أقرأ أيضاً
التاريخ: 16/11/2022
1208
التاريخ: 19-6-2016
1990
التاريخ: 12-1-2022
4012
التاريخ: 18-1-2016
2334
|
لقد قالوا بأن احدى اقوى غرائز الانسان هي غريزة التقليد والميل الى مشابهة الآخرين في السلوك والعمل. والمراد من التقليد رغبة الفرد لترجمة عمل معين الى واقع عملى قام به الآخرون. وله صورة غريزية إلا انه من الممكن القيام به عن طريق الشعور والارادة أيضاً.
والمراد من المشابهة ان يشابه الفرد نفسه بطباع ومشاعر وافكار بل وحتى افناء شخصيته بشخصية فرد آخر.
وهاتين المسألتين ينظر لهما من احدى الجوانب على انهما مسألة واحدة وهدفها تأمين خير وسعادة النفس والبقاء بعيداً وفى مأمن من الشرور. وآلية هذا العمل تكمن في ان الشخص يريد ان يجعل نفسه مشابهاً ومنسجماً مع افراد آخرين يتمتعون بنفوذ اكبر لديه ويمثل ذلك بحد ذاته نوعاً من التبعية النفسية التي تتولد لدى الطفل منذ مرحلة الطفولة.
شمولية ذلك وأهميته :
ان هذا الأمر لا يختص بالأطفال أو بفرد معين أو بجنس أو لون معينين، بل انه موجود لدى جميع البشر وفي جميع مراحل العمر، والدليل على ذلك تمسك الافراد بالآداب والتقاليد والاعراف وانماط السلوك والاخلاق.
وقد اعتبره العلماء من أثمن واغلى الميول البشرية ، إذ انه يعلم الانسان كيف يختار لنفسه الافضل من بين عدة خيارات على أساس مستوى ادراكه وفهمه ويواصل طريقه.
وقد اعتبروه كذلك بأنه أهم واكثر تأثيراً من التعليم في بعض الجوانب لأن الطفل يجد نفسه عملياً بأنه وجهاً لوجه مع الأسوات والقدوات ، ويطلع على اسرار وسائل أمرٍ ما كما هو عليها.
وينظر الكثير من علماء النفس الى المشابهة والتقليد على انهما اساس تكوين وبلورة الاخلاق، بل وحتى يقولون بان جانباً مهماً من طبيعة الانسان ناجمة عن ذلك ويقولون بأن حركات الانسان وسكناته تصدر على هذا الاساس.
ويلعب التقليد دوراً مهماً في تربية سلوك الانسان وله تأثير بالغ على نضوج شخصية الانسان. ذلك ان الانسان يشعر في ظله بعدم وجود المسافة بينه وبين الآخرين وبأفكاره ملازمة ومماثلة قدوته. ومن جانب آخر فان جزء مهماً من التعليمات تحصل على اثر التقليد مثل تعليم اللغة، وتعليم كيفية المعاشرة، ومراعاة الآداب والتقاليد، وابراز المحبة واللطف، وحتى كيفية الدفاع وغيرها، وبشكل عام يعد وسيلة لتسهيل التعليم والتطوير والاخذ بيد الفرد للحصول على الطريقة التي حصل عليها الآخرون خلال سنين عديدة من التمرين والتجربة.
التقليد لدى الاطفال:
يلاحظ التقليد لدى الاطفال بدرجة شديدة والى الحد الذي يمكن القول معه بانه افضل حتى من اكثر الحيوانات تقليداً في هذا المجال أيضاً. انه يراقب بشكل متواصل لكي يرى سلوكاً أو حالة معينة من أبويه أو الآخرين ليقوم بتقليدها وحياته على العكس تماماً من حياة الكبار، إذ أنهم يتأسون بالقانون والدستور.
وهذه الحالة شديدة جداً لدى الاطفال وخاصة من حيث ان التعقل والادراك لديه ضعيفان. وهي من الأمور العادية لديه والطبيعية لدرجة انه يكرر ما يراه، حتى انه لو سمع صوت بكاء احد الاطفال فانه سيبادر الى تقليده ويشرع بالبكاء.
