المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30

الحديث المرسل والمنقطع والمعضل
2024-11-24
فسيولوجيا الشعير
11/12/2022
نوافل الصلاة اليومية
29-11-2016
مصادر مياه الصرف الصحي ومحتوياتها
20-11-2019
المقايسة الغير مباشرة
2024-02-05
الأرض المناسبة لزراعة البشملة
2023-11-05


دلائل صاحب الزمان (عليه السلام) وبيناته وآياته  
  
3634   02:24 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص523-530
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

أخبرني ابوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب عن على بن محمد عن محمد بن حمويه عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار قال: شككت عند مضى ابى محمد الحسن بن على (عليهما السلام) واجتمع عند ابى مال جليل فحمله وركبت السفينة معه مشيعا له فوعك وعكا شديدا فقال: يابنى ردني فهو الموت وقال: اتق الله في هذا المال واوصى إلى ومات بعد ثلاثة أيام فقلت في نفسى: لم يكن أبى ليوصي بشيء غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق وأكترى دارا على الشط ولا أخبر أحدا بشيء فان وضح لى شيء كوضوحه في ايام ابى محمد انفذته والا انفقته في ملاذي وشهواتي فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت اياما فاذا انا برقعة مع رسول فيها: يا محمد معك كذا وكذا حتى قص على جميع ما معى وذكر في جملته شيئا لم أحط به علما فسلمته إلى الرسول وبقيت اياما لا يرفع لى رأس فاغتممت فخرج إلى: قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله .

وروى محمد بن ابى عبدالله السيارى قال: اوصلت اشياء للمرزبانى الحارثي فيها سوار ذهب فقلبت ورد على السوار فامرت بكسر فكسرته فاذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس وصفر فأخرجته فأنفذت الذهب بعد ذلك فقبل .

على بن محمد قال: اوصل رجل من أهل السواد مالا فرد عليه وقيل له: اخرج حق ولد عمك منه وهو أربعمائة درهم وكان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شركة قد حبسها عنهم فنظر فاذا الذى لولد عمه من ذلك المال أربعمائة درهم فأخرجها وانفذ الباقي فقبل .

القاسم بن العلا قال: ولد لى عدة بنين فكنت اكتب واسئل الدعآء لهم فلا يكتب إلى بشيء من أمرهم فماتوا كلهم فلما ولد لى الحسين ابنى كتبت اسئل الدعاء واجبت وبقى والحمد لله .

على بن محمد عن ابى عبدالله بن صالح قال: خرجت سنة من السنين إلى بغداد فاستأذنت في الخروج فلم يؤذن لى فاقمت اثنين وعشرين يوما بعد خروج القافلة إلى النهروان واذ ثم اذن لى بالخروج يوم الاربعاء وقيل لى: اخرج فيه فخرجت وانا آيس من القافلة ان ألحقها فوافيت النهروان والقافلة مقيمة فما كان إلا ان علفت جملي حتى رحلت القافلة فرحلت وقد دعى إلى بالسلامة فلم ألق سوء والحمد لله.

على بن محمد عن نصربن صباح البلخي عن محمد بن يوسف الشاشي قال: خرج بي ناسور فأريته الاطباء وأنفقت عليه مالا فلم يصنع الدواء فيه شيئا فكتب رقعة اسئل الدعاء فوقع إلي السبك الله العافية وجعلك معنا في الدنيا والآخرة فما أتت على جمعة حتى عوفيت وصار الموضع مثل راحتي فدعوت طبيبا من أصحابنا وأريته اياه فقال: ما عرفنا لهذا دواء وماجائتك العافية إلا من قبل الله بغير احتساب.
على بن محمد عن على بن الحسين اليماني قال: كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين فاردت الخروج معها فكتبت التمس الاذن في ذلك فخرج: لاتخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة وأقم بالكوفة قال: فأقمت وخرجت عليهم بنو حنظلة فاجتاحتهم .

قال: فكتبت استأذن في ركوب الماء فلم يؤذن لى فسئلت عن المراكب التي خرجت تلك السنة في البحر فعرفت انه لم يسلم منها مركب خرج عليها قوم يقال لهم البوارح فقطعوا عليها .

على بن الحسين قال: وردت العسكر فأتيت الدرب مع المغيب ولم أكلم أحدا ولم أتعرف إلى أحد فانا أصلى في المسجد بعد فراغي من الزيارة فاذا الخادم قد جاءني فقال لى: قم فقلت له: إلى أين؟ فقال: إلى المنزل قلت: ومن أنا لعلك ارسلت إلى غيرى؟ فقال: لا ما أرسلت إلا اليك انت على بن الحسين وكان معه غلام فساره فلم أدر ما قال له حتى أتاني بجميع ما احتاج اليه وجلست عنده ثلاثة ايام فاستأذنته في الزيارة من داخل الدار فأذن لى فزرت ليلا .

