أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-28
![]()
التاريخ: 29-9-2021
![]()
التاريخ: 26-8-2020
![]()
التاريخ: 28-12-2022
![]() |
الفصحى والعاميّة: خيار أم فرض؟
إن الفصحى في الحقيقة هي خيار طوعي كان المرام أن ننشده جميعنا، وعلى كل المستويات، ولكن الخيار في هذا المجال أصبح يخضع للمساومة من قبل المستعمل الذي يطعن في اللغة الفصحى ويقول لا محلّ لها في الحياة العمومية. وكان يجب أن نقول: إن الخيار طوعي، وأن الاستعمال للعامية يعني الخيار الطوعي، باعتبار العامية مستوى أدنى من الفصحى فإذا لا نعيش إلا المستوى العالي مع الخيار العالي ومع الفصحى ولكن تشاء الصدف أن نجد الخرق يتسع بين الفصحى ومستواها، حتى يصبح البونُ بينهما فارقاً وتصبح اللهجات بعيدة عن الفصحى، ولا يُنشد ود العربية الفصحى بحكم جمودها على نمطها الإعرابي، والمصطلح القديم والأسلوب العالي. ويتقاذف الشباب هذا الأمر، ويصنفون الفصحى في خانة اللغات التي تعاني الأزمة.
بالفعل، إن الأزمة التي يعيشها شبابنا اليوم هي أزمة ثقة في لغتهم على أنّهـا غيـر قادرة على التعبير العلمي، وليست مسايرة للحداثة، وهذا ما يرونه من تلك الخطوات التي تفتقر إليها العربيّة في علميتها، وتلك الرحلات الشاقة في مصطلحاتها العلمية، وما تذيعه وسائل الإعلام دون برهان على تقاعسها وضعفها... علماً أن أية لغة تثرى بعلمائها وشخوصها، فاللغة لا ترقي العاملين عليها، بل العاملون عليها هم الذين يرقوها ويعملون على تطويرها. ولهذا تأتي هكذا دعوات معاصرة تروم استبدال الفصحى بالعامية للحاق بالركب على غرار فعل أوربا التي تخلّت عن اللاتينية وتقدّمت. وهكذا نسمع تجدّد أمثال هذه الدعوات لتنال مساحات في الإعلام وبخاصة في بعض الفضائيات التي تعمل على الرطانة اللغويّة فيضيرها استعمال الفصحى وتريد أن تستقوى بالهجين اللغوي، وتدعو إلى العاميات.
وفي هذا المقام ننقل للقارئ نصين لعالمين عربيين يقدّمان صورة للفصحى وللعاميّة؛ بإنصاف .مبين. يقول الجاحظ "... ليس في الأرض كلام هو أمتع ولا آنق ولا ألذ في الأسماع، ولا أشدّ اتصالاً بالعقول السليمة، ولا أفـــق للسان، ولا أجود تقويماً للبيان من طول استماع حديث الأعراب العقلاء الفصحاء".
يقول ابن فارس العاميّة" لها ثلاثة أضرب: ضرب يشترك فيه العليّة والدُّون؛ وذلك أدنى منازل القول. وضرب هو الوحشي كان طباع قوم ذهب بذهابهم. وبين هذين ضرب لم ينزل نزول الأول، ولا ارتفع ارتفاع الثاني؛ وهو أحسن الثلاثة في السَّماع وألذها على الأفواه، وأزينها في الخطابة، وأعذبها في القريض وأدلّها على معرفة من يختارها". وبين النصين يمكن استنتاج الشرف العظيم الذي تتنزل فيه الخطابات العالية، والخطابات الدنيا، فلكم أيّها - الإعلاميون - فصل المقال.
ولكن كان علينا أن نقول كلاماً مقارناً بين الفصحى والعامية، ونترك للقارئ/ للإعلامي الخيار الذي يراه من خلال هذا الجدول:
وفي الحقيقة لا مجال للمقارنة، وانما الذي نريده ان نكون على دراية بأن الفصحى في الوحيدة التي تعمل على توحيد مشاعرنا، وتحقيق اهدافنا، وهي الوحيدة التي تستجيب للحداثة والتكنولوجيّة وللنانو تكنولوجي، ولمواكبة العصر.
ونعضد بصورة خاصة فصحى العصر؛ وهي أوسع من المدونة التراثية؛ لأنّها تتصل بحياتنا المعاصرة والتي تستخدم فيها العربية الفصحى؛ حيث تتنوع موضوعاتها بتنوع حضارة المجتمع ومعارفه، وبخاصة في فنون الإعلام المتنوعة: إذاعة / سينما / مسرح / تلفاز / أخبار / تعليقات أحاديث / أنشطة / رياضية... فهي تستهدف العامة والخاصة والمتنورين والأميين، فكيف لا تحصل لها الحصافة، وهي تلبّي رغبات كلّ هذه الفئات.
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم دورتين لتعليم أحكام التلاوة لطلبة العلوم الدينية في النجف
|
|
|