قدّم الباحث الدكتور عباس عطية القريشي بحثًا علميًا حول (فتوى الدفاع المقدّسة وأثرها في نبذ التطرّف والإرهاب). جاء ذلك ضمن فعّاليّات الجلسة البحثيّة الثّالثة الّتي ترأّسها الدّكتور أحمد الميّالي لمحور (فتوى الدّفاع الكفائي والاستجابة الشعبيّة والوطنيّة)، من المؤتمر العلميّ الأوَّل عن فتوى الدّفاع الكفائي، الّذي تُقيمه فرقة العبّاس(عليه السّلام) بالتّعاون مع كليّة العلوم السّياسيّة في جامعة بغداد، تحت شعار: (الدّفاع الكفائيّ عقدٌ من العطاء والبناء) في العتبة العبّاسيّة المقدّسة.
وذكر القريشي في بحثه أن التطرّف والإرهاب يعدّان من أبرز التحدّيات التي تواجه المجتمع العراقي؛ حيث يهدّدان الأمن والاستقرار، ويمثّلان خطراً على الحياة البشرية والقيم الإنسانية، ومن هذا السياق تأتي فتوى الدفاع الكفائيّ المقدّسة واحدةً من الأدوات الفعالة والناجحة، لمواجهة التطرّف والإرهاب. وتهدف هذه الدراسة إلى تحليل فتوى الدفاع المقدّسة وأثرها في نبذ التطرّف والإرهاب، من خلال استعراض السياق الذي أصدرت فيه، وتحليل تأثيرها على الفكر الدينيّ والسياسيّ والأمنيّ والسلوك الاجتماعيّ، وتتضمّن هذه الورقة المحاور الآتية: أولاً مفهوم فتوى الدفاع المقدّسة، ثانياً مفهوم التطرّف والإرهاب، ثالثاً تأثير فتوى الدفاع المقدّسة. وتلخّص الدراسة أهمية فتوى الدفاع المقدّسة في مكافحة التطرّف والإرهاب، بنتائج وتوصيات أهمّها: أثبتت الفتوى فاعليتها في توجيه الجهود نحو الدفاع المشروع ونبذ الأفكار المتطرّفة، وتمثّل الفتاوى المعتدلة أداةً قوية لتعزيز السلام والتعايش في المجتمعات، وإن فتوى الدفاع المقدّسة لها تأثير كبير في نبذ التطرّف والإرهاب، من خلال تصحيح المفاهيم وتحفيز المجتمعات على مواجهة الإرهاب بطرق قانونية ومشروعة، وساهمت الفتوى في تعزيز الوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع، ممّا أدى إلى تقليل النزاعات الداخلية ونشر السلام، ونبذ التطرّف والعنف والإرهاب، وتوصي الدراسة بتعزيز دور فتوى الدفاع المقدّسة في مواجهة التطرّف من خلال تنظيم حملات توعوية، ودعم الخطاب المعتدل لتقديم فتاوى معتدلة تسهم في نبذ العنف والتطرّف، والاستفادة من توصيات المرجعية الدينية العُليا للمقاتلين.