الحسن الفضل الهماني قال: كتب ابى بخطه كتابا فورد جوابه ثم كتب بخط رجل جليل من فقهاء اصحابنا فلم يرد جوابه فنظرنا فاذا ذلك الرجل قد تحول قرمطيا .

وذكر الحسن بن الفضل قال: وردت العراق وعملت على ان لا اخرج إلا عن بينة من امرى ونجاح من جوائحي ولو احتجت ان اقيم بها حتى أتصدق قال: وفي خلال ذلك تضيق صدري بالمقام واخاف ان يفوتني الحج قال: فجئت يوما إلى محمد بن احمد وكان السفير يومئذ أتقاضاه فقال لى: سر إلى مسجد كذا وكذا فانه يلقاك رجل قال: فصرت اليه فدخل على رجل فلما نظر إلى ضحك وقال لى: لا تغتم فانك ستحج في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما فاطمأننت وسكن قلبي وقلت: هذا مصداق ذلك .

قال: ثم وردت العسكر فخرجت إلى صرة فيها دنانير وثوب فاغتممت وقلت في نفسى: جزائى عند القوم هذا واستعملت الجهل فرددتها ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة وقلت في نفسى: كفرت بردى على مولاي وكتبت رقعة أعتذر من فعلى وابوء بالإثم وأستغفر من زللي وانفذتها وقمت اتطهر للصلاة وانا اذ ذاك افكر في نفسى واقول: ان ردت على الدنانير لم أحلل شدها ولم أحدث فيها شيئا حتى احملها إلى ابى فانه أعلم منى فخرج إلى الرسول الذي حمل الصرة وقال قيل لى: أسأت اذ لم تعلم الرجل انا ربما فعلنا ذلك بموالينا ابتداء ا وربما سئلونا ذلك يتبركون به وخرج إلى: اخطأت في ردك برنا فاذا استغفرت الله فالله تعالى يغفر لك واذ كانت عزيمتك وعقد نيتك فيما حملناه اليك ألا تحدث فيه حدثا اذا رددناه عليك ولاتنتفع به في طريقك فقد صرفنا عنك فاما الثوب فخذه لتحرم فيه .

قال: وكتبت في معنيين واردت ان اكتب في الثالث فامتنعت منه مخافة ان يكره ذلك فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسرا والحمد لله .

قال: كنت وافقت جعفر بن ابراهيم النيسابوري بنيسابور على ان أركب معه إلى الحج ازامله فلما وافيت بغداد بدالي وذهبت أطلب عديلا فلقينى ابن الوجنآء وكنت قد صرت اليه وسئلته ان يكترى لى فوجدته كارها فلما لقينى قال لى: انافي طلبك وقد قيل لى: انه يصحبك فاحسن عشرته واطلب له عديلا واكتر له .

على بن محمد عن الحسن بن عبدالحميد قال: شككت في أمر حاجز فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر فخرج إلى: ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا ترد ما معك إلى حاجز بن يزيد .

على بن محمد عن محمد بن صالح قال: لما مات ابى وصار الامر إلى كان لأبى على الناس سفاتج من مال الغريم يعنى صاحب الامر (عليه السلام) .

قال الشيخ المفيد (رحمه الله): وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ويكون خطابها عليه  (عليه السلام) للتقية.

قال: فكتبت إليه اعلمه وكتب إلى: طالبهم واستقض عليهم فقضاني الناس إلا رجل واحد وكان عليه سفتجة بأربعمائة دينار فجئت اليه اطلبه فمطلنى واستخف بي ابنه وسفه على فشكوته إلى ابيه فقال: وكان ماذا؟ فقبضت على لحيته واخذت برجله فسحبته إلى وسط الدار فخرج ابنه مستغيثا باهل بغداد يقول: قمي رافضي قد قتل والدى؟ فاجتمع على منهم خلق كثير فركبت دابتي وقلت: أحسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم؟ أنا رجل من أهل همدان من أهل السنة وهذا نسبني إلى قم ويرمينى بالرفض ليذهب بحقي ومالي قال: فمالوا عليه وارادوا أن يدخلوا إلى حانوته حتى سكنتهم وطلب إلى صاحب السفتجة ان آخذ مالها وحلف بالطلاق أن يوفيني مالى في الحال فاستوفيته منه .

