للنقل أثر كبير على التنمية الاقتصادية والبشرية في الدول، وللنقل في الوطن العربي أهمية كبيرة، لأن الوطن العربي الذي يمتد على مساحة 14 مليون كم، يمتد من الشرق إلى الغرب لمسافة 8000كم ويقع في قارتين ولذا لا بد من وجود طرق ترتبط بين أقطاره وتسهل نقل السلع والبضائع وانتقال الأشخاص، مما يعزز وحدة الوطن ويقوي من تكامله الاقتصادي، ويجعل التنسيق بين وحداته أكبر.

أ- طرق السيارات : ـ 

يعد النقل بالسيارات في الوطن العربي من أكثر قطاعات النقل أهمية وذلك بسبب المرونة التي يتمتع بها النقل بواسطة السيارات بمختلف أنواعها. ومع هذه الأهمية فقد كان نصيبه من إجمالي الإنفاق الحكومي بنسبة 3.6%. أن الوطن العربي بحاجة إلى الاهتمام بشبكات الطرق سواء كان ربط المراكز الحضرية أم المناطق الريفية. وكان لوجود شبكات الطرق التي تربط الأقطار العربية ببعضها دور كبير في ربطها ، ويخلق النقل بالسيارات ترابطاً أسهل وأسرع بين المناطق الجغرافية المتناثرة والتي يصعب ربطها بسكك حديدية سواء كانت مدن متناثرة أم قرى.

وقد بلغت أطوال الطرق المرصوفة عام 1922 ما يقرب من 288 ألف كيلومتر، وهي تشكل نسبة 53% من إجمالي أطوال الطرق الموجودة بجميع أصنافها. وتبلغ كثافة الطرق المرصوفة 22كم لكل 1000كم أما عن أطوال الطرق المرصوفة مقارنة بعدد السكان فيوجد كيلومتر واحد فقط لكل 1000 نسمة ويوجد تفاوت بين قطر وآخر من الأقطار العربية، خاصة إذا ما قارنا بين أطوال الطرق المرصوفة مع مساحة الدولة. وإذا استثنينا الدول ذات المساحة الصغيرة مثل البحرين والكويت وقطر والتي تبلغ حسب التوالي ،342، 228، 120كم لكل 1000 كم يظهر عند المقارنة بين الدول ذات المساحة الكبيرة أو المتوسطة أن أفضل دولة هي سوريا ثم عمان ثم العراق ثم تونس فالمغرب والتي تبلغ فيها حسب التوالي 180 ،91،97، 76 62 ، مع العلم أن المعدل في جميع الوطن العربي هو22 كم لكل 1000كم أما أكثر الأقطار العربية تخلفا في طرق السيارات المرصوفة فهي موريتانيا ثم السودان و تظهر الأرقام أن النسبة منخفضة في السعودية وذلك بسبب سعة المساحة البالغة حوالي 2.15 مليون كم كما أن السودان هي الأخرى ذات مساحة واسعة ولكن ما زالت أطوال الطرق فيها قليلة مما جعل النسبة منخفضة فيها هي الأخرى. وتعد الجزائر أفضل الدول العربية امتلاكا لطرق النقل المرصوفة وهي 48266كم ولكن مقارنة مع مساحتها الواسعة البالغة 2.381 مليون كم تكون لها الأرجحية.

كما أن العراق يعد أفضل الدول العربية امتلاكـاً للطرق المرصوفة مقارنة مع مساحة الأرض والتي تبلغ 438 ألف كم ، أما بالنسبة لطول طرق السيارات التي تخدم أغراض التواصل بين الأقطار العربية فهي لا تتجاوز 81 ألف كم وهي تشكل 20% من إجمالي أطوال الطرق العربية، يوجد 38% منها في منطقة المغرب العربي.

وقد دلت دراسة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية سنة 1989 لغربي آسيا عن الطرق في الوطن العربي إلى أنها تعاني من نقص كبير من حيث الكم والنوع كما أنها بعضها رديئة النوعية من الناحية الإنشائية والتصميمية في بعضها وارتفاع معدلات الاستخدام ونقص الخدمات في بعضها الآخر فضلاً عن سوء توزيعها كما توجد أنواع من الطرق الأخرى غير المرصوفة ،  وأهم الطرق في الوطن العربي التي تربط بين الأقطار العربية هي:

1- يوجد طريق يربط بين الكويت ومسقط ماراً بميناء الدمام وأبو ظبي ودبي والشارقة والفجيرة ثم يصل مسقط وهو من الصنف الأول ويمكن أن يتصل بمروره في العراق إلى أوروبا.

2 ــ طريق يربط بين الخليج والجزيرة العربية بمنطقة الشام عبر سورية ثم تركيا ثم أوروبا حيث يمر محاذيا للفرات إلى البوكمال ثم دير الزور.

