المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17818 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تاريخ التفسير الروائي  
  
5925   10:13 صباحاً   التاريخ: 14-10-2014
المؤلف : محمد علي أسدي نسب
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
الجزء والصفحة : ص 105 - 110.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأثري أو الروائي /

منهج التفسير الروائي من أقدم المناهج التفسيرية وكان مقارناً لنزول الآيات ؛ لأن النبي (صلى الله عليه واله ) كان يفسر لهم الآيات ويبين معانيها ، كما كان يبين ألفاظها حين النزول ، والبحث في تاريخ التفسير الروائي ينقسم الى بحثين :

البحث عن كيفية نشوء التفسير الروائي

والبحث في تاريخ هذا المنهج ينحصر في ثلاث مراحل :

- مرحلة العصر النبوي .
- مرحلة عصر الصحابة .
- مرحلة عصر التابعين . ووجه هذا التقسيم أن الروايات التفسيرية : إما مسندة الى النبي (صلى الله عليه واله) أو أهل بيته ، أو الصحابة ، أو التابعين .

البحث عن تاريخ تفسير القرآن بالروايات

من الواضح أن تاريخ تفسير القرآن بالروايات نشأ في زمن النبي (صلى الله عليه واله) وبقي مستمراً الى زماننا هذا ، وإن تغير كماً وكيفاً في عصر دون آخر ، فهذا البحث يشمل في الواقع منهج التفسير الروائي منذ القرن الأولى من صدر الإسلام الى قرننا هذا .

وسنكتفي هنا بالبحث عن النوع الأول ، وحينما نعرض نماذج من التفاسير الروائية ، سوف نبحث عن تاريخ كل تلك النماذج إن شاء الله .

مراحل تفسير القرآن بالروايات

المرحلة الأولى : العصر النبوي (صلى الله عليه واله)

أنزل القرآن الكريم للفهم والعمل ، لجميع الأزمان والأجيال ، لا لقوم دون قوم ولا لعصر دون عصر ، ومن جانب آخر ، لا يمكن أن يتساوى فهم جميع الناس لكلام واحد ، فكيف يتساوى فهمهم للقرآن العظيم مع كثرة كلماته وغرائب معانيه ، وسعة علومه ، فينتج من هاتين المقدمتين ، لزوم تبيين الرسول (صلى الله عليه واله ) لهم معاني ما انزل إليهم ، وما أشكل عليهم ، فبذلك يمكن القول : إن الرسول (صلى الله عليه واله) هو المرجع الأول لبيان القرآن وفهم معانيه ؛ إذ أنه يعرف من خوطب بالقرآن ، وإلا فكيف يفسر للناس ما نزل إليهم ؟

هذا من جهة الحكم العقلي ، وله تأييد من القرآن والسنة ، فالقرآن الكريم ، جعل الرسول (صلى الله عليه واله) مبيناً للقرآن ؛ إذ قال : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل : 44] .

فليست وظيفة الرسول تلاوة الآيات على أصحابه فحسب ، بل كان عليه تعلميه وتبيينه {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة : 2] .

وكذلك وردت في السنة أخبار كثيرة تدل على تفسيره (صلى الله عليه واله) لكثير من الآيات بأساليب مختلفة وفي مراتب متعددة ، فكانوا إذا تعلموا من النبي (صلى الله عليه واله) عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل (1).

فبيان النبي (صلى الله عليه واله) للآيات ، كان لازماً ووقع بأحسن وجهٍ ، فهذا مسلم لا اختلاف فيه ، وإنما الاختلاف في مقدار ما ثبت عنه من تفسير القرآن ، الأمر الذي سوف نتكلم عليه في المستقبل .
المرحلة الثانية : عصر الصحابة

لا شك أن بقاء الإسلام ونشر معارفه الثمينة تحقق بواسطة الصحابة الكرام ، وهم وسائط الخير والفيض على الآخرين ، فمن جسورهم بقيت الآثار ، ومن وجهودهم لم تنس الروايات ولم يندرس الميراث ، فهم أبواب علم النبي (صلى الله عليه واله) والطرق الموصلة إليه ، وأن النبي (صلى الله عليه واله) رباهم وعلمهم وفقههم ؛ ليصيروا فقهاء في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ، فكانوا لا يصدرون إلا عن مصدر الوحي الأمين ، ولا ينطقون إلا عن لسانه الصادق الأمين .

ولمعرفة تفسير الصحابة ، لا بد أن نبحث عن بعض ما يتعلق بتفسيرهم في فصول ؛ ليتضح لنا المأثور منهم كماً وكيفاً :

المفسرون من الصحابة

كان كثير من الصحابة يفسرون القرآن ، ولكن المشهورين منهم أربعة ، فهؤلاء رؤوس المفسرين ، وهم : علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن عباس .

 

قال جلال الدين السيوطي : أشهر بالتفسير من الصحابة عشرة : الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله ابن الزبير ، أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم : علي بن أبي طالب ، والرواية عن الثلاثة نزرة جداً ، وكأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم ، كما أن ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر للحديث ، ولا أحفظ عن أبي بكر في التفسير إلا آثاراً قليلة جداً لا تكاد تتجاوز العشرة .

