العللُ الظاهرية والحقيقية وراء زواج خديجة بالنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) |
3679
11:21 صباحاً
التاريخ: 18-4-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022
1749
التاريخ: 18-4-2017
3773
التاريخ: 12-12-2014
3892
التاريخ: 18-4-2017
3323
|
إن الإنسان الماديّ الّذي ينظر إلى كل ما يحيط به من خلال المنظار المادي ويفسره تفسيراً مادياً قد يتصور (وبالأحرى يظن) أن خديجة كانت امرأة تاجرة تهمُّها تجارتها وتنمية ثروتها ولأنها كانت بحاجة ماسة إلى رجل أمين قبل اي شيء لذلك وجدت ضالتها في محمَّد الصادق الامين (صـلى الله علـيه وآله) فتزوجت منه بعد أن عرضت نفسها عليه ومحمَّد (صـلى الله علـيه وآله) هو الآخر حيث انه كان يعلم بغناها وثروتها قبِل بهذا العرض رغم ما كان بينه وبينها من فارق في السن كبير.
ولكن التاريخ يثبت أن ثمة أسباباً وعللا معنويّة لا مادية هي الّتي دفعت بخديجة للزواج بأمين قريش وفتاها الصادق الطاهر.
واليك في ما يأتي شواهدنا على هذا الامر :
1 ـ عند ما سالت خديجة ميسرة عما رآه في رحلته من فتى قريش محمَّد فخبّرها ميسرة بما شاهد ورأى من محمَّد في تلك السفرة وبما سمعه من راهب الشام حوله أحسَّت خديجة في نفسها بشوق عظيم ورغبة شديدة نحوه كانت نابعة من اعجابها بمعنوية محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) وكريم خصاله وعظيم أخلاقه فقالت من دون إرادتها : حسبُك يا ميسرة ؛ لقد زدتني شوقا إلى محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) إذهبْ فانت حرٌ لوجه اللّه وزوجتك وأولادك ولَك عندي مائتا درهم وراحلتان ثم خلعَت عليه خلعة سنية .
ثم إنها ذكرت ما سمعته من ميسرة لورقة بن نوفل وكان من حكماء العرب : فقال ورقة : لئنْ كانَ هذا حَقاً يا خديجة إنّ محمَّداً لنبيُّ هذهِ الامُّة .
2 ـ مرَّ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) يوماً بمنزل خديجة بنت خويلد وهي جالسة في ملأمن نسائها وجواريها وخدمها وكان عندها حبرٌ من أحبار اليهود فلما مرّ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) نظر إليه ذلك الحبر وقال : يا خديجة مري مَنْ يأتي بهذا الشاب فأرسلت إليه من أتى به ودخل منزلَ خديجة فقال له الحبر : إكشفْ عَنْ ظهرك فلما كشف له قال الحبر : هذا واللّه خاتم النبوة فقالت له خديجة : لو رآك عمه وأنت تفتّشه لحلّت عليك منه نازلة البلاء وان أعمامه ليحذرون عليه من أحبار اليهود.
فقال الحبر : ومن يقدر على محمَّد هذا بسوء هذا وحق الكليم رسولُ الملك العظيم في آخر الزمان فطوبى لمن يكون له بعلا وتكون له زوجة وأهلا فقد حازت شرف الدنيا والآخرة.
فتعجَّبت خديجة وانصرف محمَّد وقد اشتغل قلبُ خديجة بنت خويلد بحبه فقالت : أيها الحبر بمَ عرفت محمَّداً انه نبي؟
قال : وجدتُ صفاته في التوراة انه المبعوثُ آخر الزمان يموت أبوه وامُّه ويكفله جدّه وعمه وسوف يتزوج بامرأة من قريش سيدة قومها وأميرة عشيرتها وأشار بيده إلى خديجة فلما سمعت خديجة ما نطق به الحبر تعلق قلبُها بالنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) فلما خرج من عندها قال : إجتهدي ان لا يفوتك محمَّدٌ فهو الشرف في الدنيا والآخرة .
3 ـ لقد كان ورقة بن نوفل ( وهو عم خديجة وكان من كُهّان قريش وقد قرأ صحف شيث (عليه السلام) وصحف إبراهيم (عليه السلام) وقرأ التوراة والانجيل وزبور داود (عليه السلام) ) يقول دائماً : سيُبعَثُ رجلٌ من قريش في آخر الزمان يتزوج بامرأة من قريش تسود قومها ( أو تكون سيدة قومها وأميرة عشيرتها ) ولهذا كان يقول لها : يا خديجة سوف تتصلين برجل يكون أشرف أهل الأرض والسماء .
هذه قضايا ذكرها بعض المؤرخين وهي منقولةٌ ومثبتة في طائفة كبيرة من الكتب التاريخية وهي بمجموعها تدل على العلل الحقيقية والباطنية لرغبة خديجة في الزواج برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وإن هذه الرغبة كانت ناشئة من اعجاب خديجة بأخلاق فتى قريش الأمين ونبله وطهارته وعظيم سجاياه وخصاله وحبها لهذه الاُمور وليس هناك أي اثر في علل هذا الزواج لأمانة محمَّد وكونه أصلَح من غيره لهذا السبب للقيام بتجارة خديجة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|