أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3331
التاريخ: 11-04-2015
3375
التاريخ: 11-04-2015
3314
التاريخ: 29/9/2022
1592
|
الحلم من صفات الأنبياء و المرسلين و هو من أجل صفات الإنسان و أميزها لأنه ينم عن سيطرة الإنسان على نفسه و عدم خضوعه لأية نزعة من نزعات الغضب و الانتقام و قد عرفه الجاحظ بقوله : إنه ترك الانتقام عند شدة الغضب مع القدرة على ذلك و كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) من أعظم الناس حلما و أكظمهم للغيظ و قد ذكر الرواة و المؤرخون بوادر كثيرة من حلمه كان منها ما يلي:
1- كانت له جارية تسكب في يديه الماء إذا أراد الوضوء للصلاة فسقط الابريق من يدها على وجهه الشريف فشجه فبادرت الجارية قائلة: إن الله عز و جل يقول: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134].
و أسرع الإمام قائلا: كظمت غيظي .
و طمعت الجارية في حلم الإمام و نبله فراحت تطلب منه المزيد قائلة: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134].
فقال لها الإمام برفق و لطف: عفا الله عنك .
و أسرعت الجارية قائلة: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] , و قابلها الإمام بمزيد من اللطف و الإحسان قائلا: اذهبي فأنت حرة .
2- و من بوادر حلمه أن و غدا لئيما استقبله بالسب و الشتم بلا سبب فقابله الإمام باللطف قائلا له: يا فتى إن بين أيدينا عقبة كئودا فإن جزت منها فلا أبالي بما تقول و إن أتحير فيها فأنا شر مما تقول .
لقد كان الإمام مشغولا بعواطفه و مشاعره نحو الله و الفزع من أهوال دار الآخرة التي لا ينجو فيها إلا المتقون و لم يزعجه هذا الهراء الذي ينم عن نفس قد خسرت الأخلاق و الآداب.
3- و من آيات حلمه انه خرج من المسجد فسبه رجل فأسرع إليه الناس للانتقام منه فنهاهم (عليه السلام) عن ذلك و أقبل عليه قائلا: ما ستره الله عنك أكثر أ لك حاجة نعينك عليها؟ .
و خجل الرجل و ود أن الأرض قد ساخت به و لما نظر إليه الإمام أشفق عليه فألقى إليه خميصة كانت عليه و أمر له بألف درهم و قد قلع بذلك من نفس الرجل نزعة الاعتداء على الناس بغير حق و أعاده إلى طريق الحق و الرشاد فكان إذا رأى الإمام بادر إليه قائلا: إنك من أولاد الأنبياء .
4- و ظاهرة أخرى من حلم الإمام أن لئيما اعتدى عليه فسبه فأشاح (عليه السلام) بوجهه عنه فانتفخت أوداج اللئيم و راح يقول له: إياك أعني .
و أسرع الإمام قائلا: و عنك أغضي .
و تركه الإمام و انصرف عنه و لم يقابله بالمثل و قد تميز الرجل غيظا و غضبا.
5- و من عظيم حلمه أن رجلا افترى عليه و بالغ في سبه فقال (عليه السلام) له: إن كنا كما قلت فنستغفر الله و إن لم نكن كما قلت فغفر الله لك .
و بهت الرجل و راح يعتذر من الإمام قائلا: جعلت فداك ليس كما قلت أنا فاغفر لي , فقابله الإمام ببسمات مقرونة بالرضا و العفو قائلا: غفر الله لك .
و انصرف الرجل و كله إعجاب و إكبار للإمام و هو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته فيمن يشاء .
6- و نادرة أخرى من حلمه فقد كان رجل من آل الزبير اعتدى عليه شخص فسبه فأعرض عنه فلما انصرف الرجل قام الزبيري فجعل يسب الإمام و يفتري عليه و الإمام ساكت لم يجبه فقال له الزبيري: ما يمنعك من جوابي؟.
فقال له الإمام برفق و لطف: ما منعك من جواب الرجل .
هذه بعض النوادر التي ذكرها المؤرخون من حلمه و هي تكشف عن طاقات غير متناهية من الفضائل الماثلة فيه و التي رفعته إلى أعلى درجات الكمال الإنساني.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|