أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-13
796
التاريخ: 10-11-2016
3314
التاريخ: 10-11-2016
2909
التاريخ: 10-11-2016
3450
|
اشتهرت هاتان الدولتان شهرة واسعة، إلا أن المبالغات التي ذكرها المؤرخون العرب جعلت من الصعب استخلاص شيء حقيقي مما ذكروه، ولا شك في أن نفوذ هذه الدولة التجاري جعلها تبسط سلطانها على بعض أجزاء الجزيرة العربية في الشمال، من ذلك أنها أقامت دولة في شمال شبه الجزيرة، تسمى دولة كندة، سنفرد لها فصلًا خاصًّا، ونكتفي هنا بذكر أشهر ملوك حمير والتبابعة مع نبذ من أخبارهم، كما ورد في كتب العرب.
(1) حمير — وهو في نظر نسابة العرب ابن سبأ — هو أول ملوكهم، كان أجمل أهل زمانه وأفرسهم، وقيل إنه كان أول من تتوج بالذهب، وكان مقر حكمه مدينة مأرب، وقد مد حكمه إلى حدود الصين، وكان ملكه خمسًا وثمانين سنة، وقيل: هو الذي أخرج ثمود من اليمن إلى الحجاز، ولما مات وثب أخوه كهلان على الملك، ولكن أبناء حمير استردوه، وظلت كهلان في الحدود فيما يلي الصحراء.
(2) ثم تعاقب عدة من الملوك كان أشهرهم في كتب العرب شداد بن عاد بن الملطاط، الذي قيل: إنه أخذ يغزو في البلاد حتى بلغ أقصى المغرب، وبنى مدنًا كثيرة.
(3) ثم تولى آخرون، حتى آل الملك إلى عمرو بن عامر ماء السماء، المعروف بميزيقيا؛ لأنه كان يلبس كل يوم حليتين منسوجتين بالذهب، ويذكرون أن في عصره حدثت حادثة سيل العرم.
(4) ثم تولى آخرون، حتى آل الملك إلى الحارث الرائش، وهو أول التبابعة — ويقولون إن عددها 13 ملكًا — وسمى بالرائش؛ لأنه أصاب غنائم كثيرة في غزواته وأدخلها أرض اليمن، فرشا الناس بالعطاء.
(5) ثم ملك بعده ذو القرنين، وسمي كذلك لضفيرتين من شعره، كان يرسلهما على قرنيه؛ أي جانبي رأسه، ويعتقدون أنه هو الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.
(6) ثم تولى ذو المنار، وسمي كذلك لأنه كان يرفع المنارة ليهتدي بها.
(7) ثم تولى أفريقش، فغزا أرض المغرب، وبنى بها مدينة عظيمة.
(8) ثم تعاقب الملوك، حتى تولت بلقيس بنت شرحبيل، وقد فندنا ما يُنسب إليها عند الكلام على ملكة سبأ.
(9) وأشهر التبابعة على الإطلاق هو أسعد أبو كرب، الذي زعموا أنه غزا أذربيجان وفارس، ولقي الترك وهزمهم، وقتل وسبا ثم رجع إلى اليمن، وهابته الملوك، وهادنه ملوك الهند، ثم رجع لغزو الترك، وبعث ابنه حسانا إلى الصغد، وابنه يعفر إلى الروم، وابن أخيه شمر يرعش إلى الفرس، وأن شمر لقي ملك الفرس فهزمه، وملك سمرقند — التي تذكر القصة أن اسمها مشتق من اسمه — فقتله، وجاز إلى الصين فوجد أخاه حسانًا قد سبقه إليها، فأثخنا في القتل وانصرفا بما معهما من الغنائم إلى أبيهما، وبعث ابنه يعفر إلى القسطنطينية، فتلقوه بالجزية والإتاوة، فسار إلى رومية وحاصرها … إلخ.
(10) ومن ملوكهم حسان بن تبع، وينسبون إليه أنه استباح طسما ونصر جديسًا، كما بينا ذلك في فقرة [أقصوصة طسم وجديس].
(11) ومن الملوك تبان أسعد، الذي يقال إنه بعد عودته من الغزو في المشرق مر بيثرب ليحاربها، لأنهم قتلوا ابنًا له غيلة، فكان سكان المدينة — يثرب — يقاتلونه بالنهار ويقرونه بالليل، فأعجبه ذلك، وكلمه حبران من أحبار اليهود فمال إلى دينهم واعتنقه.
(12) ومن الملوك حسن بن تبان أسعد أبي كرب، ويقال إنه سار بالجيش يريد أن يطأ بهم أرض الأعاجم، حتى إذا وصلوا العراق كرهت حمير المسير معه، فكلموا أخًا له يقال له عمرو فقتله وملكه الجيش، ولم ينهه من الحميريين إلا ذو رعين، الذي كتب رقعة وختمها وأعطاها للملك.
(13) ومنهم عمرو بن تبان أسعد، الذي منع عنه النوم عندما ولي الملك بسبب وخز ضميره لقتل أخيه، فأخذ يقتل كل رجل أشار عليه بقتل أخيه حتى خلص إلى ذي رعين فقال له: إن لي عندك براءة، قال: وما هي؟ قال: الكتاب الذي دفعت إليك، فأخرجه فإذا فيه البيتان الآتيان:
أَلَا من يشتري سهرًا بنوم سعيد مَن يبيت قرير عين
فإما حمير غدرتْ وخانت فمعذرة الإله لذي رعين
(14) وآخر ملوك التبابعة هو ذو نواس، وتتفق المراجع العربية مع الآثار والمراجع اليونانية في أخبار هذا الملك، ويقولون: إنه سمي ذو نواس؛ لأنه كان يرسل ذوائب من شعره على ظهره، وكان يهوديًّا، وهو صاحب حادثة الأخدود التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج الآيات من 4 إلى 8، وتتلخص هذه الحادثة في أنه اضطهد النصارى، وحارب أهل نجران واقتحم مدينتهم، وقبض على عدد كبير منهم وأحرقهم بالنار، مما أدى إلى استنجادهم بالإمبراطور جوستنيان إمبراطور الدولة البيزنطية التي كانت تنتحل لنفسها حق الإشراف على النصارى، فكان أن أرسل الإمبراطور إلى ملك الحبشة لقربه من بلاد اليمن وبصفته نصرانيًّا، فأغارت الحبشة على اليمن، وأسقطت دولة التبابعة حوالي سنة 525 للميلاد ...
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|