أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-02
654
التاريخ: 2023-08-21
1238
التاريخ: 2024-09-02
357
التاريخ: 2023-05-23
1173
|
لم يعدّ المفسرون وعلماء العلوم القرآنية البسملة من آيات السور عند حسابهم للآيات القرآنية إلّافي سورة الفاتحة، التي أجمع الفقهاء واتفقوا على أنّ البسملة جزء منها ولذلك فقد ذكروا أنّ آياتها سبع ومنها البسملة.
وكذلك فإنَّ أحد الأسماء المعروفة لهذه السورة هو «السبع المثاني» لأنّها سبع آيات «مثاني»، لأنّها نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مرتين نظراً لأهميتها.
ولكن مع هذا فإنّ كتابة البسملة في جميع المصاحف القديمة والجديدة دليل قاطع على جزئيتها للسور.
روى عن عبد اللَّه بن عمر، أنّه كان إذا بدأ الصلاة بعد التكبير قرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وكان يقول إذا لم تقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم فلماذا كتبت في القرآن؟! «1».
واورد السيوطي في المجلد الأول في تفسيره الدر المنثور وهو عالم معروف من أهل السنة روايات كثيرة حول جزئية بسم اللَّه لسورة الحمد.
وهناك روايات كثيرة من طرق أئمّة الهدى وأهل البيت عليهم السلام وردت في جزئية بسم اللَّه لسورة الفاتحة ولبقية سور القرآن الكريم، لذلك فإنّ علماء الشيعة متفقون ومجمعون على جزئيتها في جميع الموارد «2».
ونذكر مثالًا على الأحاديث الواردة من طرق أهل السنة ما ورد عن «جابر بن عبد اللَّه» أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال له : «إذا قمت للصلاة فكيف تقرأ؟» فقال جابر : أقول الحمد للَّه ربّ العالمين (أي بدون بسم اللَّه) فقال له النبي صلى الله عليه و آله قل : «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» «3».
ومن أجل رفع سوء الفهم والتوهم أصرَّ النبي صلى الله عليه و آله أن يجهر بالبسملة في كثير من الصلوات، تقول عائشة : «ان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يجهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم» «4».
وفي حديث آخر يقول أحد أصحاب النبي صلى الله عليه و آله : كنت اصلّي خلف النبي صلى الله عليه و آله وكان يجهر ببسم اللَّه في صلوات المغرب والعشاء والصبح وصلوة الجمعة خاصة «5».
والملفت للنظر ما رواه البيهقي من أنّ معاوية صلى بأهل المدينة فتلا : بسم اللَّه الرحمن الرحيم في أوّل سورة الحمد، ولكن لم يقرأ بسم اللَّه للسورة التي بعدها ولم يكبر حتى ذهب للركوع، فعندما سلّم للصلاة اعترض عليه جماعة من المهاجرين وقالوا : أسرقت من الصلاة أم نسيت؟ فكان معاوية بعد ذلك يقرأ بسم اللَّه للسورة بعد الحمد أيضاً «6».
ولكن مع ذلك فإنّ جماعة من علماء السنة لا زالوا يتركون البسملة في الصلاة وحتى في سورة الحمد أو يقرأونها اخفاتاً!، ومما يلفت النظر أنّ الفخر الرازي ذكر في تفسيره تسعة عشر دليلًا على إثبات أنّ بسم اللَّه الرحمن الرحيم جزء من سورة الحمد وأكثرها روايات عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله.
الآلوسي مفسّر القرآن المعروف ناقش هذه الادلة في تفسيره (روح البيان)، ولكنه يصرّح بأنّ البسملة آية مستقلة في القرآن وإن كانت ليست جزءً من سورة الحمد «7»!
