المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



سلبيات دار الحضانة والايتام  
  
10327   11:58 صباحاً   التاريخ: 30-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص280- 283
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017 2112
التاريخ: 4-9-2020 3723
التاريخ: 19-4-2016 5236
التاريخ: 19-4-2016 1913

... يمكن ان يكبر الشخص في جو غير جو الاسرة عند الآخرين وفي بيوتهم، وقد اثبتت التجربة ان اعراض هذا الوضع على الطفل اقل بكثير من الاعراض الناتجة عن دور الايتام. ومن الناحية العلمية فإن الحياة في دار الايتام او دار الحضانة تعني فقدان مركز الاسرة بشكل كامل، لأنها على الرغم من كونها مجهزة بالوسائل الضرورية، ولكن ما يصل للطفل من التربية والعناية سهم قليل، ويعاين الطفل من حالة عاطفية غير عادية.

والأثر الحاصل من التربية في دار الحضانة او دار الايتام خطيراً جداً بسبب القوانين الصارمة، وطلب الخضوع الاعمى من الطفل ودون أي نقاش يعرض حياة الطفل لما لا يحمد عقباه، والتعامل الجاف والمفتقد للعاطفة من قبل المسؤولين مع الاطفال يؤدي الى بطء النمو، ولا سيما النفسي منه، وإلى اعراض اخرى.

الاعراض السلبية الناتجة عن دار الحضانة او دار الايتام كثيرة، ومتعددة، ومعقدة، وهي تحتاج بذاتها الى ابحاث ودراسات منفصلة ومفصلة ، ولا سيما ان هؤلاء الذين تربوا في دور الحضانة المختلفة مختلفين من حيث البناء النفسي، كما ان وضع وحالة المربي، وكيفية تنفيذ البرامج التربوية المختلفة، وطريقة الانضباط ، وقواعده امور ادت الى خلق استثناءات في هذا المجال. ونشير هنا الى حالات منها بشكل مختصر :

1ـ الاعراض البدنية والحياتية: مع ان امر تغذية الاطفال في الحضانة يعتمد على اسس وضوابط دقيقة، وكما يقال (يعتد على الاهتمام الدقيق برعاية القواعد الصحية)، ومع ذلك فإن آثارها على النمو ليست كما ينبغي، ويظهر الاطفال في حالة صحية سيئة وكأنهم لا يتناولون الغذاء الكافي.

ويلاحظ اختلال في نموهم الجسدي، وليس هناك نمو كافٍ، واغلبهم اطفال لا نشاط لهم، ألوانهم متغيرة وليست طبيعية ولا عادية، وبعضهم ليس لديه القدرة على ضبط نفسه فيزيولوجيا في مسائل من قبيل البول وما شابه، ويتأخر لديهم التحكم والسيطرة على اعضاء بدنهم، وفي النتيجة يتأخر لديهم اكتساب المهارات المختلفة، وهذا ما يشاهد بوضوح ملموس لدى فئتين من الاطفال :

- الاطفال الذين امضوا مدى من اعمارهم في ظلال الاسرة، ثم نقلوا الى دور الحضانة.

- الاطفال الذين يتمتعون بذكاء وحساسية فائقة.

2ـ الاعراض الذهنية: تتسبب الحياة في دار الحضانة او دار الايتام في اعراض ذهنية سيئة، وقد اثبتت ابحاث ودراسات الباحثين في هذا المجال ان التخلف العقلي كثير نسبياً عند الاطفال في دار الايتام، خصوصاً إذا ترافقت الحياة هناك مع موت الاب او الام، وعلم الطفل انه موجود هناك لهذا السبب.

واثبتت الدراسات التي اجريت حول اطفال دور الحضانة في الغرب ان نسبة الاختلال والاضطراب في الكلام، وضعف الذكاء، والاضطراب في السلوك بالنسبة للأطفال الذين تمت رعايتهم في هذه المؤسسات اكثر من نسبتها لدى بقية الاطفال الذين يعيشون طفولة عادية. ومثل هؤلاء الاطفال يعانون في مسيرة حياتهم من ظهور تخلف لا تعرف حقيقته على نحو الدقة حتى الآن، ويحتمل ان يكون ذلك بسبب عدم استعمالهم لأعضائهم الجسدية المختلفة عملياً بشكل كامل، وكذلك عدم الاحتكاك والاختلاط مع ما يجري في ساعة المجتمع من امور الحياة المختلفة، وقد اصيبوا بهذا الوضع السيء نتيجة لذلك.

3ـ الاعراض النفسية: أثبتت بعض الابحاث ان الاطفال الذين يعيشون في المؤسسات من قبيل دور الحضانة ودور الايتام من حيث النمو يصابون بالتخلف النفسي، كما اثبتت ابحاث الدكتور (كولد فارب) أن (100%) مائة بالمائة من الاطفال الذين امضوا سنوات عمرهم الاولية في دور الحضانة، كان لديهم بطء في النمو النفسي، وحتى بعد بلوغهم لم يكن لديهم توافق وتواؤم مقبول مع المجتمع.

ليس لدى الاطفال في دور الحضانة المجال والامكانية المطلوبة اجتماعياً للتربية الفكرية والنفسية، وذلك بسبب الحرمان من الحنان والمحبة الضرورية والكافية، فلا يتوفر لهم مشاهدة الإيثار والتضحية والفضيلة، ومع انه يحتمل ان يكون المسؤولون في تلك المراكز اناساً شرفاء للغاية، ومن اولي التقوى والطهارة، ولكن مع ذلك لا يتمكن الطفل من التفاعل معهم تماماً، ولا يلمس عن قرب هذه الامور؛ في حين أن الحياة ليلاً ونهاراً في البيت والتواصل والعلاقة الدائمة مع الابوين والاسرة توفر له فرصة مشاهدة هذه الامور عن كثب.

4ـ في جانب العواطف: قلما توجد في الحضانة امرأة يمكن ان تفيض على الاولاد والنزلاء هناك حباً كحب الام، وقلما هناك رجل يتعامل مع الاطفال بانضباط عقلاني مقرون بالمحبة الابوية الصادقة بسبب انشغال كل شخص هناك في عمله، وانعدام الفرصة الكافية، وقدرة التحمل، وعلى هذا الاساس فإن الاطفال في الحضانة في حالة شبيهة بحالة فقدان الاب، او فقدان الام بشكل كامل، ولا يمكنهم ان يتمتعوا بأجواء عاطفية لائقة ومناسبة. ومن جهة اخرى فإن شعور الطفل تجاه الاولياء والمربين ليس شعوراً طبيعياً، لأن الطفل يظن ان اوامر هؤلاء المربين والاولياء له ليست عن نية حسنة خيرة، يضاف على هذه المشكلة، صعوبة اخرى هي الانضباط الصارم والجازم للمسؤولين عن دور الحضانة، الانضباط ربما يكون ضرورياً لإدارة مؤسسة كهذه، ولكنه يسبب للطفل انشغال البال واضطراب التعامل والسلوك، ولهذا لا يشعر بالحميمية من هذا الامر، وبالتالي يبقى غير راض عنه.

إن نفس قيام الاطفال باللعب في جو المنزل والبيت، ونفس إظهارهم للضحك والسرور والابتهاج، كل هذه الحركات والتصرفات والطرائف والنكت والمزاج لها آثار ايجابية على الطفل، في حين لا تشاهد مثل هذه الامور والعلاقات في اجواء دور الحضانة، وهذا بحد ذاته نقص كبير بالنسبة للطفل.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.