المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06

التصادمات والنطاق الزمني لتكوين الفوهات على الكواكب
2023-02-14
نبات أفيلاندرا
2024-07-18
الجسيمات المشعة Radioactive particles
2023-10-21
Molecular Geometry
31-1-2017
المـيزة التنافسيـة ومـفهومـها
11-3-2019
أمثلة وتطبيقات على تفاعلات الترسيب
2023-09-20


الثواب على النجاح  
  
1915   10:04 صباحاً   التاريخ: 1-1-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص121-122
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

..إن متابعة الأولاد على أخطائهم والسعي لإيجاد أساليب لمحاسبتهم عليها مطلوب, فكذلك يجب أن يكون للثواب دخالة في عملية التربية , فإذا ما كان ابننا يتحلى بالإيمان ويتصرف تصرفات أخلاقية لا بد من إعطائه جائزة على ما فعله تشجعه على الاستمرار بهذا النهج، فلو قام ابنك بإحياء ليلة القدر مثلا فإن إعطاءه هدية على ذلك يشجعه على السلوك أكثر بهذا الخط والتمسك بهذه الأفعال الحسنة. وإذا ما أحرز ابنك علامة جيدة في الامتحان وقمت بمنحه جائزة على ذلك فإنه سيتشجع على الاجتهاد أكثر للمحافظة على تفرقه أو التقدم أكثر طمعا برضاك وسرورك منه أولاً وانتظاراً لجائزتك ثانيا .

المشكلة إن بعض الأهل يعتبرون أن هذا الأمر أحد واجبات الأبناء ولا يُلزِمهم ذلك بأي جائزة أو هدية, بل إن بعضهم لا يكترث لهذه الأمور من أبنائهم وهذان التصرفان يشكلان عاملا مثبطا عند الولد يجعلانه لا يكترث بالاجتهاد للتوصل الى علامة أفضل طالما أن الأمر لا قيمة له عند أهله .

إن الثواب على الإنجاز أمر ضروري في الأسلوب الأنجح للتربية السليمة وحتى لو كان الامر الذي يثاب عليه الولد هو أحد واجباته الاساسية, إلا أنه لا مانع من تشجيعه ليستمر على هذا الخط الجيد الذي ينتهجه .

وفي الوقت نفسه الذي يجب أن نثيب ابننا الناجح, او المتفوق أو الذي يتحلى بأخلاق حميدة يجب مراعاة أن لا يدخل ذلك أبناءنا الآخرين بحالة من الغيرة من أخيهم, وأن نستثير فيهم الحسد ما يوقع الحقد في قلوبهم على إخوانهم, ما يفرض علينا اختيار كلماتنا وعباراتنا عندما نقدم هذه الهدية لابننا الناجح .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.