أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016
2161
التاريخ: 12-4-2017
2144
التاريخ: 12-9-2019
1723
التاريخ: 15-4-2017
1967
|
يجب على كل مرب ان لا يسمح مطلقا لمن يشرف على تربيته وتعليمه ، ان يعيش حياة الوحدة والانزواء والانزعاج من الاصدقاء الاسوياء الاوفياء ، لان ذلك يؤدي إلى تقوية الشعور بظن السوء في النفس البشرية، مما يسبب في النتيجة توقف النمو العاطفي والاجتماعي للإنسان، فتتبدل احلامه الوردية، وروح المعايشة السليمة إلى ضنك مؤذٍ وكابوس موحش، وإحساس شديد بالعجز، وبهذا الصدد يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
(من لم يحسن ظنه استوحش من كل احد)(1).
نعم ، ان كل من يسيء الظن بعموم الاصدقاء والافراد، ولا يحسن ظنه بواحد منهم، فانه ينطوي على نفسه، ويستوحش من الناس ويفر منهم، وبهذا الفعل فقد ارتكب حماقة كبيرة، وخطا فادحا؛ لان الانسان اجتماعي بالطبع كما يقول علماء الاجتماع.
وعلى هذا الاساس يجب على المربي ان يقوي الشعور بحسن الظن في نفوس المتعلمين صغارا كانوا ام كبارا تجاه الاخرين، وان يشجعهم على انتقاء الاصدقاء الطيبين، والعيش معهم حياة الاعتدال في الحب، والموازنة في الصداقة والابتعاد عن كل افراط وتفريط فيها لان الحياة المستقيمة المطمئنة تستوجب ذلك كله ولا يمكن الاستغناء عنه مطلقاً.
يقول احد علماء النفس المعروفين والمدعو : (شناختر) بهذا الصدد ما نصه :
(يجب على كل واحد ان يختلط مع الاخرين، ويأمل ان يكون بين المجتمع محبوباً سعيدا محظوظاً ملفتاً للنظر، ولكن حينما لا تقضى هذه الحاجات، يخيل إلى النفس ان الفرار من الناس اسهل من المعايشة معهم. في حين ان الحقيقة غير هذا فلو كان الفرار من المعايشة والمعاشرة يسكن الالم بصورة مؤقتة لم يكن ليقضي الحاجة الغريزية والميل الطبيعي فينا، فهو لا يعالج الداء...
وللانزواء والفرار من الناس مراتب ودرجات قد تصل إلى حد ان يترك الشخص اصدقاءه واسرته والعالم كله ويعتزلهم في ناحية خائبة خاسراً، ولكن من حسن الحظ ان اكثر الناس غير الاجتماعيين لا يصلون إلى هذه الدرجة من سوء الظن والتشاؤم والاعتزال)(2) .انتهى.
واعتقد ان من الامور الهامة التي تجنب الانسان سوء الظن وبالتالي التشاؤم والاعتزال هو ان يثق الانسان بنفسه وقدراته وفعالياته في المجتمع، وهذا لا يحصل الا باللجوء إلى الله سبحانه، والتمسك بشرعه الحكيم والايمان به ايمانا خالصا من الشوائب، وتنفيذ مفردات الدين النقي في التعامل مع الآخرين وكل جوانب الحياة.
إن الدين الاصيل المحمدي يجعل الانسان ينضوي تحت منطوق هذه الآية الشريفة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10] وتحت منطوق هذا الحديث الشريف الوارد عن امير المؤمنين علي (عليه السلام): (الناس صنفان : اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) ما اجمل هذه النظرة الانسانية العظيمة!
فالإسلام الحنيف يجعل الانسان يحسن ظنه بالآخرين ويحملهم على سبعين محملا، وينقي سريرته ويدفعه إلى التعاون مع الناس والتفاؤل بالحياة، وتجسيد: (خير الناس من ينفع الناس) فيغدو انسانا اجتماعياً متعاونا على سبل الخير له ولغيره. فعلى المربين ملاحظة ذلك والاهتمام به...
________________
1- غرر الحكم : 712.
2- انظر : رسالة الأخلاق : ص327.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|