3ــ طريق من الحدود اليمنية إلى أبها ثم الطائف فمكة المكرمة ومنها إلى جدة والمدينة المنورة ثم الأردن، درعا ثم دمشق وحمص وحلب ثم باب الهوى على 194 BLINGA ÁLEZAMDEMA

4ــ طريق ميناء العقبة بميناء عدن مروراً بالقصبة جدة الحديدة بمحاذاة ساحل البحر الاحمر.

5 ــ طريق يسير بمحاذاة الشاطئ الغربي لقناة السويس والبحر الأحمر ابتداء من بور سعيد إلى السويس ويريس ومنها إلى رأس محمد وبـور سـودان طوكر وبعدها يعبر الحدود السودانية الارتيرية باتجاه أسمره ومنها إلى جيبوتي وبعدها إلى مقديشو ويبلغ طوله  4360 كم.

6ــ ومن الطرق المهمة الطريق الذي يربط الأقطار العربية الإفريقية مع بعضها ويربطها بالأقطار العربية الآسيوية. إذ يمتد عبر نفق الشهيد أحمد حمدي وشبه جزيرة سيناء وبواسطة عبارة إلى ميناء العقبة الذي يبدأ منه هذا الطريق ويتجه غرباً إلى السويس ثم يتجه شمالاً إلى الإسكندرية ومرسي مطروح والسلوم ليجتاز الحدود المصرية الليبية إلى طبرق ودرنة وبنغازي وطرابلس فالحدود الليبية التونسية ويسير بعدها باتجاه الشمال ماراً بقابس والعاصمة تونس ويجتاز الحدود التونسية الجزائرية إلى عنابه وقسنطينة ثم إلى الجزائر العاصمة وبعدها إلى وهران وحتى يدخل الحدود المغربية عند وجده وإلى مكناس والرباط والدار البيضاء إلى العيون في موريتانيا ماراً باغدير. وهو طريق مهم لكونه يصل الوطن العربي من مشرقة إلى مغربه.

كما توجد عدد من الطرق تصل الدول العربية بجاراتها من الدول الإفريقية غير العربية مثل الطريق بين ليبيا والجزائر وموريتانيا نحو مالي. ثم الطريق الذي يربط بين الجزائر وموريتانيا باتجاه السنغال وآخر باتجاه مالي.

ــ السكك الحديدية :

أنشئت معظم السكك الحديدية في الوطن العربي في الفترة التي كان الاستعمار الأجنبي يسيطر على الدول قبل استقلالها، ولذا لم تحدد مسارتها بالصورة التي تحقق التواصل والتوحد بين الأقطار العربية. كما أنها ذات مقاييس مختلفة.

والتنقل بالقطارات له أهمية لكون النقل فيه يتفوق على غيرها من وسائط النقل البري في المسافات الطويلة لأن لها القدرة على نقل الحمولات ذات الحجم الكبير والوزن الثقيل، كما أن لها قدرة نقل أعداد كبيرة من الركاب خاصة بعد التحسن الذي طرأ على القطارات من حيث السرعة.

وتوجد السكك الحديد في إحدى عشرة قطراً عربيا هي العراق، السعودية الأردن لبنان سوريا مصر السودان المغرب الجزائر وتونس وموريتانيا وتبلغ اطوال السكك الحديد في الوطن العربي 30 ألف كم وهو يعتبر قليل مقارنة بالدول المتقدمة، فمثلاً أن دولة واحدة هي فرنسا تمتلك 33 ألف كم من السكك الحديد وفي الولايات المتحدة 188 ألف كم.

وتشكل مصر أكبر دولة عربية تمتلك سكك تليها السودان ثم الجزائر والمغرب فسوريا والعراق، أما عن ما يقابل كل 1000كم من المساحة من سكك حديد فتأتي سوريا بالمرتبة الأولى 14.8 ثم تونس 13.4 ثم المغرب 8.9 والأردن 8 والعراق 6.1 ثم مصر 5.9 كما يوضحها الجدول الآتي أما ما تبقى فهي قليلة  ويبلغ طول شبكة السكك الحديدية التي تخدم أغراض التواصل العربي 17500 كم يقع منها 6300 كم في دول المغرب العربي و 6200كم في وادي النيل والبقية في الأقطار الآسيوية .

ويبلغ طول السكك الحديد ذات المقياس العادي 19787 كم أي بنسبة 72.6% وذات المقياس الضيق 7445 كم أي أنها تشكل 27.4% أما السكك الحديدية المزدوجة فهي قليلة جداً إذ لا تشكل أكثر من 10% من مجموع أطوال السكك الحديدية في الوطن العربي.

وأهم خط يصل بين الدول العربية هو الخط الذي يبدأ من أم قصر إلى البصرة ثم بغداد وبعدها إلى الموصل ثم اليعربية ثم دير الزورثم حلب ثم  اللاذقية وهناك خط آخر يتجه نحو مسلمية ثم إلى تركيا فأوروبا. أما بقية السكك الحديدية في الدول العربي الأخرى فهي تخدم النقل داخل كل قطر على حده.