تعتبر الفهرسة من أهمّ الموضوعات لدراسة المكتبات، وبدونها تصبح المكتبات مجرّد مخازن مليئة بالكنوز ويصعب على روّادها الاستفادة منها، ومع مرور الزمن طرأت تغييرات وتحديثات كثيرة على طرق الفهرسة وأخذت مكتبةُ ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة على عاتقها اقتناء أحدث وأفضل نُظُم للفهرسة وفق معايير عالمية لتلبّي احتياجات المطالعين، ولمعرفة تفاصيل أكثر عن أهميتها وعن التحديثات التي طرأت على وحدة الفهرسة والتصنيف كان لشبكة الكفيل لقاءٌ مع مسؤول مركز الفهرسة ونظم المعلومات الأستاذ حسنين الموسوي ليتحدّث لنا قائلاً:
"تعتبر الفهرسة قلب المكتبة حيث يعتمد عليها الباحثُ والمطالعُ في استخراج الكتب والموضوعات والمؤلّفين وغيرها، لذلك تمّ استحداث وحدة الفهرسة والتصنيف في عام (2008م) وكان عددُ منتسبي الوحدة ثلاثة أشخاص، ووجدنا من الضروريّ في نفس الوقت وضع خطّة لاعتماد تصنيفٍ عالميّ لاسيّما أنّ مكتبة العتبة العبّاسية المقدّسة كانت في السابق تعتمد على التصنيف المحلّي للفهرسة، وفعلاً بدأنا العمل وقمنا باختيار تصنيفين عالميّين هما الدي والعشري ومكتبة الكونغرس الأمريكي وعمل مقارنة بينهما لاختيار الأفضل فوجدنا أنّ تصنيف مكتبة الكونغرس الأمريكي أدقّ وأشمل وأكثر موضوعية، حيث شرعنا بالعمل على هذا التصنيف في عام (2010م)".
وأضاف: "بعد ذلك وضعنا خطّة عملٍ لاستخدام نظام آليّ حديث مقارنةً مع نظام المكتبة الحديثة لأنّه كما تعلمون كلّ مكتبةٍ يجب أن يكون لها برنامج آليّ يوضّح محتويات المكتبة، حيث عرضت علينا مجموعةٌ من البرامج الآلية المكتبية فاستقرّ الرأي على استخدام برنامج سمفونيّ من إنتاج شركة أمريكية متخصّصة وتمّ تعريبه من قبل شركة نسيج اللبنانية وهي شركة متخصّصة في إنتاج البرامج الآليّة ودبلجتها الى اللغة العربية، حيث يُعدّ هذا البرنامج الثالث على مستوى العالم ويتميّز بأنّه يعطي كشفاً لكلّ المحتويات بالإضافة الى إعطائه تقارير دقيقة لكلّ النتاجات ويبيّن أوقات العمل وكم بطاقة فهرسة قام بعملها الأشخاص المعيّنون، وفعلاً باشرنا العمل ودخلنا دورات في هذا البرنامج مع الشركة من أجل تطوير وحدة الفهرسة والتصنيف لتكون من الوحدات المتميّزة في العراق، حيث شرعنا بإقامة دورات للفهرسة والتصنيف وتمّ وضع شروط لهذه الدورات من أهمّها أن يكون المتقدّم حاصلاً على شهادة البكالوريوس فما فوق ليتمّ تنسيبهم على الوحدة بعد عمل مفاضلة لاختيار أصحاب الدرجات العُليا والكفاءات".
مبيّناً: "في الحقيقة كان طموحنا واسعاً وهو أن نُنشئ وحدةً متكاملةً ليس للفهرسة فقط وإنّما يدخل الكتاب من الباب ويخرج بشكلٍ إلكتروني، لذلك أنشأنا وحدة الدعم الإلكتروني الخاصّة بالسيرفر والبرامج المكتبية والخزن الأرشيفي بالإضافة الى وحدة تصوير الكتب وتحويلها من ورقية الى (PDF)، حيث تمّ شراء أجهزة تصوير لهذا العمل ومن خلال هذا العمل أصبح لدينا كمٌّ هائل من الكتب المتخصّصة بكلّ العلوم، فعملنا دراسةً لإنشاء مكتبة رقمية بحيث تضمّ عدّة مكتبات ليكون كلُّ علمٍ ضمن مجموعة، والحمد لله حتى الآن استطعنا أن نجمع (50 ألف) عنوان (PDF) كما تمّت فهرسة (14 ألف) عنوان في المكتبة بالإضافة الى (1700) مخطوطة و (2700) أطروحة جامعيّة".
مُختتماً حديثه: "تمّ عملُ دوراتٍ أخرى لتطوير الخبرات وحدّثنا أنظمة الفهرسة من مكتبة الكونغرس الأمريكيّ الى نظام (RDA) وهو نظامٌ حديث جدّاً، ونحن ثاني مكتبة عربية تعمل بهذا النظام بعد المكتبة اللبنانية العامة، بالإضافة الى أنّنا عملنا عدّة دورات لمكتبات الجامعات والمكتبات العامّة، تكاملت هذه الوحدة في عام (2014م) لتتحوّل بعد ذلك بأمرٍ إداريّ الى مركز الفهرسة ونُظُم المعلومات وأصبح عدد منتسبي هذا المركز (27) منتسباً موزّعين على عدّة وحدات وهذه الوحدات هي:
1. وحدة الفهرسة والتصنيف: وتعمل على فهرسة الكتب والمخطوطات.
2. وحدة التدقيق الاستنادي: وتعمل على تدقيق بطاقات الفهرسة وعمل استنادي لها.
3. وحدة الدعم الفني: عملُها صيانة الأجهزة وإدارة البرنامج السمفونيّ.
4. وحدة تصوير الكتب: مهمّتها تصوير الكتب وتحويلها الى (PDF).
5. وحدة الإنترنيت: وعملها إنجاز جميع الأعمال الخاصّة بالإنترنت.
6. وحدة الأرشفة والمكتبة الإلكترونية: خزن الكتب المصوّرة وعمل مكتبة إلكترونية.