أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-12
174
التاريخ: 2024-10-10
263
التاريخ: 2024-10-10
205
التاريخ: 27-10-2016
1535
|
يعاني النظام الإقليمي العربي من حالة من الوهن الشديد التي لازمته طوال تاريخه الطويل، والتي جعلته يعيش حياة شاقة ومثقلة برصيد عريض من الفشل في ظل القطبية الثنائية.
وبعد العدوان الثلاثيني على العراق واستفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالهيمنة على النظام الدولي تعرض النظام الإقليمي العربي لأزمة انهياريه. ولم تشهد الساحة العربي تحالف حيوي قادر إلى إنهاض هذا النظام.
لم تتوافر السمات والشروط المطلوبة لوجود نظام عربي فاعل، إلا في حالات نادرة جداً، فالنظام العربي يفتقد إلى التماسك والتجانس، كما يفتقد المؤسسات الفاعلة وآلية رشيدة لصنع القرار العربي.
وتتسم الأوضاع الراهنة في الوطن العربي بحالة فراغ مؤسسي نظامي وتظهر هذه الحالة بقوة كبيرة وبكامل نتائجها في بعض هوامش منطقة الشرق الأوسط. تعتبر المنطقة العربية من أكثر أقاليم العالم تأثراً بالتحولات الإستراتيجية في هيكلية المنظومة الدولية، كما تعتبر من أكثر المناطق تأثراً بانتهاء الحرب الباردة بين العسكريين. فقد ارتبطت نسبة كبيرة من التفاعلات الداخلية في المنطقة والتفاعلات بين دولها والعالم الخارجي إلى حد كبير.
ويمكن تصنيف الدول العربية إلى أربع مجموعات رئيسية وفقاً لمعايير ترتبط بمتغيرات عديدة وكما يأتي:-
- 1الدول المالكة للموارد الأولية الإستراتيجية (النفط) وتتمثل في دول مجلس التعاون الخليجي التي لها روابط إستراتيجية تقليدية مع الغرب. وتبدو ثمة إمكانية عالية لاستمرار هذه الروابط.
2 ـ الدول ذات القدرة على تقديم الخدمات الإستراتيجية للدول الغربية التي تريد الهيمنة على المنطقة وتتمثل في كل من المغرب وسوريا ومصر تونس الكيان الصهيوني وتمتلك هذه الدول نفوذاً وقدرة تتيح لها التأثير على مجريات الأمور في المنطقة عن طريق قيامها بتقديم حماية للمصالح الغربية في المنطقة والقيام بدور ما في تحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة.
3ـ دول ذات قيمة إستراتيجية يصفها الغرب بالسلبية وتصنف هذه الدول باعتبارها دولاً راديكالية مثل العراق وليبيا والسودان والجزائر، ويغلب على علاقات هذه المجموعة من الدول مع الغرب الطابع الصراعي.
4 ـ دول فقيرة ذات تأثير محدود مثل الأردن واليمن وموريتانيا إلا أنها تمتلك مواقع إستراتيجية مهمة.
لقد حدثت تطورات في العالم أثرت على النظام الإقليمي العربي ومنها :-
1- انهيار نظام القطبية الثنائية أغلق منفذاً للفرص الخارجية أمام أقطار الوطن العربي التي كانت مستثمرة من جراء المنافسة بين الدولتين العظيمتين مثل رفع أسعار النفط، وإقامة علاقات مع الشركات العالمية الصناعية.
- 2تعرضت المكانة النسبية للاقتصاديات العربية في الاقتصاد العالمي للتدهور الشديد وخاصة في مجال المساهمة بالصادرات بعد تدهور أسعار النفط بتأثير من الولايات المتحدة وحليفاتها من الدول الغربية.
- 3الأثر السلبي في مجال التعاون العسكري والاستراتيجي.
- 4هبوط مكانة العرب في النظام الدولي، هذه المكانة التي تقوم على أساس القدرة التكنولوجية والتنظيمية، فالاحتلال في هذا الميدان أدى إلى تهديم في جدران الأمن العربي.
