أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2022
1902
التاريخ: 23-5-2017
15176
التاريخ: 6-2-2016
2766
التاريخ: 15-12-2019
1453
|
الموت في اللغة : ضد الحياة ، يقال ماتَ يَموتُ ويَماتُ ايضاً . فهو ميَّتٌ ومَيْتٌ ، وقومٌ موتى واموات والمَيْتة ( بالفتح ) ، مالم تلحقه الذكاة أي ما مات حتف انفه ، او قتل على هيئة غير مشروعة . والميِتة ( بالكسر ) : الحال من احوال الموت ، يقال : مات فلانٌ ميتةَ حسنة (1). والمُوات ( بالضم ) : الموت ، والمَوات ( بالفتح ) : ما لا روح فيه ، وهي ايضاً : الارض التي لا مالك لها ولا ينتفع بها احد . والمستميت : المستقتل الذي لا يبالي في الحرب من الموت . ومؤتَة ( بالهمز ) : اسم ارض بالشام قتل بها جعفر بن ابي طالب . ولقد فرق احد اللغويين (2). بين ( مَيّت ) و ( مَيْت ) اذ يقال لمن لم يمت بعد : انه مائت عن قليلٍ او مَيّت ، ولا يقولون لمن مات : هذا مائت او ميّت . ويُستشهد على هذا الرأي بقول الشاعر:
أيا سائلي تفسير مَيْتٍ ومَيّتٍ فدونكَ قد فسّرتُ ان كنتَ تَغفلُ
فمن كان ذا روحٍ فذلك مَيّت وما المَيْت الا مَن الى القبر يُحملُ
ولكن البعض(3). لم يرض بهذه التفرقة موضحاً ان لا فرق بين اللفظيين حيث ان لفظ ( مَيّت ) يصلح لما قد مات ولما سيموت ، لقوله تعالى شأنه : ( إنك مَيّتٌ وانهم ميّتون )(4). وقد جمع بين اللفظين عدي بن الرعلاء بقوله :
ليس من ماتَ فأستراح بمَيْتٍ انما المَيْتُ مَيّتُ الاحياءِ
انما المَيْت من يعيش شقياً كاسفاً باله قليل الرجاءِ
فأناسٌ يُمصّصون ثماداً واناسٌ حُلوقهم في الماءِ
وهذه الالفاظ ( مَيْت ومَيّت واموات وموتى وميّتون ) يستوي فيها المذكر والمؤنث(5). ومن استعمالات الموت في اللغة :السكون : يقال ( مات : سكن ) وكل ما سكن فقد مات ، ماتت الريح : اذا ركدت وسكنت . ماتت النار اذا برد رمادها، ويقال ايضاً : مات الحر والبرد : باخَ ، ومات الماء : اذا نشفته الارض(6) ، وأماته إماته : جعله يموت ، والممات : الموت او زمانه ، والاماته عند المسيحيين : الامتناع عن بعض الاطعمة وقمع الاهواء قهراً للنفس وعبادة لله(7) .
ويقسم بعض علماء اللغة(8). الموت على اقسام متعددة : فمنها : ما هو بإزاء القوة النامية الموجودة في الحيوان والنبات كقوله تعالى : ( ويحيي الارض بعد موتها )(9) . ومنها : زوال القوة الحسية ، كقوله تعالى : ( ياليتني مِتُّ قبل هذا )(10).
ومنها : زوال القوة العاقلة ، وهي الجهالة ، كقوله تعالى : ( أو مَن كان مَيتاً فأحييناه )(11). وكقوله تعالى : ( فإنك لا تُسمع الموتى )(12) .
ومنها : الحزن والخوف المكدر للحياة ، كقوله عز من قائل :
( ويأتيه الموتُ من كل مكانٍ وما هو بميّتٍ )(13) .
ومنها : المنام ، كقوله عز وجل : ( والتي لم تمت في منامها )(14).
ومن هذا العرض اللغوي للفظ ( الموت ) يمكن ان نخلص الى نتيجةٍ مؤداها ان المعنى الجامع للفظ ( الموت ) هو ( السكون وعدم الحركة ) فاذا سكن الشيء او ركد او توقف عن الحركة فيمكن ان يطلق عليه في اللغة انه قد ( مات ) . وبناءاً على ما تقدم فأن اعضاء الانسان الاساسية اذا ما توقفت عن الحركة فأنه يقال بانه ( مات ) . واذا ما هدئت الريح فانها ماتت ، واذا انطفأت النار وخمد رمادها فأنها ماتت ،واذا توقفت الارض عن النماء فانها ماتت ،واذا ما حل الجهل بالانسان فانه مات لانه في حالة توقف عن العلم وسكون عن الفهم .
