المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30



التربية حق من حقوق الأبناء  
  
1499   08:00 صباحاً   التاريخ: 30-8-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص7ــ8
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 1927
التاريخ: 17-10-2021 2211
التاريخ: 7-12-2016 1737
التاريخ: 2024-07-28 474

ان تلقي التربية حق طبيعي للابناء، وهو ما يتضمن بطبيعة الحال إلقاء مسؤولية كبرى على عاتقنا. فهم بحاجة إلى بناء شخصياتهم ليكونوا افراداً نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم ومخلصين لدينهم ولاشك ان بلوغ هذ الهدف لا يمكن تحقيقه بلا معونة من الأبوين، وهما مكلفان يتحقيق هذه الغاية.

فتربية الأبناء بالنسبة لنا نحن الابوين تعتبر من أهم الواجبات، والمسؤولية في ذلك تقع على رقابنا امام الله وامام الناس وامام الطفل نفسه وامام ضمائرنا، واداء هذه المسؤولية على افضل وجه، موضع تأكيد العقل والشرع، والتساهل فيها يستدعي العقوبة.

مما لا شك فيه ان الرغبة تحدو الجميع لأن يكونو آباء صالحين أو امهات صالحات، لكن الخطأ يكمن في ان البعض يتصور ان الصلاح ينحصر في تلبية الاحتياجات البدنية للاطفال ولايرى أية أهمية للجوانب الروحية والاخلاقية. وثمة مسألة أخرى وهي ان الكثير من الآباء والا تمهات لا يتصورون أنهم بحاجة إلى الوعي والثقافة لتربية وتعليم ابنائهم فيتوهمون عدم ضرورة الوعي في التربية، او ان ما يعتبرونه ضروريا لا يمتلكون اية معلومات عنه.

تتلخص المسألة المهمة في موضوع التبرية، في اننا نستهدف نقل ما لدينا من قدرات مادية ومعنوية إلى الطفل - وهو كائن يتميز بانشداده الوثيق إلى الغرائز- لنصنع منه انساناً مثالياً يحمل افكاراً نبيلة في الفداء والتضحية وطلب الشهادة ولاشك ان عملا كهذا يستلزم قدراً كافياً من الفن والمعرفة، اما إذا كنا نفتقر إلى المعلومات الكافية في هذا الصدد فكيف يتأتى لنا أداؤه بالشكل الصحيح.

فنحن نرى ان التربية تمثل في احد نواحيها علما، وهي من ناحية اخرى فن ومن ناحية ثالثة خبرة وتمثل في بعدها الرابع خدمة، وان من يريد دخول هذا الوادي السحيق فلابد ان يكون له إلمام بحدوده واعماقه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.