المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

كيف تختار اللعبة للطفل
21-4-2016
Le Cam,s Inequality
23-4-2021
معنى كلمة وسوس
10-7-2022
مـعاييـر الحكـم الراشـد (الصالـح) وعلاقته بالتنميـة
3-11-2020
العجلة
5-5-2020
حوار الامام علي عليه السلام مع احد المنجمين
28-12-2019


أبطال من العرب يعبرون الخندق  
  
16472   01:06 مساءً   التاريخ: 1-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص262-266.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3460
التاريخ: 5-11-2015 4037
التاريخ: 17-2-2019 7871
التاريخ: 21-6-2017 3322

لبس خمسة من شجعان المشركين هم : عمرو بن عبد ود العامري ، عكرمة بن أبي جهل ، هبيرة بن وهب ، نوفل بن عبد الله ، و ضرار بن الخطاب  لامة الحرب، ووقفوا أمام بني كنانة في غرور عجيب، وقالوا : تهيّأوا يا بني كنانة للحرب، فستعلمون من الفرسان اليوم؟

ثم ضربوا خيولهم فعبرت بهم الخندق من مكان ضيق قد أغفله المسلمون، ولكنهم بادروا إلى محاصرة تلك الثغرة ومنع غيرهم من العبور.

وكان الموضع الذي وقف فيه اولئك الشجعان الخمسة الذي عبروا الخندق للمبارزة يقع بين الخندق وجبل سلع حيث تمركز جنود الاسلام.

ثم أخذوا يدعون المسلمين إلى البراز، في كبرياء وغرور كبيرين، وهم يقطعون ذلك الموضع جيئة وذهابا بخيولهم!!

بيد أنّ أشجع اولئك الخمسة وأجرأهم وأعرفهم بفنون القتال وهو : عمرو بن عبد ود العامري  تقدم، وأخذ يرتجز داعيا المسلمين الى النزال والبراز قائلا :

ولقد بححت من النداء

                   بجمعكم هل من مبارز

ووقفت إذ جبن المشجّع

                   موقف البطل المناجز

إنّي كذلك لم أزل

          متسرّعا نحو الهزاهز

إن السماحة والشجا

                   عة في الفتى خير الغرائز

فأحدثت نداءات عمرو الرهيبة حالة من الرعب، والوجل الشديدين في معسكر المسلمين، وسكت الجميع، ولم ينبسوا ببنت شفة رهبة وخوفا منه.

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) :أيكم يبرز إلى عمرو أضمن له الجنة ؟

وقد قالها رسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاث مرات، وفي كلّ مرة يقوم عليّ (عليه السلام) ويقول : انا له يا رسول الله، والقوم ناكسوا رؤوسهم  او كأنّ المسلمين يومئذ على رؤوسهم الطير لمكان عمرو وشجاعته، كما يقول الواقدي.

ولا بدّ أن تحلّ هذه المشكلة بيد علي (عليه السلام) فارس ميادين الحرب المقدام، وكان كذلك، فلما أبدى عليّ (عليه السلام) استعداده الكامل لمقاتلة عمرو أعطاه رسول الله (صلى الله عليه واله) سيفه وعممه بيده، ووجّهه صوب عمرو وقد دعا له قائلا : اللهم أعنه عليه.

وقال أيضا : اللهم إنّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطلب يوم احد، وهذا أخي علي بن أبي طالب ربّ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين .

فبرز عليّ (عليه السلام) إلى عمرو يهرول في مشيته، مبادرا إليه دون ابطاء، وهنا قال رسول الله (صلى الله عليه واله) كلمته الخالدة في تلك المواجهة :برز الإيمان كله إلى الشرك كلّه   وارتجز (عليه السلام) قائلا :

لا تعجلنّ فقد أتاك

                   مجيب صوتك غير عاجز

ذونيّة وبصيرة

                   والصدق منجي كل فائز

إني لأرجو أن اقيم

                   عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى

                   ذكرها عند الهزاهز

وقد كان عليّ (عليه السلام) مسربلا بالحديد لا يرى منه إلاّ عيناه من تحت المغفر، فأراد عمرو أن يعرف من برز إليه فقال : من أنت؟

قال : أنا عليّ بن أبي طالب.

فقال عمرو : إنّي أكره أن اريق دمك، والله إن أباك كان لي صديقا ونديما، ما أمن ابن عمك حين بعثك إليّ أن اختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا بين السماء والأرض لا حيّ ولا ميت.

فقال عليّ (عليه السلام) : لكنني ما أكره والله أن أهريق دمك، وقد علم ابن عمي أنّك إن قتلتني دخلت الجنة، وأنت في النّار، وإن قتلتك فانت في النّار وأنا في الجنة.

فضحك عمرو وقال مستهزئا : كلتاهما لك يا عليّ، تلك إذا قسمة ضيزى. ( أي ناقصة جائرة ).

يقول ابن أبي الحديد : كان شيخنا أبو الخير يقول اذا مررنا في القراءة عليه بهذا الموضع : والله ما أمر عمرو بن عبد ود عليا (عليه السلام) بالرجوع إبقاء عليه، بل خوفا منه، فقد عرف قتلاه ببدر واحد، وعلم أنه إن ناهصه قتله، فاستحيا أن يظهر الفشل فأظهر الإبقاء، وإنه لكاذب فيه.

ثم إن عليا (عليه السلام) ذكّر عمرا بعهد قطعه على نفسه فقال له : يا عمرو إنّك كنت تقول في الجاهلية : لا يدعوني أحد الى واحدة من ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة.

قال عمرو : أجل، فهاتها يا عليّ.

قال : تشهد أن لا إله الاّ الله، وانّ محمّدا رسول الله، وتسلم لرب العالمين.

فقال عمرو : نحّ عني هذا.

قال عليّ (عليه السلام) : فالثانية أن ترجع إلى بلادك، فان يك محمّد صادقا فأنتم أعلم به عينا وان يك غير ذلك كفتكم ذؤبان العرب أمره.

فقال عمرو في غرور عجيب : اذا تتحدّث نساء قريش بذلك، وينشد الشعراء فيّ أشعارها اني جبنت، ورجعت على عقبي في الحرب، وخذلت قوما رأسوني عليه.

فقال له علي (عليه السلام) : فالثالثة أن تنزل إليّ فانك راكب وأنا راجل، حتى انابذك.

فقال عمرو : هذه خصلة ما ظننت أن أحدا من العرب يسومني عليها، ثم وثب عن فرسه، ولكي يرعب عليّا (عليه السلام) عرقب قوائم فرسه على عادة العرب في الجاهلية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.