5- بحكم قرب الساحة العربية من ساحات جغرافية سياسية تتسم بعدم الاستقرار مثل أفغانستان وإيران والقرن الإفريقي والجمهوريات الإسلامية الآسيوية، مما يجعل هذه الساحة ميدانياً لمنافسات عالمية جديدة أوروبا الغربية واليابان والولايات المتحدة.
- 6تأكل نظام التجارة الدولية المجسد في الاتفاقية العامة للتعريفة والتجارة، وتواتر انتهاك قواعد هذه الاتفاقية، مما يمتن الاقتصاد الأمريكي ويربك اقتصاديات الدول النامية ومنها الدول العربية.
- 7فقدان الأمم المتحدة هيبتها ومصداقيتها (النسبية) في مجال الأمن الجماعي وغياب دور موازن لقوة عظمى موازية بحجم الاتحاد السوفيتي ولو إلى حين.
8- اتخاذ الولايات المتحدة لمواقف متنوعة وعدم التزامها بمبدأ واحد فيما يتعلق بالقضايا الدولية من المشكوك فيه أن تتمكن الولايات المتحدة الاستمرار بنفس المستوى من الحركة العسكرية والدبلوماسية إزاء القضايا العالمية.
9- انقسام في مواقف الأقطار العربية، وتأجيج الصراع والأزمات العربية – العربية مع وجود الفوارق بين الدول الفقيرة والغنية والقومية واللاقومية والاستعداد لوضع مقدرات الأمة بأيدي غير عربية، بل ومنحها حق ضمان الأمن وإعادة الاستقرار في الوطن العربي بدون وجل أو حياء على مصلحة الأمة وبناء على ما سبق فنحن بحاجة إلى نظام عربي يحفظ للعرب خصوصيتهم وهويتهم الثقافية ويعكس في علاقتهم بذاتهم أو بغيرهم نزعتهم القومية التي يتسمون بها. وتبدو الحاجة إلى نظام عربي تعد محلاً للاتفاق بين عديـد مـن العرب على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية.
ولذا فالعرب بحاجة إلى نظام يتخلص من المساوئ التي يعاني منها النظام الإقليمي العربي السائد والمتمثلة بما يأتي:
- 1أن النظام العربي (الموجود) هو نظام تسود فيه النزعة القطرية للدول، على حساب الأهداف القومية، وتقوم فيه الحكومات بالدور الرئيسي في تحديد أوجه الفعالية في أداء النظام وطبيعته.
- 2أنه يكرس ويبرز سمات التسلط والانفرادية وغياب الحريات الأساسية للمواطنين العرب.
- 3اتسامه بالطبقية بين دوله ومجتمعاته، إذ توجد فجوة واسعة بين أغنيائه الذين استطابوا الاستمتاع لغناهم وبين فقرائه الذين رضوا بقشورمن هنا وهناك ولكنهم دمجوا في رضاهم هذا عناصر من الحقد واللوم الكامن.
4 ـ رغم اللقاء على قاعدة أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للنظام، لكنه لم يمنع عملاً ، من الانفراد بخطوات وتحركات أطاحت بتلك القضية المركزية وحصرتها في ذيل الأولويات القومية في كثير من الأحيان، الأمر الذي أضر بها ضرراً بالغاً وأوصلها إلى الحال الذي تعاني منه الآن والمتمثل في المشاريع الاسلامية.
5 ـ عمق الانكشاف الأمني العربي لكل المنطقة العربية ولكل أعضاء النظام العربي. أن النظام العربي القائم حالياً والذي لم تعمل جامعة الدول العربية الأعلى تكريسه والتماس الشرعية القومية لـه أذن هو جزء وامتداد لنظام التجزئة والعزل والتبعية الذي فرضته القوى الاستعمارية. ولن يصاب أمن الأمة إلا بوحدتها الاقتصادية والسياسية تعزيزاً لوحدتها الحضارية والثقافية والسكانية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|