أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-27
906
التاريخ: 2024-08-03
415
التاريخ: 2024-07-12
422
التاريخ: 2024-09-23
156
|
وكان لعمانوئيل الأول ابن عمٍّ اسمُهُ أندرونيكوس، وكان هذا الأميرُ طويلَ القامة جميلَ الطلعة قويًّا، وقد اشتهر بأنه فارسٌ مجربٌ مغوار، وكان أيضًا ذكيًّا معلِّمًا فصيحًا، يجيد المناظرة، ويحسن الدفاع عن جميع وجهات النظر في المشاكل القائمة، فعُرف «بالحرباء»، وقد عرف بكثرة المغامرات، وبالإسراف في العشق والفسق. وكان قد طمع في المُلك وتآمر على سلامة ابن عمه الفسيلفس، فاضطر إلى أن يفر من وجهه وأن يلتجئ إلى حماية أحد أمراء الروس، ثم عاد إلى القسطنطينية فأودع السجن في القصر، ثم فرَّ فجاء أنطاكية والقدس فكانت له مغامرات مع ثيودورة أرملة بودوان الثالث، ولم يجرؤ أحدٌ في الشرق على إيوائه وحمايته، فعاد إلى القسطنطينية تائبًا متراميًا على قدمَي الفسيلفس، فنفاه إلى آينايون في البحر الأسود، وظلَّ يحلم بالحكم على الرغم من تَقَدُّمه في السن (1). وإذ رأى أندرونيكوس الأمور على ما كانت عليه في القسطنطينية بعد وفاة عمانوئيل؛ أعلن عصيانه فالتفَّ حوله الجيشُ من المحاربين القدماء، وقام بهم إلى العاصمة، فطلب طرد مريم الفسيلسة وعشيقها وبقاء المُلك في يد ابنها أليكسيوس، فساعده الشعبُ على ذلك وقبضوا على أليكسيوس المساعد وأرسلوه إلى أندرونيكوس فسمل عينيه، وأَيَّدَ الإفرنجُ الساكنون في العاصمة مريم الفسيلسة فأعلنها أندرونيكوس حربًا قوميةً دينيةً باسم الروم والأرثوذكسية وأنفذ قوة برية بحرية فقتل معظم الإفرنج في العاصمة ونهب بيوتهم ومتاجرهم وأحرقها، ودخل العاصمة وسجن الفسيلسة مريم وصلى على ضريح عمانوئيل. ثم أمر بتتويج أليكسيوس الصغير وشاركه في الملك، وادعى على مريم بأشياء وأشياء، وسعى بالحكم عليها بالموت، وأجبر ابنها الصبي أن يُوَقِّعَ على الحكم بشنق والدته، ثم سعى في أوساط القصر بألا يكون فسيلفسان في وقت واحد، وشنق أليكسيوس الصغير وتزوج من خطيبته حنة ابنة لويس السابع، وقتل كثيرين من أنصار مريم وابنها وسمل عيون كثيرين منهم، ثم كلف البطريرك المسكوني بإقامة إكليل غير مسموح به، فأجابه البطريرك: «كنت أسمع عنك وأما الآن فقد رأيتك بعيني»، واستعفى (2). وازداد أندرونيكوس طغيانًا وتَجَبُّرًا، ففَرَّ مِنْ وجهه عددٌ كبيرٌ من كبار رجال العاصمة والتجئوا إلى الأمراء الصليبيين في أنطاكية وغيرها ولا سيما القدس، وقام بعضهم إلى صقلية وإيطالية والبعض الآخر إلى قونية، وكان أندرونيكوس قد نفى أليكسيوس كومنينوس آخر إلى بلاد روسية، فهرب منها واحتمى بملك صقلية وليم الثاني وطلب مساعدته ضد أندرونيكوس، فأجاب وليم الثاني التماسَهُ وجرَّد حملةً في السنة 1185 واستولى على بعض الجُزُر وعلى قلعة ديراشيون. ثم قام إلى ثيسالونيكية فدخلها بعد حصار قصير فقتل ونهب وأحرق، ودخل رجالُهُ الكنائس في وقت الخدمة بسيوفهم يشوشون ويطئون حيث لا يجوز، ويكسرون ويسلبون، وفي أواسط أيلول زحفوا إلى القسطنطينية، وكان أندرونيكوس في جزائر الأمراء يَتَنَعَّمُ ويتلذذ، فقام إسحاق أنجليوس وضم الشعب إليه واستولى على القصر المقدس، ورجع أندرونيكوس إلى العاصمة فدفع إسحاق به إلى الجُمهور ليميته كما يشاء، وهبَّ إسحاق يسعى في قتال النورمنديين (3).
.......................................
1- Diehl, C., Europe Orientale, 84-85.
2- Nicetas Chaniates, Hist., 320–323, 347–349.
3- Nicetas Choniates, Hist., 453–460; Cognasso, F., Polotici, 299–316
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|