وحاولوا التدقيق في السلوك اليومي لاحد الاطفال ستجدون كيف ان مجمل حياته ناجم عن التقليد. فالقيام بالكنس والتنظيف، وكيفية الرسم، وارتداء الملابس، واللعب والحركات، وحتى الضوضاء وكيفية الايذاء عبارة عن تقليد للقدوة والاسوة التي عثر عليها في طريقه.
ويظهر حساسيته وتأثره ازاء الامور التي تحصل له ويحاول من خلال مشابهة نفسه بالقدوة والطريقة التي يرغبها ان يعبر عن مشاعر واحاسيسه ويقتبس ما يمكنه اقتباسه من الاشياء التي يعثر عليها ويهتم بها ويسخرها بالتالي في حياته.
حاجتهم الى التقليد :
الاطفال بحاجة الى التقليد وهذا الامر ضروري لحياتهم المستقبلية ولنموهم وبلوغهم مرحلة التكامل والانانية. انه يرى نفسه بحاجة الى التقليد لغرض الحصول على حقوق معينة في سبيل كسب محبة الآخرين ومن جهة اخرى الحصول على قدرة معينة يمكنه في ظلها ابراز وجوده.
ان الاساس في دفع الطفل نحو مسألة التقليد والشعور بالحاجة الى ذلك يتمثل أولاً في ان أمراً مدهشاً يجذب الطفل نحوه ويلفت انتباهه اليه ومن ثم يحاول هو ان يجعل نفسه مشابهاً لذلك الفرد ومتمكناً مثله وينجح بالتالي في انجاز الامور. وكذا الحال بالنسبة للميل الى التعلق، إذ تكون له ابتداء صورة جسمانية لدى الطفل وما يلبث فيما بعد ان تكون له صورة نفسية ويسعى الطفل الى ان يذيب نفسه فيهم من خلال اتباعهم، حيث يمثلون له انموذجاً مناسباً في هذا الأمر. ويجعل من سلوكهم مرجعاً له. والمراد هنا انه طالماً لم يحصل للطفل مثل هذا التقليد فانه يرى نفسه فاشلاً في هذا المجال.
جذوره ودوافعه لدى الاطفال :
لغرض الاجابة على السؤال التالي، لماذا يلجأ الطفل الى التقليد هناك اجوبة متعددة من الناحية العلمية. ومنها انهم قالوا بأن جذوره تعود الى الشعور بالضعف والرغبة في الحصول على القدرة. والبعض الآخر قالوا بأن اساس ذلك هو دوافع الخير والمصلحة.
ومجموعة أخرى قالت بأن مرد ذلك يعود الى الرغبة في النمو والتطور لغرض صيانة النفس والمحافظة عليها ومواصلة الحياة. والتطابق مع الحياة والجبر في ذلك تناوله أيضاً جمع آخر بالبحث والدراسة.
ويقولون ان الطفل عندما يقلد انما يحاول في الحقيقة الى ترجمة امر ما في القوة الى الفعل وينجز عملاً قام به الآخرون في ظل الوعي والتجارب. وعلى أي حال فقد قالوا بأنه يمثل رغبة فطرية وذو جنبة طبيعية وذاتية ولا شعورياً أيضاً في بعض الموارد بمعنى انه يقلد ويتبع الآخرين بدون ان يتلقى أمراً بهذا الخصوص.
واما بشأن ضرورته وفوائده يمكن الحديث عن مسائل كثيرة بهذا الصدد، منها:
ـ في ظل التقليد يصبح أمر الطفل سهلاً ، ويتحقق تعليمه بشكل يسير.
ـ تزداد قابليته واستعداده للدخول في غمار الحياة المستقلة.
ـ في سبيل حل المشاكل والمعضلات فان تعلم اسلوب وكيفية ازالتها تساعد الطفل في هذا المجال.
ـ الاستفادة من القدوات في السلوك والفعل والاعمال يعد درساً مناسباً للطفل وعملاً قابلاً للفهم والادراك.
ـ التقليد يعلم الطفل طريق الهروب من الخطر ويعمد الطفل الى استخدام الاسلوب الذي تعلمه بذاته.
ـ التقليد يهيئ الارضية المناسبة لمواجهة الحالات المتعددة وتضع بين يدي الطفل الظروف والمعلومات اللازمة.
ـ وفي ظله يتعلم الطفل كيف يتعامل مع الظواهر والاشياء.
ـ واخيراً يمثل التقليد طريقاً للاعتراف من تجارب الآخرين وايجاد اسلوب منفصل ومستقل في الحياة.
