أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2016
1366
التاريخ: 17-2-2022
1802
التاريخ: 10-6-2021
2355
التاريخ: 22/10/2022
1560
|
يقول المرحوم الفيض الكاشاني، في المحجّة البيضاء حول هذا الموضوع: (اعلم أنّ كلّ شيء يتصوّر أن يشوبه غيره، فإذا صفا عن شوبه، وخلص عنه سُمِّي خالصاً وسُمِّي الفعل المصفّى، المخلص إخلاصاً، قال اللَّه تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [النحل: 66] فإنّما خلوص اللّبن، أن لا يكون فيه شوب من الدم والفرث، ومن كلّ ما يمكن أن يمتزج به والاخلاص يضادّه الإشراك، فمن لا يكون مخلصاً فهو مشرك، إلّا أنّ للشّرك درجاتٍ، والإخلاص في التوحيد يضادّه الشرك في الإلهيّة، والشّرك منه خفي ومنه جلّي وكذلك الإخلاص) (1).
وكذلك ما ورد من تعبيرات لطيفةٍ في الرّوايات، تبيّن الإخلاص الحقيقي والمخلصين الحقيقيين، منها:
1 ـ الحديث الوارد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، أنّه قال: "إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً، وَما بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِخلاصِ، حَتّى لا يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى شَيءٍ مِنْ عَمَلٍ للَّهِ(2).
2 ـ نقل عنه (صلى الله عليه وآله): "أَمّا عَلامَةُ الُمخْلِصِ فَأَربَعَةٌ، يُسْلمُ قَلْبَهُ وَتُسلمُ جَوارِحُهُ، وَبَذَلَ خَيْرَهُ وَكَفَّ شَرَّهُ" (3).
3 - في حديث آخر عن الإمام الباقر (عليه السلام)، أنّه قال: "لا يَكُونُ العَبْدُ عابِداً للَّهِ حَقَّ عِبادَتِهِ حَتّى يَنْقَطِعَ عَنِ الخَلْقِ كُلُّهُ إِلَيهِ، فَحِينَئِذٍ يَقُولُ هذا خالِصٌ لِي فَيَتَقَبَّلَهُ بِكَرَمِهِ"(4).
4 ـ وأخيراً يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "ما أَنْعَمَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) عَلَى عَبْدٍ أَجَلَّ مِنْ أَنْ لا يَكُونَ فِي قَلْبِهِ مَعَ اللَّهِ غَيْرُهُ" (5).
الآن بعدما عرفنا أهميّة الإخلاص، ودوره العميق في سلوك طريق الحّق والقرب من اللَّه تعالى، والسّير في حركة الإنسان في خط الإيمان والتوحيد، يبقى هنا سؤال يفرض علينا نفسه، وهو كيف يمكننا تحصيل الإخلاص؟
لا شكَّ أنّ الإخلاص في النيّة، هو وليد الإيمان واليقين العميق بالمعارف الإلهيّة، وكلمّا كان الإنسان متيقناً على مستوى التّوحيد الأفعالي، وأنّ كلّ شيء في عالم الوجود يبدأ من اللَّه تعالى ويعود إليه، وهو المؤثّر الأول وعلّة العلل وأنّ الاسباب والعِلل الجليّة والخفيّة خاضعة لأمره وتدبيره، فحينئذٍ يكون سلوك هذا الإنسان مُنسجماً مع هذه العقيدة، بالمستوى الذي يكون فيه عمله في غاية الخُلوص؛ لأنّه لا يرى مُؤثّراً في الوجود غير اللَّه (جلَّ وعلا) يثير في نفسه الدّوافع المضادّة للإخلاص، والحركة في غير طريق التّوحيد.
وعكست الرّوايات هذه الحقيقة، فقال الإمام علي (عليه السلام): "الإخلاصُ ثَمَرَةُ اليَقِينِ" (6).
وعنه (عليه السلام): "ثَمَرَةُ العِلْمِ إِخلاصُ العَملِ" (7).
وأخيراً تناول الإمام علي (عليه السلام) المسألة بشيءٍ من التفصيل، فقال: "أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصدِيقُ بهِ، وَكَمالُ التَّصدِيقِ بِهِ تَوحِيدُهُ، وَكَمالُ تِوحِيدهِ الإِخلاصُ لَهُ» (8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحجّة البيضاء، ج 8، ص 128.
(2) بحار الأنوار، ج 69، ص 304.
(3) تُحف العقول، ص 16.
(4) مستدرك الوسائل، ج 1، ص 101.
(5) المصدر السابق.
(6) غُرر الحِكم، ج 1، ص 30 (الرقم 903).
(7) المصدر السابق، ص 17، (الرقم 444).
(8) نهج البلاغة، الخطبة 1.
|
|
"علاج بالدماغ" قد يخلص مرضى الشلل من الكرسي المتحرك
|
|
|
|
|
تقنية يابانية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|