___________________________
1- ورد في حديث الفتن قوله ( ص ) : ( فقد مات ميتةً جاهلية ) أي مات كما يموت اهل الجاهلية من الضلال والفرقة .
2- وهو الفّراء : ينظر : الجوهري ، الصحاح ، ج1 ، باب التاء ، فصل الميم ، ص267 .
3- ومنهم : ابن منظور صاحب اللسان ، ومحمد مرتضى الحسيني صاحب تاج العروس .
4- سورة الزمر / الآية 30 ، اقول قد لا يكون في الاية الكريمة دلالة واضحة على هذا الرأي المعارض لانها تخبر عن موت النبي ( ص ) في المستقبل وعن موت من كان معاصراً له سواء أكان متبعاً له ام مخالفاً ، وان كان مضمون الاية ينصرف الى الفريق الثاني اصلاً، بدلالة ما بعدها ( ثم انكم يوم القيامة عند ربـكم تختصمون ) وعلى هذا وذاك فانها لا تتحدث البته عن موتٍ سابق، أي موت من كان قبل النبي ( ص ) بل هي تتحدث عن موتٍ مستقبل والقول بخلاف ذلك يحتاج الى دليل . او قرينة حال ، وذلك امرٌ غير موجود .
5- قال تعالى : ( لنحيي به بلدةً ميتاً ) فقد قال تعالى بلدة ميتاً ، ولم يقل بلدةً ميتةً ، سورة الفرقان / 49 .
6- ينظر بصدد ما تقدم : ابن منظور ، لسان العرب ، الطبعة السابقة ، ج2 ، حرف التاء ، فصل الميم ، ص396-399 ، الجوهري ، الصحاح ، الطبعة السابقة ، ج1 ، باب التاء ، فصل الميم ، ص266-268 ، محمد مرتضى الحسيني الزبيدي ، تاج العروس ، تحقيق مصطفى حجازي ، مطبعة حكومة الكويت ، ج5 ، باب التاء ، فصل الميم ، ص97-108 ، 1969 ، الرازي ، مختار الصحاح ، الطبعة السابقة ، ص639 .
7- فؤاد البستاني ، منجد الطلاب ، الطبعة السابقة ، ص752 .
8- ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، الطبعة السابقة ، ص398 ، ومحمد الحسيني الزبيدي ، تاج العروس ، الطبعة السابقة ، ص99 .
9- سورة الروم/الآية 19.
10- سورة مريم / الآية 23 . الحق انه لا دلالة في هذه الاية الكريمة على ان الموت المقصود هنا، هو زوال القوة الحسية فقط ، بل ان سياق الاية يوضح ان المقصود بالموت الذي تمنته العذراء مريم هو الموت الحقيقي ، فان الاية تقول : ( قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً ) .
11- سورة الانعام / 122 .
12- سورة الروم / 52 .
13- سورة ابراهيم / 17 .
14- سورة الزمر / 42 يستنتج هذا الفريق من الاية الكريمة اطلاق لفظ ( الموت ) على النوم، ولكن التحقيق يوصلنا الى خلاف ذلك ، وآية ذلك ما يأتي :
أ- ان الصورة الكاملة للآية هي ( الله يتوفى الانفس حين موتها ، والتي لم تمت في منامها فيمسكُ التي قضى عليها الموت ، ويُرسل الاخرى الى اجلٍ مسمى ) ومن خلال القراءة الكاملة يتضح ان الاية اطلقت لفظ ( الوفاة ) على كل من ( الموت ) و ( النوم ) فكل من الموت والنوم قسيمٌ للوفاة .
ب-ان قوله تعالى ( والتي لم تمت في منامها ) والذي استشهدوا به لهو دلالةٌ قاطعة على خلاف ما ذهبوا اليه ، اذ ان الاية قالت ( لم تمت ) فكيف استدلوا على ان الاية اطلقت الموت على النوم . في الوقت الذي عبرت فيه الاية عن النفس النائمة بأنها ( لم تمت ) . ان الاستدلال بالآية المباركة على ما ذهبوا اليه استدلالٌ غير ذي وجه ، ومنه يمكن ان نستنتج ان كلاً من الموت والنوم وفاة ،غاية الامر اننا يمكن ان نعبر عن الموت بأنه وفاةٌ كلية ، والنوم وفاةٌ جزئية .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|