على بن محمد عن عدة من اصحابنا عن احمد بن الحسن والعلاء بن رزق الله عن بدر غلام احمد بن الحسن عنه قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالامامة ولا أحبهم جملة إلى ان مات يزيد بن عبدالله: فأوصى في علته: ان يدفع الشهري السمندى وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت ان لم أدفع الشهرى إلى اذ كوتكين نالني منه استخفاف فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسى ولم اطلع عليه أحدا ودفعت الشهري إلى أذكوتكين فاذا الكتاب قد ورد على من العراق: ان وجه السبع مأة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة.

على بن محمد قال: حدثنى بعض أصحابنا قال: ولد لى ولد فكتبت استأذن في تطهيره يوم السابع فورد لا تفعل فمات يوم السابع أو الثامن ثم كتبت بموته فورد: ستخلف غيره وغيره فسم الاول احمد ومن بعد أحمد جعفر فجاء كما قال .

قال: وتهيأت للحج وودعت الناس وكتبت استأذن في الخروج فورد: نحن لذلك كارهون والامر اليك قال: فضاق صدري واغتممت وكتبت: انا مقيم على السمع والطاعة غير انى مغتم بتخلفي عن الحج فوقع: لا يضيقن صدرك فانك ستحج قابلا انشاء الله قال: فلما كان من قابل كتبت أستأذن فورد الاذن وكتبت: انى قد عادلت محمد بن العباس وانا واثق بديانته وصيانته فورد: الأسدي نعم العديل فان قدم فلا تختر عليه فقدم الأسدي وعادلته .

أخبرني ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن على بن محمد عن الحسن بن عيسى العريضي قال: لمامضى أبومحمد الحسن بن على (عليهما السلام) ورد رجل من اهل مصر بمال إلى مكة لصاحب الامر (عليه السلام) فاختلف عليه وقال بعض الناس: ان ابا محمد  (عليه السلام) قد مضى من غير خلف وقال اخرون الخلف من بعده جعفر وقال آخرون: الخلف من بعده ولده فبعث رجل يكنى أبا طالب إلى العسكر يبحث عن الامر وصحته ومعه كتاب فصار الرجل إلى جعفر وسئله عن برهان فقال له جعفر: لا يتهيأ لى في هذا الوقت فصار الرجل إلى الباب وأنفذ الكتاب إلى أصحابنا الموسومين بالسفارة فخرج اليه: آجرك الله في صاحبك فقد مات وأوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة يعمل فيه بما يحب وأجيب عن كتابه وكان الامر كما قيل له .

وبهذا الاسناد عن على بن محمد قال: حمل رجل من اهل آبة شيئا يوصله ونسى سيفا بآية كان أراد حمله فلما وصل الشئ كتب اليه بوصوله وقيل في الكتاب: ما خبر السيف الذي نسيته ؟.

وبهذا الاسناد عن على بن محمد عن محمد بن شاذان النيسابوري قال: اجتمع عندى خمس مأة درهم ينقص عشرون درهما فلم أحب ان أنفذها ناقصة فوزنت من عندى عشرين درهما و بعثتها إلى الأسدي ولم اكتب مالى فيها فورد الجواب: وصلت خمس مأة درهم لك منها عشرون درهما .

الحسن بن محمد الأشعري قال: كان يرد كتاب ابى محمد  (عليه السلام) في الاجراء على الجنيد قاتل فارس بن حاتم بن ما هويه وابى الحسن وأخى ولما مضى أبومحمد  (عليه السلام) ورد استئناف من الصاحب بالأجراء لأبى الحسن وصاحبه ولم يرد في امر الجنيد شيء قال: فاغتممت لذلك فورد نعى الجنيد بعد ذلك .

على بن محمد عن ابى عقيل عيسى بن نصر قال: كتب علي بن زياد الصمرى يسئل كفنا فكتب اليه: انك تحتاج اليه في سنة ثمانين فمات في سنة ثمانين وبعث اليه بالكفن قبل موته .

على بن محمد عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قال: كان للناحية على خمسمائة دينار فضقت بها ذرعا ثم قلت في نفسي: لى حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ولم أنطق بذلك فكتب إلى محمد بن جعفر: اقبض الحوانيت من محمدبن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه.

أخبرني ابوالقاسم عن محمد بن يعقوب عن على بن محمد قال: خرج نهى عن زيارة مقابر قريش والحائر على ساكنيهما السلام فلما كان بعد أشهر دعى الوزير الباقطانى فقال له الق بنى الفرات والبرسين وقل لهم: لا تزوروا مقابر قريش فقد امر الخليفة ان يفتقد كل من زاره فيقبض عليه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.