بالرغم من كل الفوائد التي ينطوي عليها التقليد للطفل فانه احياناً يولد له المخاطر. وان مساحة خطورته واسعة جداً وجانباً منها يتمثل بما يلي :
ـ التقليد يساعد على الضمور الفكري للطفل ، ولو استمر وتكرر فانه سوف يشل الفكر والذهن بشكل كامل .
ـ التقليد يصبح السبب في ان لا يستخدم الانسان ابداعه ، وكذلك تزول ارضية التنوع في اداء السلوك.
ـ لو كان مراجع تقليد الطفل افراداً فاسدين ، فانهم سيصبحون السبب في تعلم الامور السيئة كالإيذاء وحالات الازعاج.
ـ ينطوي التقليد على ضرر كبير، وهو ان الافراد يعتادون على ظواهر الامور ويغفلون عن علاقات العلة والمعلول للأمور.
ـ والتقليد بشكل مجمل علامة على سوء حظ الانسان وضعفه واحتياجه، ولو تمكن الانسان ان يكتشف لنفسه طريقاً من خلال فكره وذهنه وبشكل مستقل فسوف لن يكون بحاجة الى التقليد.
ولهذه الاسباب يجب ان يكون الآباء والمربون على درجة من اليقظة والحذر لكي لا يدعوا الطفل يبني حياته على التقليد الصرف. إذ عليه ان يفكر بنفسه ويصمم ويتخذ القرار بنفسه وان يقلد احياناً أيضاً لغرض تسهيل برامجه واعماله .
يبدأ التقليد منذ الشهور الأولى من العمر، ويمكن القول بكل صراحة أن الطفل يعد مقلداً منذ نهاية الشهر الثالث من العمر ويمكنه بشكل أو آخر ان يقلد الانماط السلوكية التي يراها بعينه في محيط العائلة، من خلال سلوك ابويه. وكلما ازداد عمر الطفل ازدادت قدرته على التقليد أيضاً الى درجة يمكن القول معها بأنه يصل في السنوات الثلاثة الأولى من عمره الى اعلى درجات التقليد كما يسعى الاطفال في هذه المرحلة ان يكتسبوا المزيد من الخصائص الاخلاقية والروحية من قدراتهم ونماذجهم.
وتتجدد شدة هذا الامر مرة أخرى في السنين من ٥-٧ سنوات ويتقدم الطفل سريعاً في طريق التقليد لدرجة يمكن معها ان نعتبره صياداً ماهراً في هذا المجال. وأما مرحلة ركود التقليد أو التقليد القليل تستمر الى حدود السنة 11 من العمر، ومن هذا السن وخاصة في سني الحداثة والبلوغ يصل التقليد الى ذروته، وهذا التقليد يعد من وجهة نظرهم بأنه الوسيلة لبلوغ مرحلة النضوج والكمال.
المراحل العملية للتقليد:
ان الابحاث التي قام بها علماء الاجتماع ومنهم جورج ميد تشير الى ان الانسان يطوي ثلاثة مراحل محددة في التقليد وهي تؤثر بأجمعها في تنمية شخصيته :
١- مرحلة التقليد الاعمى:
حيث يقوم الطفل في هذه المرحلة باداء عمل معين بدون ان يلتفت الى عمله وسلوكه. فهو يؤدي الادوار دون ان يقيمها ويزج بنفسه في الادوار المختلفة ويمارسها ويتمرن عليها و...
٢- مرحلة التمثيل الفردي:
ويؤدي الانسان في هذه المرحلة سلوكاً معيناً يقوم به الآخرون. إذ يلعب ادواراً متعددة. فأحياناً يأخذ دور بائع الملابس، واخرى بقالاً، وفي احيان اخرى دور الطبيب وبائع الادوية و...
٣- مرحلة التمثيل الجماعي:
حيث يقوم الطفل في هذه المرحلة بتقييم الادوار المختلفة ويتفحصها ويهتم بها ويطبقها. ويرى نفسه في أي الادوار يمكنه ان يؤدي دوره بشكل افضل. وعلى سبيل المثال يضع نفسه في دور النجار أو العطار أو الطبيب ويفهم ماذا يعمل في هذا المجال.
