أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3627
التاريخ: 11-4-2016
3022
التاريخ: 30-3-2016
4660
التاريخ: 11-4-2016
3805
|
تزامن عهد الإمام السجاد (عليه السلام) مع أحلك فترات الحكم الأموي في تاريخ الإسلام، ومع أنّ الحكم الذي سبقه كان حكماً إسلامياً منحرفاً انتهى به الأمر إلى الاستبداد، غير انّ هناك ميزة تميز بها عصر السجاد عن الأزمنة الماضية، وهي انّ الحكام فيه ينتهكون حرمة المقدسات الإسلامية علانية دون تحفظ ،ويدوسون على المبادئ الإسلامية بأرجلهم بشكل سافر، ولم يكن لأحد الشجاعة في الاعتراض عليهم.
وأكثر ما تزامنت إمامة السجاد مع عهد حكم عبد الملك بن مروان الذي دام واحداً وعشرين عاماً، وقد قال عنه المؤرخون: إنّه كان عاقلاً حازماً أديباً لبيباً عالماً.
وقال صاحب الفخري: كان عبد الملك لبيباً، عاقلاً عالماً، ملكاً جباراً، قوي الهيبة، شديد السياسة، حسن التدبير للدنيا.
وكتب هند وشاه: كان رجلاً عاقلاً عالماً، فصيحاً فقيهاً، له معرفة بالأخبار ولطائف الشعر، حسن التدبير.
وقد كان عبد الملك قبل الخلافة أحد فقهاء المدينة، وكان مشهوراً بالزهد والعبادة والورع، وكان يسمّى حمامة المسجد لمداومته تلاوة القرآن، فلمّا مات أبوه وبُشّر بالخلافة أطبق المصحف وقال: هذا فراق بيني و بينك وهذا آخر العهد بك.
إنّه فارق القرآن حقاً، وقد انمسخت شخصيته جرّاء غروره بقوته وقدرته لدرجة جعلت المؤرّخين يذكرون صحيفة أعماله السوداء بمرارة، فقد كتب السيوطي وابن الأثير: وهو أوّل من غدر في الإسلام، وأوّل من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء ـ و قد قتل عمرو بن سعيد بن العاص بعد منحه الأمان ـ و أوّل من نهى عن الأمر بالمعروف.
وبعد سنتين من انتصاره على عبد اللّه بن الزبير في مكة عام 75هـ وخلال سفرة حجه بالناس خطب عبد الملك بالمدينة وقال: فإنّي لست بالخليفة المستضعف ـ يعني عثمان ـ و لا بالخليفة المداهن ـ معاوية ـ و لا بالخليفة المأفون ـ يزيد ـ ألا و إنّي لا أُداوي هذه الأُمّة إلاّ بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم، وانّكم تكلّفوننا أعمال المهاجرين الأوّلين ولا تعملون أعمالهم، وانّكم تأمروننا بتقوى اللّه وتنسون ذلك من أنفسكم، واللّه لا يأمرني أحد بتقوى اللّه بعد مقامي هذا إلاّ ضربت عنقه.
وقال العبارة الأخيرة، لأنّ الخطباء وأئمّة صلاة الجمعة كانوا يبدأون خطبتهم بجملة : اتق اللّه.
ومن الواضح حينما يتحدث من يدعو نفسه خليفة للرسول(صلى الله عليه واله) في مدينته وبجانب ضريحه بهذا الكلام ويهاجم سنّته، فإنّه يتضح حال سلوك عماله وولاته وأعمالهم وكلامهم في باقي الولايات النائية، وقد اعتاد عبد الملك في حكمه الطويل على الظلم والانحراف والفساد والإرهاب حتى انطفأ نور الإيمان في قلبه إلى الأبد، وقد اعترف هو بنفسه بهذه الحقيقة يوماً، و قال لسعيد بن المسيب: صرت اعمل الخير فلا أُسرّبه وأصنع الشر فلا أُساء به; فقال سعيد: الآن تكامل فيك موت القلب.
وكان عبد الملك كثيراً ما يجلس إلى أم الدرداء فقالت له مرة :بلغني يا أمير المؤمنين انّك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة؟! قال: أي واللّه والدماء قد شربتها.
وهو الذي كان يتعوذ باللّه حينما جهز يزيد جيشاً إلى مكة للقضاء على عبد اللّه بن الزبير ويتقزّز من ذلك، راح بعد تقلّده الخلافة غير مكتف بهذه الأعمال يرسل رجلاً سفّاكاً كالحجاج لضرب الكعبة بالمنجنيق للقضاء على عبد اللّه بن الزبير فيها.
وقد أحدث ولاة عبد الملك وعماله في البلدان الإسلامية المتعددة ومشياً على هديه سلطة الرعب والإرهاب، وكانوا يعاملون الرعية معاملة همجية ويقمعونهم.
كتب المسعودي: وكان له ـ عبد الملك ـ إقدام على الدماء، وكان عماله على مثل مذهبه، كالحجاج بالعراق، والمهلب بخراسان، وهشام بن إسماعيل بالمدينة.
وكان هشام هذا وعامله على المدينة قاسياً مع الناس وساءت سيرته، وأظهر العداوة لآل الرسول، وبلغ حداً في ذلك جعل الوليد بن عبد الملك يعزله عنها بعد موت أبيه.
و كان الأسوأ من الجميع هو الحجاج الذي بلغت جرائمه في الإسلام قمة الشهرة، وقد ولاّه عبد الملك بعد القضاء على ابن الزبير كلاً من مكة والمدينة والطائف لمدة سنتين.
وختم الحجاج أعناق قوم من أصحاب رسول اللّه ليذلّهم بذلك، منهم: جابر بن عبد اللّه الأنصاري، أنس بن مالك، سهل بن سعد الساعدي، وجماعة معهم، وذلك تحت ذريعة انّهم من قتلة عثمان.
وقال لما ترك المدينة: الحمد للّه الذي أخرجني من أمّ نتن، أهلها أخبث بلد وأغشّه لأمير المؤمنين وأحسدهم له على نعمة اللّه، واللّه لو ما كانت تأتيني كتب أمير المؤمنين فيهم، لجعلتها مثل جوف الحمار أعواداً يعودون بها، ورمّة قد بليت، يقولون: منبر رسول اللّه و قبر رسول اللّه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|