أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3321
التاريخ: 27-4-2022
1217
التاريخ: 12-4-2016
3473
التاريخ: 10-4-2016
3323
|
انّ علياً (عليه السلام) امتنع عن الكفاح المسلح، وذلك نظراً للأخطار والتحديات التي كانت من الممكن أن تظهر في المجتمع الإسلامي حال قيامه بذلك، وقد يسأل عن نوعية هذه التحديات التي كانت تواجه المجتمع الإسلامي الفتي آنذاك.
وجواباً على ذلك يمكن عرض الأخطار والتحديات الداخلية والخارجية والموانع التي جعلت علياً (عليه السلام) يغض النظر عن الكفاح بالنحو التالي:
أ: انّ الإمام لو كان قد استخدم القوة ومارس الكفاح المسلح لاسترداد الخلافة، لكان يخسر كثيراً من الأعزاء الذين كانوا يؤمنون بإمامته إيماناً راسخاً من الأعماق.
وكان الإمام (عليه السلام) يعاني من قلة الناصر والمعين على هذا الأمر، ويقول: «فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت، و أغضيت على القذى».
ويقول أيضاً: «لو وجدت أربعين ذوي عزم».
كما صدّر الإمام (عليه السلام) في زمن خلافته بياناً سياسياً هاماً وأمر بأن يقرأ على مسامع الناس كلّ جمعة امام عشرة شهود من كبار أصحابه، مؤكداً فيه ذلك : «فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا معي مساعد إلاّ أهل بيتي، فضننت بهم عن الهلاك، ولو كان بعد رسول اللّه عمي حمزة وأخي جعفر لم أبايع كرهاً، ولكنّني منيت برجلين حديثي عهد بالإسلام: العباس وعقيل، فضننت بأهل بيتي عن الهلاك، فأغضيت عيني على القذى، وتجرعت ريقي على الشجا، وصبرت على أمَرّ من العلقم وآلم للقلب من وخز الشِّفار».
مضافاً إلى هؤلاء سيقتل كثير من صحابة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) الذين يمثّلون الخط المعارض لخلافته (عليه السلام) ، وهؤلاء الصحابة وإن كان موقفهم مضاداً لموقف الإمام في مسألة الخلافة وكانوا يخالفون توليه الخلافة بسبب حقدهم وعقدهم النفسية غير انّهم كانوا يتفقون معه في القضايا الأُخرى وسيشكّل قتلهم (وهم يعدّون على أيّة حال قوة أمام الوثنية والنصرانية واليهودية) ضعفاً في مركز العالم الإسلامي.
وقد أشار الإمام (عليه السلام) إلى هذه النقطة الهامة عندما انطلق إلى البصرة للقضاء على الناكثين: طلحة والزبير في خطبة له وقال: «إنّ اللّه لما قبض نبيّه استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حقّ نحن أحق به من الناس كافّة، فرأيت ان الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم والناس حديثو عهد بالإسلام والدين يمخض مخض الرطب، يفسده أدنى وهن ويعكسه أقلّ خلف».
ب: كان هناك عدد غير قليل من القبائل والجماعات التي أسلمت في أواخر حياة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لم تر التعاليم الإسلامية الضرورية ولما يدبّ في قلوبهم نور الإيمان بشكل كامل، وعندما علموا بنبأ وفاة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) رفعوا علم الارتداد والعودة إلى الوثنية، وأعلنوا عن معارضتهم للحكومة الإسلامية في المدينة، وامتنعوا عن دفع الضرائب الإسلامية، وشكّلوا خطراً على المدينة من خلال إعدادهم القوات العسكرية.
ولذلك كان أوّل عمل قامت به الحكومة الجديدة هو أنّها عبّأت مجموعة من المسلمين لقتال المرتدين والقضاء على تمردهم، وفي النهاية تمّ ببركة جهود المسلمين اخماد نار فتنتهم.
لذلك لم يكن من الصحيح أن يرفع الإمام (عليه السلام) في هذا النوع من الظروف التي رفع أعداء الإسلام الرجعيين راية الارتداد فيها وتحدّوا الحكومة الإسلامية، راية أُخرى ويواجه الحكومة الفعلية.
وقد أشار إلى هذه النقطة في إحدى رسائله إلى أهل مصر وقال: «فواللّه ما كان يلقى فى روعي ولا يخطر ببالي انّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده (صلى الله عليه واله) عن أهل بيته، ولا أنّهم مُنحّوه عني من بعده، فما راعني إلاّ انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمّد (صلى الله عليه واله) ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنّما هي متاع أيّام قلائل، يزول منها ما كان كما يزول السراب، أو كما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه».
وهكذا أثار هذا الموضوع في أيّام خلافته الأُولى من خلال خطبة من خطبه.
قال عبد اللّه بن جنادة: قدمت من الحجاز اريد العراق في أمارة علي (عليه السلام) ، فمررت بمكّة فاعتمرت، ثمّ قدمت المدينة فدخلت مسجد النبي (صلى الله عليه واله) إذ نودي الصلاة جامعة واجتمع الناس، وخرج علي (عليه السلام) متقلداً سيفه، فشخصت الأبصار نحوه فحمد اللّه.
ثمّ قال: «أمّا بعد فإنّه لمّا قبض اللّه نبيّه (صلى الله عليه واله) قلنا نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس لا ينازعنا سلطانه أحدٌ ولا يطمع في حقّنا طامع إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت الإمرة لغيرنا...وأيم اللّه لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وأن يعود الكفر ويبور الدين لكنّا على غير ما كنّا لهم عليه.. .
ج: إضافة إلى خطورة المرتدين كان هناك ظهور المتنبئين ومدّعي النبوة الكذّابين أمثال مسيلمة وطليحة وسجاح أيضاً، وقد عبّأ كلٌ منهم مجموعة من القوات للهجوم على المدينة، فهزموا على يد المسلمين وبتعاونهم وتكاتفهم بعد تحمّل كثير من العناء.
د: خطورة هجوم الروم المحتمل كان يمكن أن يبعث بدوره قلقاً آخر في نفوس المسلمين ذلك انّ المسلمين كانوا قد واجهوا الروم وقاتلوهم ثلاث مرات إلى ذلك الحين، وكانت الروم تعتبر المسلمين خطراً حقيقياً لها، فلو كان علي (عليه السلام) يمارس الكفاح المسلح وهو مما يعني قلقلة الوضع الداخلي للمسلمين وتوتيره، لكان يمنح الروم فرصة كبيرة لاستغلال هذا الوضع المتزلزل.
يتضح بالالتفات إلى النقاط السالفة بشكل جيد انّه لماذا رجّح الإمام (عليه السلام) الصبر والسكوت على النهوض في وجه السلطة وانّه كيف أنقذ العالم الإسلامي بصبره واحتماله وبعد نظره، وانّه لولا حبه لوحدة المسلمين وخوفه من النتائج الوخيمة للفرقة والاختلاف لما كان يسمح أن يفلت زمام قيادة المسلمين من يد أوصياء وخلفاء رسول اللّه الحقيقيّين ويتلقّفه الآخرون.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|