ثالثاً: إدارة التسويق الدولي International M Management

تواجه إدارة التسويق الدولية في شركات الأعمال عملية اتخاذ القرارات الأساسية التالية :   

- قرار الدخول أو عدم الدخول للأسواق الدولية .

- قرار اختيار نوع وعدد الأسواق المحتمل دخولها.

- قرار كيفية خدمة هذه الأسواق المحتمل دخولها، بمعنى طريقة إيصال السلع والخدمات إلى العملاء في الأسواق الخارجية وهي قرارات متداخلة وتؤثر على بعضها.

إن الإدارات في الشركات والتي تتولى القيام بمهام التسويق يجب عليها أن تتكيف وطبيعة البيئة التي تعمل بها من أجل إيجاد نوع من التوازن يضمن تحقيق الأهداف المخطط لها، لأن العلاقة الوظيفية بين العوامل البيئية الداخلية والخارجية تؤثر على السياسات التسويقية (المزيج التسويقي الدولي)، ويمكن ملاحظتها في الشكل رقم (12-1). فالدائرة الداخلية تصور العناصر المسيطر عليها والتي تشكل مجال اتخاذ القرارات من قبل المسوق، والدائرة الوسطى تتضمن العناصر البيئية داخل الدولة والتي تؤثر على اتخاذ القرارات الخارجية للتسويق أما الدائرة الخارجية فتتضمن عناصر البيئة الخارجية والتي لا يمكن السيطرة عليها.

                              الشكل رقم (12-1) عناصـر البيئة التسويقية الدولية .

ومن مهام هذه الإدارات تبرز مسؤولية مدير التسويق الدولي ومحاور اهتمامه ، فهذا المدير له مسؤولية مزدوجة من المنظور التسويقي، فالنوع الأول هو مسؤوليته عن التسويق الخارجي أو الأجنبي، أما النوع الثاني فهو المسؤولية عن التسويق الكوني، حيث ضرورة القيام بالتنسيق التسويقي في أسواق متعددة لمواجهة المنافسة الكونية، أما محاور اهتمامه فتتلخص فيما يلي : 

- تنمية أو ابتكار منتجات جديدة مع القدرة على إدخالها إلى السوق وفي الوقت المناسب .

- تنمية علاقات جيدة مع الموردين والموزعين والعملاء المستهلكين تكون طويلة الأجل .

- منافسة عدد قليل من المنافسين الأقوياء على المستوى الكوني.

- العمل في ظل منافسة سعرية حادة ، ويرجع هذا إلى أن السرعة نحو تنميط السلع يؤدي إلى تحقيق وفورات الإنتاج بحجم كبير وينتج عنه منافسة سعرية حادة.

- التكيف مع التكتلات الاقتصادية الإقليمية الموجودة على أرض الواقع، لأنها تؤثر على التسويق الدولي.

- التكيف مع الإجراءات والضوابط الحكومية بالأسواق الدولية المؤثرة على الأعمال، أو القدرة على فهمها.

- تنمية الثقافة التسويقية من أهم عناصر التسويق الدولي .

وفي ضوء مفهوم إدارة التسويق الدولي، فإن الأهداف الأساسية للتسويق والمسؤوليات الأخرى تبقى دون أي تغير، ولكن الدخول للأسواق الدولية يعني زيادة عدد العوامل التي تؤثر في أنشطة وفعاليات التسويق الملقاة على عاتق هذه الإدارة، وزيادة المهام التي يجب على إدارة التسويق مواجهتها أو التصدي لها ، ومنها إنجاز الأنشطة التسويقية بين بلدين أو أكثر، وعندها فإننا ننتقل من قرارات البلد الواحد أو البلدين إلى قرارات تتعلق بالعديد من البلدان وفي وقت واحد، فالقطاع الخاص الأردني مثلاً - ومن خلال الشركات الصناعية - يصدر إلى سوريا سلعة وخدمات معينة مما يعني انشغاله في الجهد التسويقي عبر بلدين، هما الأردن وسوريا ، وشركة أردنية أخرى تعمل في اليمن وتسوق في اليمن وفق إدارة أردنية، مما يعني أيضاً انشغالها في مجال التسويق الدولي، فالتسويق الدولي لا يعني دوماً الانتقال المادي للسلع والخدمات عبر الحدود ، وإنما يكون حيثما يتم اتخاذ القرارات الاستراتيجية التسويقية وفي أكثر من بلد ، وما يصدر من بلد إلى بلد آخر يسجل  صادرات عند البلد الأول و واردات عند البلد الثاني، وفي هذه الحالة فإن التسويق الدولي والتجارة الدولية تعنيان ظاهرة واحدة، ولكن عند قيام شركة أردنية بإنتاج سلعة ما في سوريا وبيعها في سوريا محلياً عند ذلك فإنه لا توجد حالة تبادل في السلع بين البلدين، وتبعاً لذلك لا توجد نشاطات تجارية دولية ، والتسويق الدولي بمفهومه يجب أن لا يخلط بمفهوم التسويق الخارجي Foreign Marketing والذي يضم الأنشطة التسويقية التي يتم انجازها وأداؤها من قبل شركات أجنبية في بلدانها، فالشركات الأردنية في اليمن مثلاً تعرف كتسويق خارجي، ولكن الشركات اليمنية العاملة في اليمن والمصدرة للخارج ، فأنها ستدخل في مفهوم التسويق الدولي.