أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
1587
التاريخ: 22-3-2016
16499
التاريخ: 20-3-2016
2184
التاريخ: 14-10-2014
5134
|
منهج التفسير الروائي من أقدم المناهج التفسيرية وكان مقارناً لنزول الآيات ؛ لأن النبي (صلى الله عليه واله ) كان يفسر لهم الآيات ويبين معانيها ، كما كان يبين ألفاظها حين النزول ، والبحث في تاريخ التفسير الروائي ينقسم الى بحثين :
البحث عن كيفية نشوء التفسير الروائي
والبحث في تاريخ هذا المنهج ينحصر في ثلاث مراحل :
- مرحلة العصر النبوي .
- مرحلة عصر الصحابة .
- مرحلة عصر التابعين . ووجه هذا التقسيم أن الروايات التفسيرية : إما مسندة الى النبي (صلى الله عليه واله) أو أهل بيته ، أو الصحابة ، أو التابعين .
البحث عن تاريخ تفسير القرآن بالروايات
من الواضح أن تاريخ تفسير القرآن بالروايات نشأ في زمن النبي (صلى الله عليه واله) وبقي مستمراً الى زماننا هذا ، وإن تغير كماً وكيفاً في عصر دون آخر ، فهذا البحث يشمل في الواقع منهج التفسير الروائي منذ القرن الأولى من صدر الإسلام الى قرننا هذا .
وسنكتفي هنا بالبحث عن النوع الأول ، وحينما نعرض نماذج من التفاسير الروائية ، سوف نبحث عن تاريخ كل تلك النماذج إن شاء الله .
مراحل تفسير القرآن بالروايات
المرحلة الأولى : العصر النبوي (صلى الله عليه واله)
أنزل القرآن الكريم للفهم والعمل ، لجميع الأزمان والأجيال ، لا لقوم دون قوم ولا لعصر دون عصر ، ومن جانب آخر ، لا يمكن أن يتساوى فهم جميع الناس لكلام واحد ، فكيف يتساوى فهمهم للقرآن العظيم مع كثرة كلماته وغرائب معانيه ، وسعة علومه ، فينتج من هاتين المقدمتين ، لزوم تبيين الرسول (صلى الله عليه واله ) لهم معاني ما انزل إليهم ، وما أشكل عليهم ، فبذلك يمكن القول : إن الرسول (صلى الله عليه واله) هو المرجع الأول لبيان القرآن وفهم معانيه ؛ إذ أنه يعرف من خوطب بالقرآن ، وإلا فكيف يفسر للناس ما نزل إليهم ؟
هذا من جهة الحكم العقلي ، وله تأييد من القرآن والسنة ، فالقرآن الكريم ، جعل الرسول (صلى الله عليه واله) مبيناً للقرآن ؛ إذ قال : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل : 44] .
فليست وظيفة الرسول تلاوة الآيات على أصحابه فحسب ، بل كان عليه تعلميه وتبيينه {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة : 2] .
وكذلك وردت في السنة أخبار كثيرة تدل على تفسيره (صلى الله عليه واله) لكثير من الآيات بأساليب مختلفة وفي مراتب متعددة ، فكانوا إذا تعلموا من النبي (صلى الله عليه واله) عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل (1).
فبيان النبي (صلى الله عليه واله) للآيات ، كان لازماً ووقع بأحسن وجهٍ ، فهذا مسلم لا اختلاف فيه ، وإنما الاختلاف في مقدار ما ثبت عنه من تفسير القرآن ، الأمر الذي سوف نتكلم عليه في المستقبل .
المرحلة الثانية : عصر الصحابة
لا شك أن بقاء الإسلام ونشر معارفه الثمينة تحقق بواسطة الصحابة الكرام ، وهم وسائط الخير والفيض على الآخرين ، فمن جسورهم بقيت الآثار ، ومن وجهودهم لم تنس الروايات ولم يندرس الميراث ، فهم أبواب علم النبي (صلى الله عليه واله) والطرق الموصلة إليه ، وأن النبي (صلى الله عليه واله) رباهم وعلمهم وفقههم ؛ ليصيروا فقهاء في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ، فكانوا لا يصدرون إلا عن مصدر الوحي الأمين ، ولا ينطقون إلا عن لسانه الصادق الأمين .
ولمعرفة تفسير الصحابة ، لا بد أن نبحث عن بعض ما يتعلق بتفسيرهم في فصول ؛ ليتضح لنا المأثور منهم كماً وكيفاً :
المفسرون من الصحابة
كان كثير من الصحابة يفسرون القرآن ، ولكن المشهورين منهم أربعة ، فهؤلاء رؤوس المفسرين ، وهم : علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن عباس .
قال جلال الدين السيوطي : أشهر بالتفسير من الصحابة عشرة : الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله ابن الزبير ، أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم : علي بن أبي طالب ، والرواية عن الثلاثة نزرة جداً ، وكأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم ، كما أن ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر للحديث ، ولا أحفظ عن أبي بكر في التفسير إلا آثاراً قليلة جداً لا تكاد تتجاوز العشرة .
