المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

متوالية تايلور للجهود Taylor Expansion of Potentials
13-12-2020
A CONSISTENT THEORY
19-11-2020
السعة الحرارية الذرية atomic heat capacity
30-11-2017
لا تفضل أحدهم على الآخرين
1-5-2021
الأخلاق وموقعها في المجتمع
25-7-2022
علي بن حسين بن عباس الخاقاني.
27-7-2016


اغتيال عمر  
  
3381   10:55 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص177-179
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

اغتاله أبو لؤلؤة غلام المغيرة فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت سرته وهي التي قضت عليه وتعزو بعض المصادر سبب ذلك الى ان المغيرة جعل عليه خراجا ثقيلا فشكا حاله الى عمر فزجره وقال له : ما خراجك بكثير من أجل الحرف التي تحسنها .

فتأثر أبو لؤلؤة وأضمر له الشر في نفسه واجتاز عليه فى وقت آخر فسخر منه عمر قائلا : بلغني أنك تقول : لو شئت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت , فاندفع أبو لؤلؤة وقد لسعته سخريته فاخبره بما يبيت له من الشر قائلا : لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها .

وفي اليوم الثاني قام بعملية الاغتيال , وقيل ان اغتياله كان وليد مؤامرة دبرها الناقمون على سياسته التي انتهجت منهج الشدة والقسوة وخلقت الطبقية بين المسلمين , ومهما يكن من أمر فقد حمل عمر الى داره وجراحاته تنزف دما وبادر أهله فأحضروا له طبيبا فقال له : أي الشراب أحب إليك؟. فقال : النبيذ ؛ فسقوه منه فخرج من بعض طعناته فقال الناس : خرج صديدا ثم سقوه لبنا فخرج من بعض طعناته فيئس منه الطبيب وقال له :لا أرى أن تمسى ولما أيقن ولده عبد الله بموته قال له : يا أبة , استخلف على امة محمد (صلى الله عليه واله) فانه لو جاءك راعي إبلك أو غنمك وترك إبله أو غنمه لا راعى لها لمته وقلت له : كيف تركت أمانتك ضائعة؟! فكيف بأمة محمد (صلى الله عليه واله) فاستخلف عليهم , فنظر إليه نظرة ريبة فقال له : إن استخلف عليهم فقد استخلف أبو بكر وإن أتركهم فقد تركهم رسول الله (صلى الله عليه واله) , وأقام عبد الله في حديثه برهانا تدعمه الفطرة على ضرورة نصب الوصي وتعيين ولى العهد وان من أهمله يستحق اللوم والتقريع وهو أمر واضح لا مجال للشك فيه والعجب من عمر وهو في ساعاته الأخيرة كيف يقول إن رسول الله (صلى الله عليه واله) ترك امته ولم يستخلف عليها أحدا من بعده!! وهو (صلى الله عليه واله) الحريص على امته الذي يعز عليه عنتها واختلافها وانشقاقها وقد لاقى في سبيل هدايتها أعظم العناء وأشقه ولعل الوجع قد غلب على عمر فنسي النصوص المتضافرة من رسول الله (صلى الله عليه واله) في أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه ولى عهده وخليفته من بعده وتناسى بيعته له يوم غدير خم وقوله له : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ؛ ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.