وأما علي (عليه السلام) فروي عنه الكثير ، وقد روي معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل ، قال : شهدت علياً يخطب وهو يقول : " سلوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فو الله ما من آيةٍ إلا وانا أعلم : أبليل نزلت أم بنهارٍ ، أم سهلٍ أم في جبلٍ " (2).

قال الذهبي : العشرة اشتهروا بالتفسير تفاوتوا قلة وكثرة ، والمخصوصون بكثرة الرواية في التفسير اربعة : علي بن أبي طالب وابن مسعود وأبي بن كعب وابن عباس ، وأعلم هؤلاء الأربعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) (3).

وقال الذهبي أيضاً في شأن علي (عليه السلام) : كثيراً ما كان يرجع إليه الصحابة في فهم ما خفي واستجلاء ما أشكل ... كان مدققاً ومسدداً فيصلاً في المعضلات حتى ضرب به المثل فقيل : " قضية ولا أبا حسن لها ... وقيل لعطاء : أكان في أصحاب محمد أعلم من علي (عليه السلام) ؟ قال : لا ، والله لا أعلمه ، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " إذا ثبت لنا الشيء عن علي (عليه السلام) لم نعدل عنه الى غيره " ... فكان أعلم الصحابة بمواقع التنزيل ومعرفة التأويل ، وقد روي عن ابن عباس أنه قال : ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب (4).

وبعد علي (عليه السلام) يأتي عبد الله بن مسعود ، فهو من السابقين الى الإيمان ، وأول من جهر بالقرآن بمكة وأسمعه قريشاً بعد رسول الله (عليه السلام) ، كان من أحفظ الناس لكتاب الله ، كان يقول : " والذي لا إله هو ما نزلت آية من كانت الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت وأين نزلت " ، وقد أذعن له عامة صحابة رسول الله ( صلى الله عليه واله) بالفضل ، والعلم بالكتاب والسنة ، وكان بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) قد أخذ العلم من علي (عليه السلام) وليس من غيره بتاتاً ، قال علقمة : قال ابن مسعود ذات يوم ، وكنا في حلقته : لو علمت أن أحداً هو أعلم مني بكتاب الله عز وجل لضربت إليه الإبل ، قال علقمة : فقال رجل من الحلقة : ألقيت علياً ؟ فقال : نعم ، لقد لقيته وأخذت عنه واستفدت منه ، وقرأت عليه وكان خير الناس وأعلمهم بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) ، ولقد رأيته كان بحراً يسيل سيلاً (5).
وقد حمل علم ابن مسعود في التفسير أهل الكوفة ؛ نظراً لوجود بينهم يجلس إليهم فيأخذون عنه ويروون له . وعلى كل حال ، فإن ابن مسعود من الصحابة الكرام ، وقوله معتبر لدى جميع الفرق والمذاهب الإسلامية .

أما أبي بن كعب ، فامتاز بأنه كان سيد القراء ، وأحد كتاب الوحي ، وعارفاً بكتب اليهود وما في التوراة ؛ لأنه كان حبراً من الأحبار قبل الإسلام . ذكر العلامة في القسم الأول من الخلاصة ، وجاء في تعليقه البهبهائي على منهج المقال في المجالس ما يظهر جلالته وإخلاصه لأهل البيت (عليهم السلام) (6).

وأما ابن عباس ، فله شأن عظيم في مجال علوم القرآن الكريم حتى لقب بترجمان القرآن وحبر الأمة الإسلامية ، وأشتغل في جميع أوقاته وأحواله بعلوم التفسير ، حتى حاز مرتبة كبيرة ، مع أنه بين الصحابة كان صغيراً ، ولا عجب من عظمته بعدما دعا النبي (صلى الله عليه واله) له : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " . وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يثني على تفسير ابن عباس ويقول : كأنما ينظر الى الغيب من ستر رقيق ، ولد في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، فحنكة النبي (صلى الله عليه واله) وبارك له ، فتربى في حجره ، وبعد وفاته (صلى الله عليه واله ) كان قد لازم بيت النبوة ورباه الإمام علي (عليه السلام) فأحسن تربيته ، ومن ثم كان من المتفانين في ولاء الإمام علي (عليه السلام) ، وقد صح قوله : " ما أخذت من تفسير القرآن فمن علي بن أبي طالب " ، هذا في أصول التفسير وأسسه ، وكان عمر يسأل الصحابة عن معنى آية من كتاب الله ، فإذا لم يجد عندهم جواباً مرضياً رجع الى ابن عباس فسأله عنها ، وكان يثق بتفسيره (7).

وحينما نتابع الروايات المروية عن ابن عباس في تفسير القرآن نجده يعتمد في تفسيره على القرآن والحديث والاجتهاد واللغة والشعر وأسباب النزول .
_______________________

1- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 50.
2- الإتقان 4 : 233 ، النوع التاسع والسبعون .
3- التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 63.
4- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 89-90.
5- راجع : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب ، لمحمد هادي معرفة 1 : 218.
6- راجع : أعيان الشيعة 2 : 455.
7- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 69 ، والتفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 1 : 225.
 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .