أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-05
248
التاريخ: 27-9-2020
2444
التاريخ: 16-10-2019
1505
التاريخ: 19-1-2022
2455
|
- اقتصاد المعرفة والموارد البشرية (1):
يمثل الفرد حجر الزاوية في النظام الاقتصادي الجديد المبني على المعرفة، ولذلك فإن المهارات الفردية والإبداع والابتكار ليست فقط عوامل للإنتاج ، إنما هي أيضاً مصادر للثروة ودوافع للنمو الاقتصادي، وفي التنافس العالمي على المعرفة والمواهب تصبح تنمية الموارد البشرية استراتيجية شديدة الأهمية بالنسبة إلى الأمم والمؤسسات لكي تكسب الميزة التنافسية.
ومن المهم ملاحظة أنه في الوقت الذي تتحمل فيه الدولة دوراً رئيساً في تطوير قوة عاملة عالية الخبرة وقادرة على تلبية المتطلبات الاقتصادية فإنها ليست الطرف المؤثر الوحيد الذي يتحمل المسؤولية، إذ يجب أن تكون هناك شراكة بين نظام التعليم الرسمي والخاص وقطاع الأعمال والحكومة والمستثمرين ومن هنا تتحمل كل حكومة مسؤولية صياغة سياسة وطنية للموارد البشرية لتشجيع القطاع ودعمه. وفي هذا السياق فإن هناك ثلاثة مجالات حيوية: أول هذه المجالات بناء قاعدة لرأس المال البشري والمعرفة والمحافظة عليها. وذلك أن الحاجة تدعو إليها للمنافسة في الاقتصاد العالمي، وثانيها تشجيع الإبداع وانتشار الابتكارات في القطاع الخاص وأخيراً إقامة البنية التحتية المؤسساتية اللازمة للعمالة والأعمال وغير ذلك من العناصر المتفاعلة في سوق العمل الحديثة. ودعم هذه البنية التحتية وعلى الحكومة أن تضع السياسات التي توجه مسار التعليم الرسمي، وأن تتعاون مع القطاع الخاص في برامج التدريب. وهناك شريك مهم في هذه المعادلة وهو مجتمع الاستثمار الذي يجب أن يوفر رأس المال لأجل تدريب القوى العاملة ويشجع على تنفيذ أفضل الممارسات لكي يحفز عملية تنمية الموارد البشرية ويضمن محاسبة ومساءلة الأطراف الفاعلة الأخرى.
لكن دور السلطة ينبغي أن يتخطى مجرد صياغة السياسات الخاصة بالموارد البشرية، فالتخطيط والتطوير الفعالان للقوى العاملة يعد أمراً أساسياً وملحاً. ويجب أن تواكب الحكومات مسيرة الاقتصاد العالمي وتتنبأ باتجاهاته إلى حد ما. غير أنه من غير الممكن التنبؤ بشكل يقيني تماماً بالاحتياجات من القوى العاملة. وهذا يوحي بالحاجة إلى سياسات تعليم وتدريب مرنة على الأمد القصير، إضافة إلى سياسات التعليم والتدريب وسوق العمل على الزمن البعيد، وذلك لضمان حصول الأمة على قوة عاملة تتمتع بالمهارة والإبداع والقدرة على التكيف. ويتمثل أحد الجوانب المهمة للتعليم والتدريب في مفهوم التعلم مدى الحياة الذي يجب توافره في المجتمع وأن يكون متاحاً لسائر العاملين الراشدين.
في إطار هذا الاقتصاد الناشئ تعتبر المعرفة و العمال المعرفيون مفهومين أساسيين؛ إذ تعتبر المعرفة مورداً رئيسياً بالنسبة للمؤسسات ومصدراً من مصادر الثروة وميزة تنافسية للأمم. وقد توصف المعرفة بأنها معلومات تراكمية أو إجمالية أو مختصرة، وعندما تصاغ في شكل مجموعات من المبادئ أو القوانين فإنها تؤدي إلى إيجاد قاعدة معرفية . كما يعتبر العمال المعرفيون مهمين جداً لتحقيق النجاح لمؤسسة من المؤسسات في بيئة دينامية وقابلة للتغير ؛ بيئة يتطلب العمل فيها إبداعاً دائماً وابتكاراً لأفكار قابلة للتسويق. وليس مجرد معالجة وإنتاج للمواد أو البيانات أو الرموز. ويجب أن يكون العمال المعرفيون قادرين على الغوص في قاعدتهم المعلوماتية وتوسعتها بالاستمرار في التعليم والقدرة على استخدامها في إنتاج مخرجات معرفية جديدة(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الهاشمي، عبد الرحمن، مصدر سابق، ص162.
(2) جمال السويدي. تنمية الموارد البشرية في اقتصاد مبني على المعرفة، ص 11.
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: أكثر من 40 جلسة علمية عقدت ضمن المؤتمر العلمي الدولي السادس
|
|
|