المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

من صفات أبي ذر (رض) وفضائله.
2023-09-16
عقوبة جريمة الهرب والتدابير
24-7-2021
هندسة إنتاج حامض اللاكتيك Engineering Lactic Acid Production
12-3-2018
قصص فينوس وأدونيس.
2023-11-19
الألوهيّة
2024-07-30
Vowels horsES
2024-03-01


أهمية الزراعة في حياة الإنسان  
  
1587   08:51 صباحاً   التاريخ: 2023-09-05
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص347ــ348
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2366
التاريخ: 28-4-2017 1586
التاريخ: 25-7-2016 2370
التاريخ: 25-7-2016 2219

لا أحد منا يعلم متى وكيف انتقل الإنسان من حياة الأعشاب والصيد إلى حياة الزراعة التي راح يؤمن منها غذاءه ؟ ، ولكن ما هو معلوم هو أنه كلما مضى وقت على عمر الزراعة كلما ازدادت معرفة الإنسان بأهميتها وراح يبذل مزيداً من الجهد في سبيل تحسينها وتطويرها.

ففي ظل الزراعة البدائية لم يكن الإنسان يحصل إلا على مقادير قليلة جداً من المحاصيل وذلك نتيجة قصور فكرة وقلة تجربته وفقدان وسائل العمل اللازمة ، ولكن الإنسان بدأ تدريجياً باكتشاف أسرار الزراعة وإعداد ما تتطلبه من معدات، وكانت النتيجة ازدياد مساحة الأراضي الزراعية وإحياء الأراضي البوار وارتفاع نسبة المحاصيل.

وفي دنيا العلم والصناعة المعاصرة تغير الوضع الزراعي كلياً ، حيث ساهم الإنسان بعلومه ومعرفته وبفضل المعدات الآلية في رفع الانتاج إلى الحد الذي لا يمكن مقارنته بحجم الانتاج السابق بأي شكل من الأشكال .

«يقول «راسل» : كان الإنسان في الأزمنة الغابرة بحاجة إلى ميلين مربعين من الأرض الخصبة ليجني من زرعها ما يكفيه لمدة عام واحد من طعام. أما اليوم فزراعة ميل واحد في انجلتره مثلاً تكفي لإعاشة 750 شخصاً ، أي بما يعادل ألفاً وخمسمائة مرة عن تلك الفترة التي لم يكن فيها الاستعداد البشري قد توصل إلى اختراعات في مجال الصناعة طبعاً»(1).

_________________________

(1) الآمال الجديدة، ص 36 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.