المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



لا تفضل أحدهم على الآخرين  
  
3042   04:41 مساءً   التاريخ: 1-5-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص166-167
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-28 1036
التاريخ: 10-7-2019 2354
التاريخ: 27/12/2022 1360
التاريخ: 20-2-2022 1705

إن الاعتراف بانك تحب أحد أطفالك أكثر من اخوته يعد شيئا محرماً. والعديد من الآباء يقولون بكل بساطة: " لا ينبغي عليك ان تفضل أحد أطفالك على الآخرين " – حسناً ، أنا واثق من ان هذا الامر جميل ، لكن قد لا يمكنك ان تمنع نفسك منه. بعض الاباء لا يعانون من تلك المشكلة حيث انهم بطبيعتهم لا يستطيعون ان يحبوا طفلا بصورة زائدة عن اخوته حتى لو حاولوا. لكن البعض الاخر لا يستطيعون منع أنفسهم من أن يحبوا أحد أبنائهم أكثر من اخوته ، واذا قالوا انهم لا يفضلون طفلاً على آخر فهم يكذبون.

في هذه الحالة يكون الكذب هو الحل! فلا يمكنك – تحت أي ظرف من الظروف - ان تكشف عن تفضيلك طفلا على آخر لأي شخص ، ربما باستثناء شريك حياتك ، ولكي تضمن عدم انكشاف هذا الأمر فقد يجدر بك الكذب وادعاء انه لا يوجد لديك طفل مفضل. انني اذكر ذات مرة ان جدتي قالت لي انني الطفل المفضل لأحدى عماتي ، وبالطبع شعرت بالسعادة الغامرة. لكن ما كان يجدر بها ان تخبرني بهذا ، وكما ترى لا يمكنك ان تثق في عدم افضاء الآخرين لبعض الأشياء احيانا.

لقد أخبرني أحد الاباء الذين اعرفهم انه بالفعل لديه طفل مفضل – فهو لا يستطيع انكار ذلك – لكنه ليس نفس الطفل طوال الوقت. فكل واحد من اطفاله هو طفله المفضل في وقت أو آخر ، وكلهم يتناوبون على هذا الامر دون حتى معرفة منهم بذلك. ولقد قال لي انه في الحقيقة يحبهم كلهم بصورة متساوية ، كل ما في الامر هو انه احيانا ما يفضل احدهم على الاخرين.

ماذا عليك ان تفعل اذا كنت تفضل احد اطفالك (بجانب الكذب بخصوص هذا الامر بالطبع)؟ حسنا ، بداية عليك التفكير فيما اذا كنت تحب هذا الابن اكثر من اخوته ام انك فقط تعجب به اكثر منهم. ربما تشعر بانك أكثر قربًا منه ، وهو ما لا يعني بالضرورة انك تحبه اكثر من اخوته. وربما تكون تحب اطفالك كلهم بصورة متساوية في واقع الامر ، لكنك فقط لا تدرك هذا.

هذا قد ينجح مع بعض الإباء ، لكن ليس جميعهم. واذا كنت بالفعل تشعر انك تحب احد اطفالك اكثر من اخوته فربما يجدر بك ان تحاول اصلاح علاقتك بهؤلاء الاخوة بصورة اكبر. ابحث فيهم عن الصفات المحببة ، وربما يجدر بك قضاء وقت اطول معهم او ايجاد اهتمامات مشتركة وايجاد الوقت لممارستها معا – مثل تصميم لعبة القطارات ، صيد الأسماك ، الملابس ، التسوق ، افلام الرعب (في حالة الاطفال الاكبر سنا بالطبع) ، المشي ، طهو الطعام ، الركوب ، كرة القدم وغيرها.

بالمناسبة ، عادة ما يترقب اطفالك اشارات توضح لهم من هو المفضل لك منهم. وقد يسألونك عن هذا بصورة مباشرة، وحتى إذا لم يتفهموا الاشارات البسيطة التي قد تصدر منك ، فقد يسيؤون تفسير ما تقول او تفعل حتى يحصلوا منك على تلك المعلومة القيمة. وبصورة عامة ، اذا وجدت ان كل واحد من اطفالك يتهمك بانك تفضل الاخر ، فاعلم انك تحسن التصرف عندئذ. اما إذا اجمعوا على أنك تفضل نفس الطفل - سواء كانوا محقين ام مخطئين – فربما يجدر بك الاهتمام بشان ما تبديه من اشارات نحوهم.

 لا يجدر بك – تحت أي ظرف من الظروف - ان تكشف عن تفضيلك طفلا على آخر لأي شخص. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.