أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
856
التاريخ: 20-11-2016
852
التاريخ: 20-11-2016
1480
التاريخ: 16-1-2019
899
|
[جواب الشبهة] :
هناك قرائن كثيرة تشير إلى قبح ... الاجتهاد وعدم قبوله مقابل النص الرائج في عصرنا الحاضر. وهذا لم يكن موجوداً في العهد الأول للإسلام.
وبعبارة أخرى: إنّ هذا التعبد والتسليم المطلق الموجود عندنا اليوم لآيات القرآن المجيد وكلام النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن بهذه القوّة والشدّة في تلك العصور.
فمثلاً: عندما تحدث عمر عن رأيه المعروف: «متعتان كانتا محللتان في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما: متعة النساء ومتعة الحج»(1)، لم نسمع أحداً من الصحابة انتقده أو وجّه الملامة له، قائلاً إنّ هذا اجتهاد في مقابل النص.
وأمّا لو قال أحد العلماء الكبار من فقهاء الإسلام في زماننا: «إنّ العمل الفلاني كان حلالاً في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وأنا أحرمه»، لتصدى له الجميع استغراباً من موقفه، وأظهروا رفضهم، وقالوا إنّه لا قيمة لهذا الرأي، ولا يحق لأحد أن يحرم حلال الله، ولا يحلل حرامه; لأنّه لا معنى لأن يجتهد أحد أمام النص، ولا أن ينسخ الأحكام.
ولكن العهد الأول لم يكن كذلك، وبهذا الدليل نرى بعض الفقهاء قد أجاز لنفسه مخالفة الأحكام الإلهية، وقد يكون إنكار المسح على القدمين وإبداله بالغسل، من هذا القبيل.
ولعلّ بعضهم تصوّر أنّ من الأفضل غسل القدمين; لأنّها معرضة للتلوث دائماً، فما الفائدة من المسح؟ وخصوصاً أنّ بعض المسلمين كانوا حفاة في تلك الأعصار، ولأجل هذا كان إحضار الماء لغسل أرجلهم من الآداب المتعارفة في وقتها عند استقبال الضيوف!.
والشاهد على هذا الكلام ما قاله صاحب كتاب «تفسير المنار» في ذيل آية الوضوء من توجيه لكلمات القائلين بالغسل حيث يقول: «إن مسح اليدين على القدمين الملوثة بالغبار أو المتسخة غالباً، ليس فقط لا فائدة فيه، بل قد يلوثها أكثر ممّا هي عليه، وسينتقل التلوث إلى اليد أيضاً».
وينقل ابن قدامة الفقيه المعروف لدى أهل السنّة (المتوفى620 قمري) عن بعضهم قوله: «إنّ القدمين في معرض التلوث بخلاف الرأس، فمن المناسب أن تغسل القدمين ويمسح على الرأس»(2). فنجد كيف رجّح هذا الاجتهاد والاستحسان في مقابل ظاهر الآية القرآنيّة، وترك المسح ووجّه الآية توجيهاً غير سليم.
والظاهر أنّ هذه المجموعة قد نسيت أنّ الوضوء مركب من النظافة والعبادة، فمسح الرأس لا علاقة له بنظافته، وخصوصاً على بعض الفتاوى بكفاية المسح بالإصبع، وكذلك مسح القدمين. وفي الواقع أنّ المسح على الرأس والقدمين إشارة إلى تسليم وطاعة الإنسان المتوضئ الأوامر الإلهيّة من الرأس إلى أخمص القدمين، وإلاّ فلا المسح على الرأس يحقق النظافة ولا المسح على القدمين.
وعلى كل حال، فنحن تابعون للأحكام الإلهيّة ولا يحق لنا مع قصور عقولنا تغيير الأوامر الإلهيّة، فعندما نزلت آخر سورة من القرآن الكريم على النبي(صلى الله عليه وآله) وأمرت بغسل الوجه واليدين ومسح الرأس والقدمين فيجب أن لا نخالفها، ونلجأ إلى توجيه تلك المخالفات بتفسير كلام الله سبحانه وتعالى بأسلوب غير وجيه مع قصور العقل الإنساني.
نعم، إنّ التفسير بالرأي والاجتهاد مقابل النص بلاء عظيم، أضر ـ وللإسف ـ بأصالة الفقه الإسلامي في بعض الموارد.
_________________
1. مصادر هذا الحديث مرت في بحث الزواج المؤقت.
2. المغني لابن قدامة، ج 1، ص 117 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|