لم يكن تحريم الخمر في برنامج النبيّ مُنذ البداية بيد أنّه بعد ظهور عواقبه الخطيرة تم تحريمه |
899
10:30 صباحاً
التاريخ: 16-1-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
1481
التاريخ: 20-11-2016
857
إن من الثابت عدم جواز النسخ عقلاً وعدم وقوعه شرعاً وبالتالي فان بين الآيات المنسوخات والناسخات تناقض
التاريخ: 16-1-2019
826
التاريخ: 12-1-2017
1275
|
[نص الشبهة] : يقول ( فنسنك ) تحت مادّة ( الخمر ) : ( ولم يكن تحريم الخمر في برنامج النبيّ مُنذ البداية ، بل نحن نجد في الآية 67 من سورة النحل مدحاً في الخمر ، بوصفها آيةً من آيات الله للناس وهذا نصّها : {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [النحل: 67] .
بيد أنّه قيل : إنّ عواقب السكر قد ظهرت ، فدفع ذلك النبيّ إلى أنْ يغيّر من اتّجاهه ، وأّول ما نزل من الوحي مبيّناً هذا الاتّجاه هو الآية 216(1) من سورة البقرة ونصّها : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219] على إنّ هذه الآية لم تعد تحريماً ، ولم يغيّر الناس مِن عاداتهم وحدث أنْ اضطرب نظام الصلاة فنزلت آيةً أُخرى هي الآية 46(2) من سورة النساء : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} ومع ذلك فإنّ هذه الآية أيضاً لم تعد تحريماً مطلقاً للخمر حتّى نزلت الآية 92(3) من سورة المائدة فوضعت حدّاً للخمر : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] (4) .
[جواب الشبهة] : قول ( فنسنك ) تحت مادّة ( الخمر ) : ( ولم يكن تحريم الخمر في برنامج النبيّ منذ البداية ، بل نحن نجد في الآية (67) من سورة النحل مدحاً في الخمر بوصفها آيةً مِن آيات الله للناس...، بيد أنّ عواقب السكْر قد ظهرت على الصورة التي بيّنا ، فدفع ذلك النبيّ إلى أنْ يغيّر من اتجاهه ) ، فيه ما يلي :
أ ـ غمزٌ بنبوّة محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وبصدق الوحي الإلهي له ، وإلاّ فليس القرآن الكريم كلام النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ليبرمجه حسب رأيه ، إنّما هو كلامٌ الله أنزله نجوماً على رسوله محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، بواسطة الوحي حسب مقتضيات الحكمة الإلهيّة ومناسبات حركة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ودعوته للإسلام .
فبرنامج التحريم للخمر ـ حسب قول ( فنسنك ) ـ ليس إلاّ تدرّجاً في طريقة ومستوى البيان للحكم الشرعي ، مِن تقبيح وتحريم له مرّةً ، وبيان لاشتماله على الإثم ـ وهو محرّم ـ أُخرى ، والزجر عن تناوله لحرمته ثالثة...، ولا تعارض بين الآيات التي تناولت الخمر ، فكلّها تحرّمه بصيَغٍ بيانيّةٍ متنوّعة اقتضتها تلك الحكمة الإلهيّة والمناسبات الواقعيّة ، شأنها في ذلك شأن كثير من الظواهر الاجتماعيّة الفاسدة ، التي تستلزم تدرّجاً زمنيّاً في طريقة ومستوى بيان الموقف الشرعي الكامل منها ، وبالشكل الذي يتناسب وقابليّة التلقّي الذهني والنفسي لمجتمع الدعوة والرسالة لهذا التشريع أو ذاك ، ليتحقّق الهدف الإلهي في إدراك الناس له وتحصيل الاستعداد للتسليم به ، وهذه سنّة الله في رسالاته وشرائعه للأمم السالفة ( كاليهوديّة والنصرانيّة ) والتي ألمحنا لأمثلتها في بحث النسخ في القرآن الكريم في الفقرات السابقة من هذا البحث (5) .
ب ـ أمّا قوله : ( إنّ في الآية 67 من سورة النحل مدحاً في الخمر بوصفها آيةً من آيات الله للناس...) فليس كذلك ، ولعلّ السبب في سوء الفهم هذا ، هو روح التحامل على الإسلام من جهة ـ خصوصاً عند ( فنسنك ) المعروف بذلك ـ وعدم الإحاطة باللغة العربيّة من جهة أُخرى ، فالآية الكريمة مكيّة وهي تخاطب المشركين وتجيبهم في سياق الظواهر الطبيعيّة التي يعايشونها في حياتهم الاعتياديّة ، عن سؤالهم المقدّر وهو :
ما هي ثمرات إنزال الماء من السماء ؟ فكون اتّخاذ المشركين السُكْر من ثمرات النخيل والأعناب لا يعني تحسينه لهم ، خصوصاً وأنّ الآية الكريمة تنسب السُكْر إليهم وأنّه من صنعهم، وليس هو إلاّ إشارة إلى ثمرةٍ طبيعيّةٍ مألوفة لديهم ، بل هناك قرينة واضحة في الآية تدلّ على نوع من تقبيح السُكْر من جهة مقابلته بالرزق الحسن ، فلو كان السُكْر حسناً لما ميّزَته الآية الكريمة عن الرزق الحسن .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) في المصحف المتداول بين المسلمين الرقم الصحيح للآية المباركة 219.
(2) في المصحف المتداول بين المسلمين الرقم الصحيح للآية المباركة 43.
(3) في المصحف المتداول بين المسلمين الرقم الصحيح للآية المباركة 90.
(4) دائرة المعارف الإسلاميّة 8: 451.
(5) هناك مَنْ يرى أنّ في الآيات التي تناولت الخمر ناسخاً ومنسوخاً ، وعلى هذا الرأي يأتي كلامنا السابق في النسخ في القرآن الكريم وتنتفي بذلك دعوى فنسنك . راجع الطباطبائي ـ تفسير الميزان 12: 309 ـ 310، 2: 201 ـ 205.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|