أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-12-2017
2155
التاريخ: 20-4-2017
2103
التاريخ: 19-4-2017
2238
التاريخ: 26-12-2020
2872
|
وهو قيمة أخلاقية عالية تدفع الفرد إلى تفضيل وتقديم مصلحة ومنفعة غيره على نفسه، وكل من يتصف بهذه الفضيلة تتقد روح التكافل في داخله، فيسعى إلى تقديم المساعدة والعون أو الخدمة لغيره. ومن خلال الإيثار يكون الفرد مشدوداً برباط الودّ مع العباد يسعى لتلبية حوائجهم ويتصدق عليهم بأحب الأشياء إليه.
وقد حدد الإمام الصادق (عليه السلام) مواصفات خيار الناس وشرارهم قال: (خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان، والسعي في حوائجهم، وإنّ البار بالإخوان ليحبّه الرحمن... ثم قال لجميل بن دراج: يا جميل، أخبر بهذا غرر أصحابك، قلت: جعلت فداك من غرر اصحابي ؟ قال : هم البارون بالإخوان في العسر واليسر ، ثم قال : يا جميل ، أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله عزّ وجل صاحب القليل ، فقال في كتابه : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:9] )(1). فالإيثار قيمة أساسية تسهم في تفعيل مبدأ التكافل.
وقد أحدثت تعليمات وقيم الإسلام انقلاباً اجتماعياً هائلاً ، فبعد ان كان الإنسان الجاهلي أنانياً تتصدر مصلحته ومنفعته الأولوية ، يئد بناته خشية الإملاق والفقر، أخذ يؤثر الآخرين على نفسه ولوكان يعاني من ضيق ذات اليد ، وهي ظاهرة اجتماعية ملفتة للنظر وتستدعي الاعتبار.
جاء رجلٌ إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إلى بيوت أزواجه فقلن : (ما عندنا إلاّ الماء ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): من لهذا الرجل اللّيلة ؟ فقال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : أنا له يا رسول الله، وأتى فاطمة (عليها السلام) فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت: ما عندنا إلاّ قوت العشيّة لكنّا نؤثر ضيفنا، فقال (عليه السلام): يا ابنة محمّد (صلى الله عليه واله وسلم) نوّمي الصبية وأطفئي المصباح ، فلمّا أصبح عليّ (عليه السلام) غدا على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأخبره الخبر فلم يبرح حتّى أنزل الله عزّ وجلّ:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر: 9]).
وقدّمت السيرة المطهّرة القدوة الحسنة في هذا المقام، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنّه ما شبع ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شاء لشبع، ولكنه كان يؤثر على نفسه(2).
وتبدو قيمة الإيثار جلّية في سلوك أئمة أهل البيت (عليهم السلام): حيث تجد الروح الفياضة بالعطاء ، فمن المواقف المحفورة في ذاكرة التاريخ والتي تختزن في أعماقها دلالات كبيرة أن أمير المؤمنين (عليه السلام) :(اشترى ثوبا فأعجبه فتصدق به)(3).
كلّ ذلك لأنه كان (عليه السلام) يؤثر على نفسه ، ويفضّل مصلحة غيره على مصلحته.
وعليه فالإيثار بمثابة حجر آخر في بناء أسس مبدئية تسهم في تفعيل مبدأ التكافل.
____________
1- من لا يحضره الفقيه 2: 61، الكافي 4: 41/15، باب معرفة الجود والسخاء من كتاب الزكاة.
2- تفسير نور الثقلين 5 : 286 / 60 ، تفسير الآية (9) من سورة الحشر.
3- تنبيه الخواطر / للأمير ورّام 1 : 172 باب الإيثار.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|