فهو يعترف بأنّ البسملة جزء من القرآن، لكن لا نعلم لماذا يصر على أنّها آية مستقلة وليست جزءً من سورة الحمد؟
ومهما كان فلا يخفى أنّ البسملة موجودة في جميع المصاحف طوال التاريخ الإسلامي في بداية جميع السور إلّا سورة البراءة، ومن المسلَّم أنّ هذا بأمر من النبي صلى الله عليه و آله ولا يمكن أن نعقل أنّ النبي صلى الله عليه و آله أمر أن يكتب في القرآن شيء ليس منه، وعلى هذا فلا حجّة لنا إذا فصلنا البسملة من السور لأنّ هذا نوع من أنواع التحريف للقرآن الكريم.
ولهذا يقول الإمام الباقر عليه السلام في مثل هؤلاء : «سرقوا أكرم آيةٍ في كتاب اللَّه : بسم اللَّه الرحمن الرحيم» «8».
ويضيف الإمام الصادق عليه السلام : «ما لهم قاتلهم اللَّه عمدوا إلى أعظم آية في كتاب اللَّه فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها وهي بسم اللَّه الرحمن الرحيم» «9»!
ولهذا فقد ورد عن الأئمّة عليهم السلام الاصرار على الجهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم خاصة وفي جميع الصلوات الليلية والنهارية لأجل القضاء على هذه البدعة الموروثة.
وخلاصة الكلام أنّ أهميّة البسملة بين آيات القرآن أوضح من أن تحتاج إلى البحث ولذلك يجب أن نعطيها أهميّة كبيرة، ومن المؤسف أنّ البعض من فاقدي الذوق السليم وخشية من أن تقع كتاباتهم بأيدي الأفراد غير المتوضئين أو أن تُداس بالأقدام أو تقع في الأزقة والأسواق، يمتنعون من كتابة البسملة في رسائلهم وكتاباتهم، ويضعون محلها عدداً من النقاط غافلين عن أنّ سيئة ترك بسم اللَّه أشدّ بكثيرٍ من هذه المساويء.
نحن مأمورون بأن نكتبها، وأن نسعى من أجْلِ المحافظة عليها واحترامها، وإذا لم يراع الآخرون الحرمة اللازمة فلسنا مسؤولين عن أعمالهم، ولا ينبغي لنا أن نترك البسملة لهذا العذر لأنّ الضرر الذي يصيبنا سيكون أكبر.
لذلك ينقل لنا التاريخ أنّ أول سكة ضربت في الإسلام كانت في زمان «عبد الملك بن مروان» وبأمرٍ من الإمام الباقر عليه السلام وكتب على أحد وجهيها «لا اله إلّا اللَّه» وعلى الوجه الآخر «محمد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله»، ومن الواضح أنّ هذه السكة تقع في أيدي عامة الناس حتى غير المسلمين الذين كانوا يعيشون في محيط الإسلام، فلم تكن مراعاة هذا الأمر مانعة من ضرب السكة والشعارات الإسلامية الحية ولا ينبغي لها أن تكون «10».
______________________
(1). سنن البيهقي، ج 2، ص 43- 47.
(2). راجع كتب الخلاف للشيخ الطوسي، ج 1، ص 102 مسألة 82؛ سنن البيهقي، ج 2، ص 44- 45- 46؛ تفسير در المنثور، ج 1، ص 7- 8؛ البيان في تفسير القرآن، ص 552.
(3). تفسير در المنثور، ج 1، ص 8.
(4). المصدر السابق.
(5) تفسير در المنثور، ج 1، ص 8.
(6) ذكر «الحاكم» هذه الرواية في المستدرك، ج 1 ص 233 واعتدَّ بسندها، وورد نفس هذا المضمون بتفاوت ضئيل في تفسير در المنثور، ج 1، ص 8؛ وتفسير روح المعاني، ج 1، ص 39.
(7) تفسير روح المعاني، ج 1، ص 37.
(8) تفسير البرهان، ج 1، ص 42، ح 15.
(9) تفسير البرهان، ج 1، ص 42.
(10) تاريخ التمدن الاسلامي، جرجي زيدان، ج 1، ص 143.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|