وأما علي (عليه السلام) فروي عنه الكثير ، وقد روي معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل ، قال : شهدت علياً يخطب وهو يقول : " سلوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فو الله ما من آيةٍ إلا وانا أعلم : أبليل نزلت أم بنهارٍ ، أم سهلٍ أم في جبلٍ " (2).
قال الذهبي : العشرة اشتهروا بالتفسير تفاوتوا قلة وكثرة ، والمخصوصون بكثرة الرواية في التفسير اربعة : علي بن أبي طالب وابن مسعود وأبي بن كعب وابن عباس ، وأعلم هؤلاء الأربعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) (3).
وقال الذهبي أيضاً في شأن علي (عليه السلام) : كثيراً ما كان يرجع إليه الصحابة في فهم ما خفي واستجلاء ما أشكل ... كان مدققاً ومسدداً فيصلاً في المعضلات حتى ضرب به المثل فقيل : " قضية ولا أبا حسن لها ... وقيل لعطاء : أكان في أصحاب محمد أعلم من علي (عليه السلام) ؟ قال : لا ، والله لا أعلمه ، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " إذا ثبت لنا الشيء عن علي (عليه السلام) لم نعدل عنه الى غيره " ... فكان أعلم الصحابة بمواقع التنزيل ومعرفة التأويل ، وقد روي عن ابن عباس أنه قال : ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب (4).
وبعد علي (عليه السلام) يأتي عبد الله بن مسعود ، فهو من السابقين الى الإيمان ، وأول من جهر بالقرآن بمكة وأسمعه قريشاً بعد رسول الله (عليه السلام) ، كان من أحفظ الناس لكتاب الله ، كان يقول : " والذي لا إله هو ما نزلت آية من كانت الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت وأين نزلت " ، وقد أذعن له عامة صحابة رسول الله ( صلى الله عليه واله) بالفضل ، والعلم بالكتاب والسنة ، وكان بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) قد أخذ العلم من علي (عليه السلام) وليس من غيره بتاتاً ، قال علقمة : قال ابن مسعود ذات يوم ، وكنا في حلقته : لو علمت أن أحداً هو أعلم مني بكتاب الله عز وجل لضربت إليه الإبل ، قال علقمة : فقال رجل من الحلقة : ألقيت علياً ؟ فقال : نعم ، لقد لقيته وأخذت عنه واستفدت منه ، وقرأت عليه وكان خير الناس وأعلمهم بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) ، ولقد رأيته كان بحراً يسيل سيلاً (5).
وقد حمل علم ابن مسعود في التفسير أهل الكوفة ؛ نظراً لوجود بينهم يجلس إليهم فيأخذون عنه ويروون له . وعلى كل حال ، فإن ابن مسعود من الصحابة الكرام ، وقوله معتبر لدى جميع الفرق والمذاهب الإسلامية .
أما أبي بن كعب ، فامتاز بأنه كان سيد القراء ، وأحد كتاب الوحي ، وعارفاً بكتب اليهود وما في التوراة ؛ لأنه كان حبراً من الأحبار قبل الإسلام . ذكر العلامة في القسم الأول من الخلاصة ، وجاء في تعليقه البهبهائي على منهج المقال في المجالس ما يظهر جلالته وإخلاصه لأهل البيت (عليهم السلام) (6).
وأما ابن عباس ، فله شأن عظيم في مجال علوم القرآن الكريم حتى لقب بترجمان القرآن وحبر الأمة الإسلامية ، وأشتغل في جميع أوقاته وأحواله بعلوم التفسير ، حتى حاز مرتبة كبيرة ، مع أنه بين الصحابة كان صغيراً ، ولا عجب من عظمته بعدما دعا النبي (صلى الله عليه واله) له : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " . وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يثني على تفسير ابن عباس ويقول : كأنما ينظر الى الغيب من ستر رقيق ، ولد في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، فحنكة النبي (صلى الله عليه واله) وبارك له ، فتربى في حجره ، وبعد وفاته (صلى الله عليه واله ) كان قد لازم بيت النبوة ورباه الإمام علي (عليه السلام) فأحسن تربيته ، ومن ثم كان من المتفانين في ولاء الإمام علي (عليه السلام) ، وقد صح قوله : " ما أخذت من تفسير القرآن فمن علي بن أبي طالب " ، هذا في أصول التفسير وأسسه ، وكان عمر يسأل الصحابة عن معنى آية من كتاب الله ، فإذا لم يجد عندهم جواباً مرضياً رجع الى ابن عباس فسأله عنها ، وكان يثق بتفسيره (7).
وحينما نتابع الروايات المروية عن ابن عباس في تفسير القرآن نجده يعتمد في تفسيره على القرآن والحديث والاجتهاد واللغة والشعر وأسباب النزول .
_______________________
1- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 50.
2- الإتقان 4 : 233 ، النوع التاسع والسبعون .
3- التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 63.
4- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 89-90.
5- راجع : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب ، لمحمد هادي معرفة 1 : 218.
6- راجع : أعيان الشيعة 2 : 455.
7- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 69 ، والتفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 1 : 225.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|