مرجع تقليد الطفل :
من هم مراجع تقليد الطفل ؟ ومن هم الذين يقلدهم الطفل ؟ انه سؤال شائع، وجوابه ان مراجع تقليد الاطفال في الغالب هم الاشخاص الذين يحترمهم الطفل ويقدرهم. اذ يدور في خلد الطفل بعض الافراد الذين يحاول ان يكون مثلهم من الناحية الروحية.
كما ان الطفل يتعلم الشجاعة من والده، والحنان والعاطفة من الأم وفي الموارد الأخرى من المعلمين وقادة المجتمع. كما ان الاطفال يتأسون احياناً بوسائل الاعلام العامة، ويتخذون من أبطالها قدوة لهم. وعلى أي حال فان الاطفال يقلدون من يحظى باحترامهم وتقديرهم. ومن هذا المنطق ينبغي للآباء ان يلتفتوا الى هذه المسألة. ويعرفوا قدوات اطفالهم وان كانت هناك ضرورة للهداية والاصلاح عليهم ان يبادروا الى ذلك. إذ ان صلاح الاطفال وفسادهم في السلوك وانحرافاتهم واستقامتهم في هذا المجال يمكن ان تفسر.
مسؤولية الأبوين في مسألة القدوة :
الطفل يفتح عينيه عليهم. ويأخذ نصيبه من تصرفاتهم وسلوكهم ويعد نفسه لمواجهة الحياة. فلو كان الآباء يقرون ويؤمنون بأن جزء مهما من سلوك الفرد ناجم عن تقليده اياهم ففي تلك الحالة لابد لهم ان يعيدوا النظر في سلوكهم في حضور الطفل على اقل تقدير.
وعليهم ان يلاحظوا سلوكهم، واقوالهم وحتى كيفية ارتدائهم الملابس لكي لا يتعرض الطفل الى الخلط والاشتباه في بلورة اخلاقه. كما يجب ان تؤخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار أيضاً ففي العوائل التي يسودها المزيد من الدفيء والعواطف في العلاقات فيما بينهم سيسعى الطفل الى مماثلة ومشابهة والديه بشكل اكبر وسيحاول ان يتخذ منهم اسوة وقدوة بشكل أقوى أو ان يجعل من موازينهم دليلاً له في سلوكه.
ويمارس الابوان الرئاسة والسلطة على الاطفال في نفس الوقت الذي يمارسون فيه المحبة والحنان معهم أيضاً. ان الطفل واقع تحت تأثيرهم دون ان يدرك علة هذا السلوك. ان تصرفاتهم واقوالهم القيمة أو الفاسدة لها تأثير بالغ على الاطفال. فالذين يأخذون بنظر الاعتبار المعايير السامية في حياتهم فان اطفالهم سيطبقون نفس تلك القيم في حياتهم أيضاً.
التأثير السلبي للقدوات:
كما يجب على الآباء ان ينتبهوا الى هذه الملاحظة، إذ ان تأثير الكثير من القدوات على الطفل وكذلك تقليد الاطفال للنماذج والقدوات في احيان كثيرة تكون سلبية. فالأعمال وحركات الاشخاص والقدوات التي تبدو للطفل بانها الافضل لها تأثير بالغ على الاطفال.
ان وجود هذه الارضية لدى الطفل وبالرغم من كل آثارها الايجابية التي نراها تمثل انذاراً وتحذيراً للآباء والمربين لكي ينتبهوا الى مخاطرها أيضاً. وعندما يجد الطفل نفسه بين الجماعة ومعهم فانه يقلد أساليبهم فتراه يتحدث مثلهم، ويضحك مثلهم حتى انه يماثلهم في نزاعاته ومشاجراته، وهذا الأمر يأخذ لديهم طابعاً تقليدياً.
ومن هذا المنطق فان تشبيه السلوك الشخصي بسلوك الآخرين لا يحتاج الى مزيد من الاوامر. بل يكفي أن نسير في مسار مدروس وعندها ستحل اعمالنا وبرامجنا في الطفل وسوف تنتقل خصائصنا السلوكية اليه .
