اختتمت شعبةُ مدارس الكفيل الدينية النسوية في العتبة العباسية، فعّاليات مهرجان روح النبوّة العالمي النسوي بنسخته الخامسة، الذي استمرّ أربعة أيّامٍ شهد خلالها جلسات بحثية ومعارض فنية ومسابقات متنوّعة. وفي كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة، التي ألقاها عضو مجلس إدارتها الدكتور عباس رشيد الموسوي، قال إن "المهرجان يحمل هذا الاسم (روح النبوّة) لأن فاطمة(عليها السلام) بضعةُ المصطفى وروحُه التي بين جنبَيْه، وفي إحياء هذه الذكرى إحياء لسنّة أبي الزهراء (عليها السلام) واستذكارٌ لسيرتها العطرة"، مؤكّداً على الحرص بأن "تكون هذه المناسبة منطلقاً لإحياء نهجها القويم وإحياء شخصيّتها في وجدان الأمّة ومشاعر أبنائها، كي نقتدي بها ونهتدي بهديها".
وأضاف أنّ "تجديد الذكرى والإصرار على إحيائها هو ترجمةٌ لتمسّكنا بالإسلام وإعلان الولاء لنبيّه (صلّى الله عليه وآله)، واتّباع رسالته والاقتداء به وبآل بيته الطيّبين الطاهرين، كي نكونَ في صميم الرسالة وفي عمق فهمها وعلى مقربةٍ منها، مهما تقادمت السنون وتعاقبت الأجيال". تراث ومضامين فكرية قلّ نظيرها كما شهد حفل الختام كلمةً للّجنة المنظّمة ألقتها مسؤولة الشعبة السيّدة بشرى الكناني، بينت من خلالها أنه "للسنة الخامسة على التوالي نقف عند مكانة السيّدة الزهراء(عليها السلام) وتجلّياتها في مختلف أبعاد الحياة، لنكشف عن تراث ومضامين فكرية قلّ نظيرها لقارورة علم النبوّة، ولنعزّز البحث لأجل تسليط الضوء على مختلف أبعاد هذه الشخصية العظيمة". وتضمّنت فعّاليات الختام أيضاً كلمةً للوفود المشاركة في المهرجان، ألقتها الأستاذة في جامعة البصرة سلمى عبد الحميد، قالت فيها إن "مهرجان روح النبوّة أقلّ ما يوصف بأنه متميز، إذ تلاقت وتلاقحت فيه الأفكار والآراء، فوقفنا فيه عند قدسية ألق المآثر وربيع المفاخر، فكانت نفحاته القدسية تملأ أجواء المهرجان، حيث جمعتنا الزهراء(عليها السلام) على حبّها ووحّدتنا على كلماتها، لترتقي بنا نحن النساء إلى مكانةٍ أعلى في المجتمع والدنيا". توصيات من وحي سيرة الزهراء(عليها السلام). فيما خرج مهرجان روح النبوّة العالمي النسوي بدورته الخامسة، الذي نظّمته شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية في العتبة العباسية، بتوصيات عديدة كان أبرزها اتّساع دائرة البحث، وذلك بتسليط الضوء على نساء بيت النبوّة، وبالأصل السيّدة الزهراء والسيدة خديجة الكبرى وفرعها السيدة زينب (صلوات الله عليهنّ). ودعا المؤتمرون إلى توسيع التعاون مع الجهات الأكاديمية عبر توجيه رسائل استكتاب للباحثات من داخل العراق وخارجه، ومفاتحة وزارة التربية لتسليط الضوء على الخطبة الفدكية للسيدة الزهراء (عليها السلام)، وجعلها ضمن المنهاج الدراسيّ للمراحل الثانوية. وأكّدوا على إعداد وثيقة العفاف بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للعتبة العباسية، لأجل حماية الأسرة من الانحراف الأخلاقي، وتفعيل الجانب الإعلامي لإعلان فقرات المهرجان، وتشكيل فريق عملٍ لمتابعة النشاطات الفنية والشعرية داخل العراق وخارجه لتوسيع دائرة المشاركة. كما شدّد المؤتَمِرون على ضرورة التنسيق بين المؤسّسات الثقافية التابعة للعتبات المقدسة، في تحديد مواعيد المهرجانات العلمية، لكي لا يكون هناك تضاربٌ يؤدّي إلى تشتيت الجهود العلمية للباحثين. مسابقات بحثية وفنية وتضمّنت فعّاليات ختام المهرجان جلسةً شعريةً كُرِّمت خلالها شاعراتٌ عدّة، منهنّ أمل عبد الله الفرج من السعودية، وزهراء المتغوي من البحرين، وفاطمة السحمراني من لبنان، وأُخريات. كما شهدت الفعّاليات مسابقة (أفضل لوحة رسمٍ)، فازت بها كلٌّ من المتسابقة فاطمة علي عبدالرزاق وهجران ناصر سلطان وجنات باسم، إضافةً إلى مسابقة (أفضل صورة فوتوغرافية) بعدسة امرأة، فازت بها كلٌّ من المتسابقة نور نعمة جواد وضحى محمد جبار ودعاء صباح جلوب. وعن مسابقة (أفضل مخطوطة) فازت بها كلٌّ من المتسابقة أزهار شركاء وهدى عودة عباس وزهراء سمير جواد. أمّا المسابقة البحثية فقد فازت بها كلٌّ من المتسابقة زينب وحيد سالم من العراق أوّلاً، وجاء بحثها بعنوان (دراسة عقائدية حول موقعيّة الزهراء عليها السلام)، واحتلّت المرتبة الثانية إيناس كاظم عبد الحسين من العراق، وجاء بحثها بعنوان (الخطاب المتداخل في خُطب الزهراء عليها السلام)، أمّا الفائزة الثالثة فكانت سندس سعدون مهديّ علي من العراق، وجاء عنوان بحثها (القواعد الكلّية في الخطبة الفدكية)، بالمشاركة مع آلاء صافي حميد الغزي من العراق أيضاً، التي جاء عنوان بحثها (الأثر التربوي للسيّدة الزهراء عليها السلام في بناء أسرةٍ نموذجية).