحياة، حق المساواة، حق الحرية، حق التعليم، حق العمل ومنها أيضًا الحقوق الاجتماعية كحق الأبناء وحق الآباء وحق الزوجين وحقوق الأقارب والمساكين والفقراء ، وأيضًا تفصيل كثير في حقوق غير المسلمين في الإسلام سواء الذين يعيشون في بلاد المسلمين أو خارجها.
الدعاء لغة : كلمة الدعاء في الأصل مصدر من قولك : دعوتُ الشيء أدعوه دعاءً ، وهو أن تُميل الشيءَ إليك بصوت وكلام يكون منك , تقول : دعوت فلاناً أدعوه دعاءً , اي ناديته وطلبت إقباله , واصله دعاوٌ , الا ان الواو لما جاءت بعد الالف همزت.
الدعاء شرعًا : معنى الدعاء استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ ، واستمدادُه منه المعونةَ.
وحقيقته : إظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتبرُّؤ من الحول والقوّة ، وهو سمةُ العبودية ، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة ، وفيه معنى الثناء على الله و الرغبة إلى الله عزَّ وجلَّ ، وإضافة الجود والكرم إليه .
وقد ورد الدعاء في القرآن الكريم على وجوه، منها :
1- العبادة ، كما في قوله تعالى : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28].
2- الطلب والسؤال من الله سبحانه ، كما في قوله تعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
3- الاستغاثة ، كما في قوله تعالى : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23].
جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.
تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .
هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.