المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06



البناء المعنوي والإيماني للمنزل الزوجي  
  
599   01:39 صباحاً   التاريخ: 2024-10-14
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص182ــ186
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يهتم بالبناء المعنوي والإيماني أكثر من اهتمامه بالبناء المادي، فإذا أراد أن يكون بيته فاخراً وجميلاً وفيه كل إحتياجات ولوازم الراحة، فعليه أن يكون مهتماً بأن يكون بيته مبنياً على أساس معنوي وديني وتقوائي لماذا؟؟ لأن البناء المعنوي للبيت الزوجي يحدد المستقبل الوجودي للزوجين أما البناء المادي فهو معني بالأمد الآني للزوجين. فالبناء المعنوي والإيماني يهتم بدنيا كلا الزوجين وبآخرتهما أيضاً وبمعزل عن ذلك فإن البيت الزوجي المادي ليس أساس الحياة الزوجية كما لا يخفى، بل إن الحياة الزوجية أعمق وأمتن من أن تكون رهينة بناء وأحجار، وأثاث وما ماثل ذلك، ومن هنا نفهم بأن المعنوية والأخلاق ضرورة ملحة للزوجين حتى من دون وجود الإيمان وإذا ما ضممنا الأخلاق والمعنويات مع الإيمان فإن بنيان الحياة الزوجية لن يتقوض رغم كل الظروف.

إن ما يؤسف له حقاً أن الزوجة وأهلها بالأعم الأغلب لا يضعون نصب أعينهم أثناء إبداء رأيهم بالزوج خصلتي الدين والأخلاق، فعندما يطرحون مواصفات الزوج التي يتمتع بها لا يأتون على ذكر الدين والأخلاق، وهكذا إذا عكسنا الصورة فالزوج وأهله هكذا يتناسون خصلتي الدين والأخلاق.

ومهما يكن من شيء فإن مما يساهم في بناء البيت الزوجي الخطوات الآتية:

1- العقيدة الصحيحة: فقد قال الله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109].

وتتمثل العقيدة الصحيحة بخمسة أصول:

أ ـ التوحيد: وتختصر بعبارة أشهد أن لا إله إلا الله، فالتوحيد يعني نفي الشريك وإفراد التوحيد لله.

ب ـ النبوة: وتتلخص بعبارة أشهد أن محمداً رسول الله، أي الإعتقاد بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله).

ج ـ الإمامة: وهي الاعتقاد بأن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو إمام المسلمين بعد النبي (صلى الله عليه وآله) مباشرة ومن بعده الأئمة التالية أسمائهم:

1- الإمام أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) (الزكي) (2 ــ 50).

2ـ أبو عبد الله الحسين بن علي (سيد الشهداء) (3 ــ 61).

3ـ أبو محمد علي بن الحسين (زين العابدين) (38 ــ 95).

4ـ أبو جعفر محمد بن علي (الباقر) (57 ــ 114).

5ـ أبو عبد الله جعفر بن محمد (الصادق) (83 ــ 148).

6ـ أبو إبراهيم موسى بن جعفر (الكاظم) (128 ــ 183).

7ـ أبو الحسن علي بن موسى (الرضا) (148 ــ 203).

8ـ أبو جعفر محمد بن علي (الجواد) (195 ــ 220) .

9- أبو الحسن علي بن محمد (الهادي) (212 ــ 254).

10ـ أبو محمد الحسن بن علي (العسكري) (232 ــ 260).

11 ـ أبو القاسم محمد بن الحسن (المهدي) (256 ــ ...) وهو الحجة في عصرنا الغائب المنتظر، عجل الله فرجه وسهل مخرجه ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما ملئت ظلما وجوراً(1).

د ـ العدل: وهو الإعتقاد بأن الله عادل غير ظالم، فهو يثيب المطيعين وله أن يعاقب العاصين وله أن لا يعاقبهم.

هـ ـ المعاد: وهو الإعتقاد بأن الله عزّ وجل جعل للناس يوماً اسمه يوم القيامة يرجع فيه الناس بعد موتهم بأرواحهم وأجسادهم إلى الله عزَّ وجل فيحاسبهم بالثواب أو العقاب.

ويجب الإعتقاد بهذه الأمور جميعاً عقلاً وقلباً، والإقرار بها لساناً، والعمل على أساسها.

2ـ وقاية البيت الزوجي من عذاب الله: وذلك بترك المعاصي وفعل الواجبات، فقد قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} جلس رجل من المسلمين يبكي وقال: أنا قد عجزت عن نفسي كلفت أهلي. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك(2).

3ـ أن لا يكون البيت مغصوباً أو من مالٍ حرام: فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((اتقوا البنيان في الحرام فإنه أساس الخراب))(3).

وعن أحدهم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عمَّن أخذ أرضاً بغير حقها وبنى فيها؟ فقال (عليه السلام): يُرفع بناؤه وتسلَّم التربة إلى صاحبها، وليس لعرق ظالم حق(4).

4ـ كتابة الآيات القرآنية: فعن أحدهم قال: رأيت مكتوباً في بيت أبي عبد الله (عليه السلام) آية الكرسي قد أديرت بالبيت ورأيت في قبلة مسجده مكتوباً آية الكرسي(5).

5ـ أن يكون في المنزل مكاناً خاصاً للصلاة: فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((كان علي (عليه السلام) قد اتخذ بيتاً في داره ليس بالكبير ولا بالصغير فكان إذا أراد أن يُصلِّي من آخر الليل أخذ معه صبياً لا يحتشم منه ثم يذهب إلى ذلك البيت فيصلي))(6).

6ـ الإكثار من ذكر الله في البيت: فعن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت))(7).

7ـ الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في المنزل: عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال: ((نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبوراً كما فعلت اليهود والنصارى، صلوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم، فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا))(8).

8- وضع التربة الحسينية في البيت: فعن الإمام الباقر أنه قال: ((طين قبر الحسين شفاء من كل داء وأمان من كل خوف وهو لما أخذ له))(9).

9ـ عدم وجود أجواء الغناء والموسيقى المحرمة: عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((بيت الغناء لا يؤمن فيه الفجيعة، ولا يجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملائكة))(10).

10ـ عدم إبقاء القمامة والأوساخ في البيت: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((لا تبيتوا القمامة في بيوتكم، وأخرجوها نهاراً فإنها مقعد الشيطان))(11).

_______________________

(1) راجع عقائد الإمامية، ص 74 – 75.

(2) مكارم الأخلاق.

(3) المستدرك، ج3، ص472.

(4) ميزان الحكمة مادة غصب.

(5) البيت السعيد، ص 62.

(6) تهذيب الأحكام، ج5، ص 480.

(7) البيت السعيد، ص 75 نقلاً عن صيانة الآثار الإسلامية.

(8) الكافي، ج 2، ص 610.

(9) البيت السعيد ص 92، نقلاً عن نور العين، ص 417.

(10) البيت السعيد ص 97، نقلاً عن الذنوب الكبيرة.

(11) م. ن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.