أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2018
2168
التاريخ: 3-08-2015
1014
التاريخ: 3-08-2015
990
التاريخ: 24-12-2017
640
|
[ قال السيد شبر ] والدليل على نبوته أنه ادعى النبوة و أظهر المعجز الخارق للعادة المطابق للدعوى، و كل من كان كذلك فهو نبي ...
أما المقدمة الأولى و هو أنه ادعى النبوة
فمما لا ريب فيه و لا شبهة تعتريه، إذ لا يشك أحد و لا يخالف في أن رجلا اسمه محمد
بن عبد اللّه المعروف ظهر بمكة و ادعى النبوة. وأما المقدمة الثانية و هو أنه
أظهر المعجز الخارق للعادة، كذلك فهو متواتر لا يشك فيه من سلك سبيل الانصاف و
تجنب طريق التعسف و الاعتساف حتى إنه ضبط له صلّى اللّه عليه و آله وسلّم ألف معجزة، ولقد كانت أقواله وأفعاله وأحواله
كلها معجزات باهرات و آيات واضحات تدل على صدقه وحقيته و نبوته ورسالته، وكفى
بكتاب اللّه تعالى معجزا عظيما و برهانا جسيما باقيا مدى الدهر بين الخلق، وليس
لنبي معجزة باقية كذلك سواه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقد تحدى به بلغاء
العرب و فصحاءهم، وجزائر العرب يومئذ مملوءة بآلاف منهم و الفصاحة دأبهم وصنعتهم
و بها مباهاتهم و منافستهم، وكانوا يأتون بالأشعار البليغة الفصيحة و الكلمات المليحة
و يعلقونها على الكعبة و يفتخرون بها، فلما جاء القرآن الكريم و الفرقان العظيم بهتوا
وعجزوا وكان ينادي بين أظهرهم كرة بعد أخرى و مرة غب أولى أن يأتوا بعشر سور مثله
أو بسورة من مثله، فعجزوا و اعترفوا بالعجز و القصور عن هذه الدرجة العلية و
المراتب السنية و قال لهم معلنا: { لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى
أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88] . قال ذاك تعجيزا لهم فعجزوا عن ذلك و اعترفوا بالقصور عما هنالك
حتى عرضوا أنفسهم للقتل و نساءهم و ذراريهم للسبي، واختاروا المحاربة بالأسنة و
السيوف على المعارضة بالكلمات و الحروف، و ما استطاعوا أن يعارضوا و لا أن يقدحوا
في جزالته و حسنه، و كان ذلك عندهم من أهم الأشياء، ثم إنه لم يزل صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم يقرعهم أشد التقريع و يوبخهم غاية التوبيخ و يسفه أحلامهم و يحط
أعلامهم و يشتت نظامهم و يذم آلهتهم و آباءهم و يستفتح أرضهم و بلادهم و ديارهم و
يصول عليهم بالقرآن الكريم، و هم في كل هذا ناكصون عن معارضته محجمون عن مماثلته
معترفون بالعجز عن مقابلته يخادعون أنفسهم بالتكذيب و الافتراء و الاستهزاء و
يقولون: إ {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ } [المدثر: 24] و {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}
[القمر: 2]ٌ و {إِفْكٌ افْتَرَاهُ}
[الفرقان: 4] و {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}
[الأنعام: 25] والمباهاة
و الرضا بالرذالة والاعتراف بالعمى في البصيرة كقولهم: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ}
[البقرة: 88] و {فِي أَكِنَّةٍ
مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}
[فصلت: 5] و {لَا تَسْمَعُوا
لِهَذَا الْقُرْآنِ} [فصلت: 26] والادعاء مع العجز كقولهم: {لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا
مِثْلَ هَذَا} [الأنفال: 31] وقد قال اللّه لهم و لن تفعلوا فما فعلوا ولا قدروا بل و لوا عنه
مدبرين و كانوا بالعجز مذعنين بين مهتد و مفتون و معترف بالعجز، ولهذا لما سمع
الوليد بن المغيرة من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن اللّه تعالى يأمر
بالعدل و الإحسان قال: واللّه إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق وإن
أعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر. وحكى الأصمعي أنه سمع كلام جارية فقال قاتلك
اللّه ما أفصحك، فقالت أو يعد هذا فصاحة بعد قوله: {أَنْ أَرْضِعِيهِ
فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي
إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7]. فجمع في آية بين أمرين ونهيين و خبرين و
بشارتين. وإذا تأمل متأمل في قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ
حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 179] ، {وَلَوْ تَرَى إِذْ
فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ } [سبأ: 51] ، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [المؤمنون:
96] ، {وَقِيلَ يَا أَرْضُ
ابْلَعِي مَاءَكِ } [هود: 44] ، {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} [العنكبوت: 40] إلى آخر هذه الآيات تحقق له إيجاز
ألفاظها وكثرة معانيها و ديباجة عباراتها، و إن تحت كل لفظة منها جملة كثيرة و
فصولا جمة و علوما زواخر ملئت الدواوين من بعض ما استفيد منها و كثرت المقالات في
المستنبطات عنها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|