أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2017
2312
التاريخ: 6-10-2017
2423
التاريخ: 18-10-2017
2694
التاريخ: 5-12-2017
2373
|
بعدما أثخن مسلم بالجراح وأعياه نزف الدم انهارت قواه وضعف عن المقاومة ، فوقع أسيراً بأيدي اُولئك الفجرة الكفّار ، وانتزعوا منه سيفه ، وحملوه أسيراً إلى ابن مرجانة .
وكان من أعظم ما رُزئ به مسلم أن يدخل أسيراً على أقذر إرهابي عرفه التأريخ ، ولمّا دخل لم يسلّم عليه بالإمرة وإنّما سلّم على الجميع ، فأنكر عليه بعض خدّام السلطة ذلك ، فأجابه أنّه ليس لي بأمير .
فتميّز ابن مرجانة غيظاً وغضباً ، وقال له : سلّمت أو لم تسلّم فإنّك مقتول .
فردّ عليه مسلم بجواب أخرجه من إهابه ، وجرت مناورات كلامية بينهما ، وكانت أجوبة مسلم كالسهام على ابن مرجانة ، فلجأ إلى سبّه وسبّ العترة الطاهرة والافتراء عليهم ، ثمّ أمر أن يُصعد به من أعلى القصر ويُنفّذ فيه حكم الإعدام ، وقد استقبل مسلم الموت بثغر باسم ، وكان يُسبّح الله ويستغفره .
وأشرف به الجلاّد على موضع الحذائيّين فضرب عنقه ، ورمى برأسه وجسده إلى الأرض ، وانتهت بذلك حياة هذا المجاهد العظيم الذي وهب حياته لله ، واستشهد دفاعاً عن الحقّ ودفاعاً عن حقوق المظلومين والمضطهدين .
ثمّ أمر الطاغية السفّاك بإعدام الزعيم الكبير هانئ بن عروة ، فأُخرج من السجن في وضح النهار ، وجعل يستنجد باُسرته ، وكانوا بمرأى ومسمع منه فلم يستجب له أحد منهم ، وضربه الجلاّد بالسيف فلم يصنع به شيئاً ، فرفع هانئ صوته قائلاً : اللّهمّ إلى رحمتك ورضوانك ، اللّهمّ اجعل هذا اليوم كفارة لذنوبي ؛ فإنّي إنّما تعصّبت لابن بنت نبيّك محمّد (صلّى الله عليه وآله) .
وضربه الجلاّد ضربة اُخرى فهوى إلى الأرض وجعل يتخبّط بدمه الزاكي ، ولم يلبث قليلاً حتّى فارق الحياة وقد مضى شهيداً دون مبادئه وعقيدته .
وعهد الطاغية الجلاّد إلى زبانيته بسحل جثة مسلم وهانئ في الشوارع والأسواق ، فعمدوا إلى شدّ أرجلهما بالحبال وأخذوا يسحلونهما في الطرق ؛ وذلك لنشر الخوف والإرهاب ، وليكونا عبرةً لكلّ مَنْ تحدّثه نفسه بالخروج على حكم يزيد .
ثمّ قام ابن مرجانة باعتقالات واسعة لجميع العناصر الموالية لأهل البيت (عليهم السّلام) ، كما أعدم جماعة منهم ، وذكرنا تفصيل ذلك في كتابنا ( حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) ) .
لقد سمعت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) السيّدة زينب (عليها السّلام) هذه المآسي المروّعة التي جرت على ابن عمّها مسلم ، فكوت قلبها وأضافتها إلى همومها ومصائبها ، وأيقنت أنّ شقيقها وبقيّة أهلها سيواجهون المصير الذي واجهه ابن عمّها .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|