أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-30
1403
التاريخ: 27-4-2019
1645
التاريخ: 8-5-2017
5643
التاريخ: 6-2-2016
2623
|
واجمالا يمكننا بيان الحكمة من توريث المرأة بالنقاط الآتية :
أولاً – ان الله سبحانه وتعالى خلق الذكر والانثى من نفس واحدة مصداقا لقول الله تعالى : ]هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا[(9). وقول الرسول r : (النساء شقائق الرجال)(10). فالرجل والمرأة سواء في الكرامة الانسانية ولا فرق بينهما ومن ثم ليس ثَمّ مسوغ لإعطاء الذكر الحق في الميراث وحرمان المرأة منه.
ثانياً – ان الميراث نظام فطري والانسان مفطور على حب أولاده ذكوراً كانوا أو إناثاً وهو يتمنى ان يغادر هذه الدنيا وهم سعداء فهو يحرص أن يترك لهم ما يكفيهم ويغنيهم عن احتياج الأخرين وإن هذه العلة في التوريث متحققة في الإناث أكثر مما هي في الذكور، لأن الأنثى ضعيفة قد لا تستطيع كسب رزقها بخلاف الذكر، لما حباه الله من قوة جسدية تعينه على كسب رزقه(11). وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الحكمة بقول الله تعالى : }وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا{(12).
ثالثاً – من الأسس التي يقوم عليها الميراث في الشريعة الإسلامية الود والرفق في القرابة وهذا يكون في النساء كالأم والبنت والأخت فهؤلاء النساء لا باعث على توريثهم سوى الود والرفق فليس فيهم معنى الحماية والنصرة(13).
رابعاً – انصاف الضعاف وملاحظة حاجتهم يعد من الأسس الهامة المعتمدة في نظام الميراث في أحكام الشريعة الإسلامية ، فالإسلام حينما جاء كانت المرأة وهي مخلوق ضعيف بطبيعته، متاعاً يورث ولا يرث فقضى على هذا الوضع الشاذ وحرمه بقول الله تعالى: }ياأيُّها الَّذينَ ءَامَنُوا لايَحِلُّ لَكُمْ أنْ تَرِثُوا النِسَاءَ كَرْهاً{ (14). فجعل لها بنتاً كانت أو أما أو زوجة أو أختاً نصيباً في تركة أبيها وزوجها وأقاربها بخلاف ما كانت عليه بعض الشرائع والقوانين الوضعية السابقة من عدم توريثها(15).
خامسا – إن المتأمل في نظام الميراث الإسلامي يجده لا يحصر التركة في يد أحد الورثة كما هو الشأن في الشرائع الوضعية وانما يوزعها على مجموعة من الورثة ذكوراً وإناثاً، وان هذا النظام يؤدي بلا شك إلى تفتيت الثروات الكبيرة وتجزأتها إلى ملكيات صغيرة، وإن توريث النساء يؤدي إلى تحقيق هذا الهدف بجلاء، إذ أن المرأة قد تتزوج رجلاً ليس من أسرتها ومن ثم تنتقل الأموال إلى الأسر الأخرى كي لا تتكدس عند طبقة معينة(16). مصداقا لقول الله تعالى : }كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ{(17).
__________________
[1]- سورة النساء ، الآية 11.
2- سورة الانفال : الآية 72.
3- أبو اليقظان عطية الجبوري، حكم الميراث في الشريعة الإسلامية، ط2 ، دار الندوة الجديدة، بيروت، 1986، ص27 وما بعدها.
4- سورة الاحزاب : الآية 6 .
5- سورة الانفال : الآية 75 .
6- سورة الانعام : الآية 14 .
7- انظر أبو النصر مبشر الطرازي الحسيني، المرأة وحقوقها في الإسلام، دار الكتب العلمية، بيروت، ص13
8- سورة النساء : الآية 7 .
9- سورة الاعراف، الآية 189.
0[1]- محمد بن عيسى الترمذي السلمي، الجامع الصحيح لسنن الترمذي، تحقيق أحمد محمد شاكر وأخرون، جـ1، ط2، دار الاحياء التراث العربي، بيروت، ص 292.
1[1]- انظر د. حياة محمد علي خفاجي، الواضح في علم الميراث، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة،
2000، ص18.
2[1]- سورة النساء ، الآية 9 .
3[1]- انظر نديم بن محمود الملاح، حقوق المرأة المسلمة، ط2، المطبعة الحديثة، عمان، 1969، ص110.
4[1]- سورة النساء ، الآية 19 .
5[1]- انظر د. أحمد عمر هاشم، الاسرة في الإسلام، ط1، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1998، ص120 وما بعدها. د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري، حرمان الاناث من حقهن في الميراث، ط1، دار العاصمة، السعودية، 1999، ص7 وما بعدها.
6[1]- انظر د. شوقي عبده الساهي ، عدالة الإسلام في أحكام المواريث ، ط1 ، المدينة المنورة ، 1980 ، ص112 .
7[1]- سورة الحشر ، الآية 7 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|