ضرورة توجيه الطفل في اختيار القدوات :
ان الآثار السلبية للتقليد والتشابه تتمثل بتلك التي تطرقنا لذكرها ضمن موضوع مخاطره ، إذ من الممكن ان ينزلق الطفل نحو الامور الغير مستساغة والغير مقبولة على اثر التقليد، حتى انه لوحظ في هذا المجال بأن الاطفال قلدوا طريقة اناقتهم وحلاقة شعورهم عن ممثل أو راقص معين أو انهم اقبلوا على الفساد. كما ان طباع واخلاقيات، ومشاعر وأفكار المحيطين تكون جميع جوانب شخصية الطفل.
وبسبب هذه الآثار الغير مطلوبة ، يجب ان يحدد الطفل مساره في هذا المجال، ولابد للآباء والأمهات ان يزودوا الاطفال بالمعلومات اللازمة ويفهموهم من هم الافراد الذين يجب ان يقلدوهم وفي أي الموارد. فهل يا ترى يمتلك جميع الافراد صلاحية اتباعهم وتقليدهم لكي يقلدهم الطفل أم لا؟ انه امر يجب ان يدركه الطفل.
وفي هذا المجال من الضروري ان يقوم الآباء والمربون بتعليم الطفل طيلة مدة تعاملهم مع الطفل وتربيته بموازين الثقافة، والمذهب، والاخلاق لكي يطلع بالمجموع على القوالب والاطر الاصلية للسلوك. كما يمكن في بعض الموارد تنبيه الطفل الى عدم تقليد كائن من كان من الناحية الاخلاقية من خلال توضيح القصص الاخلاقية الهادفة والبناءة.
ضرورة التمهيد للتخلص من التقليد :
من الضروري ان نعمل على خلق بعض الاجواء التي تساعد الطفل على التخلص من مرحلة التقليد تدريجياً. ويدخل مرحلة التفكير والاستقلال في الرأي. ان الطفل يمر بمرحلة يعاني في ايامها الأولى من التقليد، وهذا الأمر ضروري أيضاً للطفل من عدة جهات لأنه لو كان على الطفل ان يتعلم جميع الامور شخصياً وفي ظل التجربة فذلك يتطلب منه ان يعيش سنين متمادية لكي يصل الى مستوى طفل في الخامسة من عمره حصل على بعض التجارب في ظل التقليد.
اذن فالتقليد ضروري لكي يكسب الطفل التجارب الاساسية في السنوات الخمس الأولى من العمر ويصبح بإمكانه السير على خطى الانسجام مع المجتمع، ولكن بعد ان ينمو ويكبر تدريجياً عليه ان يقيم بناء حياته على اساس التجربة والادراك الشخصيين، إذ لا بد له ان يقدر على تشغيل واستخدام فكره، ويحيي قدرته على الابتكار والابداع ويجعلها فعالة. ويواصل الاعمال ويديمها بناء على ارادته وتقييمه ووزنها من قبله. وانه لمن المضحك جداً ومن غير المطلوب ان يكون الفرد في سنوات المدرسة ويواصل حياته على اساس التقليد أيضاً.
نعم، ان التقليد ضروري الى آخر لحظة من العمر ولكن للأمور التي إما انها لا تمتلك الاهمية اللازمة للتعويل على تجربتها من حيث العمر أو لا تتيسر امكانية الحصول عليها بسهولة. والاساس في كل الأمور يجب ان يستند الى بذل الجهود اللازمة لغرض تحقيق كشف الأمور شخصياً.
المحاذير في مجال التقليد :
وفي الختام من الضروري ان نشير الى بعض الملاحظات اللازمة في هذا المجال:
١- ابعدوا الطفل عن القيام بأعمال التقليد الغير مطلوبة والمخالفة للأخلاق والمجتمع.
٢- ابعدوا الافراد الذين لا يتمتعون بصلاحية القدوة عن انظار الاطفال.
٣- احملوا الطفل على التقليد في بعض الموارد، ولكن ليس بالشكل الذي يغرق معه في التقليد.
٤- اعملوا على توجيه اهتمام آبائكم نحوكم بشكل اكبر عن طريق الحب والمحبة دون الآخرين.
٥- ان ذكر قصص المعصومين عليهم السلام، والشخصيات الاسلامية وتصوير حياتهم للأطفال درس جيد لتعليمهم فلا تغفلوا عن ذلك.
٦- في حالة ملاحظة الامور السلبية في التقليد ابذلوا ما بوسعكم من اجل ازالة تلك الامور من ذهنية الطفل وبأسرع ما يمكن لكي لا تتأصل فيه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|