المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النابذون ولاية محمد واله وراء ظهورهم لهم عذاب اليم
2024-11-05
Rise-fall Λyes Λno
2024-11-05
Fall-rise vyes vno
2024-11-05
Rise/yes/no
2024-11-05
ماشية اللحم كالميك في القوقاز Kalmyk breed
2024-11-05
Fallyes o
2024-11-05



الطفل المسلم والإعلام المطلوب  
  
2454   02:02 مساءً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص45ـ52
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2021 2186
التاريخ: 3/10/2022 2282
التاريخ: 6-9-2020 4907
التاريخ: 5/12/2022 2027

أصبحت المادة الإعلامية الموجهة للأطفال من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، ومن أكثر الصناعات التي تشهد إقبالا من طرف المستثمرين وشركات الإنتاج العالمية، نظرا لما تدره من أرباح سنوية تقدر بملايين الدولارات بسبب استهدافها لشريحة واسعة تتسع دائرتها باستمرار، وهي شريحة الأطفال والشباب واليافعين.

وبفضل انتشار الصحون وتعدد القنوات الفضائية وظهور شبكة الإنترنت وعولمة الصوت والصورة، أصبح إعلام الطفل يشهد تناميا ملحوظا، وصار أكثر قربا من الطفل داخل البيت، وقد حمل هذا الانتشار السريع معه أساليب جديدة وأكثر تطورا لاستمالة الطفل والسيطرة على عقله ودفعه الى الإدمان.

ولا شك ان هذا التوسع المذهل في تجارة التسلية الموجهة للأطفال يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات. فجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا القطاع هي شركات غربية وتوجه نشاطها نحو ثقافة غربية وفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية، ومتجذرة في أخلاقيات العلمانية الغربية التي تتعامل مع إعلام الطفل بمنطق السوق والجري وراء الربح والكسب دون اهتمام بالقيم، وفي حالة التعارض بين هدفي الكسب وزرع القيم، فإن الغلبة تكون للأول على حساب الثاني.

ويكمن خطر الإنتاج الإعلامي الغربي في سعيه الى أن يصبح نموذجا يحتذى، وإنتاجا مثاليا في ذهن الطفل الراغب في مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تخاطب فيه غرائزه الطفولية، وانماطا للتقليد والمتابعة، مما يخلق حالة من التشوه النفسي والقيمي لدى الأطفال، ويصبح معها أمر التقويم صعب المنال مع التقدم في السن وانغراس تلك النماذج والانماط في منطقه اللاوعي، ولا يعود الطفل ينظر الى العالم سوى بمنظار ما يقدم له.

والحقيقة إن إعلام الطفل في الغرب نشأ في إطار سياسات حضارية عاملة لدى النخبة وصانعي القرار من أجل التحكم في ميول الطفل وغرائزه وتلقينه أخلاقيات المجتمع الغربي، وتدريبه على ما ينبغي ان يتحلى به من أخلاق وخصال فردية واجتماعية، في سياق إعادة بناء الفرد والمجتمع. ففي المجتمعات الغربية الرأسمالية نشأت ثقافة الطفل في التلفزيون لتكون في خدمة الثقافة الرأسمالية وتطلعاتها وأهدافها المتوخاة، ولتكسب الطفل الغربي نزعة الكسب والقوة والجشع والاستهلاك وحب الذات والإيمان بالفردية، وحذت المجتمعات الشيوعية في الستينات والسبعينات حذو المجتمعات الرأسمالية في إنتاج ثقافة خاصة بالطفل تحاول زرع الإيديولوجية الشيوعية في نفسيته وعقله ووجدانه، وتربيته على أخلاقيات المجتمع الاشتراكي بكل الأفكار ذات الجذور الشيوعية، مثل فكرة نفي الألوهية وأصل الحياة والصراعات الطبقية وغير ذلك.

ورغم ما يظهر من وجود تباينات بين هذين التوجهين المتقابلين، فإن الفلسفة ظلت واحدة، وهي بالعنف والصراع والبعد المادي في الحياة.

فإذا أخذنا كمثال نموذج (والت ديزني) الأمريكية الشهيرة، فإننا سنكشف أن وراء هذه الإمبراطورية الأمريكية الخاصة التي تعمل في تجارة التسلية الموجهة للأطفال على وجه الخصوص، شبكة المصالح والأهداف التي تنحو الى تنميط وعي الطفل وتعليبه في نمط ثقافي وحضاري معين، يعكس أخلاق الليبرالية والرأسمالية المتوحشة، كالصراع والربح والاقتناع والقوة وعدم وجود قوة فوق الإنسان وسيادة الفرد ورغباته ونزواته، كمعيار وحيد يحدد سلوكياته في الحياة ومعاملاته مع الآخرين.

وقد توصل باحثان أمريكيان ـ قاما بدراسة لكتب ديزني الهزلية التي لقيت رواجا على نطاق واسع عبر العالم – الى ان هذه الكتب تتضمن العنصرية والإمبريالية والجشع والعجرفة، بشكل مستقبل عن القيمة، وفي النهاية فإن هذا العالم الخيالي الموجه للأطفال يغطي نسيجا متشابكا من المصالح ويخدم إمبريالية أمريكا الشمالية.

وقد ظهر عام 1999 ان توجهات هذه الشركة ليست محايدة كما كان يعتقد الكثيرون، عندما اعتزمت إقامة جناح خاص بالقدس الشريف يعرضها كعاصمة للكيان الصهيوني بمناسبة معرض الألفية الثالثة.

فالشركات تعمل على أساس ان الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة، وانه رهان كبير على المستقبل والحاضر، إذ بامتلاكه السيطرة على وعيه والتحكم في ميولاته يمكنه امتلاك المستقبل والسيطرة عليه، فالطفل هو الغد القادم، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين التي نقدمها لهذا الطفل في الحاضر.

ـ الأعمدة الثلاثة :

يتشكل إعلام الطفل بوجه عام من الرسوم المتحركة وأفلام الكرتون والعرائس والأشكال الفنية الأخرى ذات المضامين والمحتويات التي يقصد بها الأطفال وفئات الشباب.

وتعتبر هذه الفنون رافدا أساسيا من روافد تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا ونفسيا وعقليا، وتطوير ملكاته وتهذيبها ، وغرس القيم المستهدفة من وراء عملية التنشئة وتنمية مهاراته الذهنية، كما انها تعطي للطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه ونسج علاقاته بالعالم من حوله. وتؤثر مسلسلات وأفلام الكرتون والرسوم المتحركة وغيرها تأثيرا بالغا في وجدان الطفل، الى الحد الذي يحقق معها حالة تماثل قصوى، لأن الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتحدث استجابات معينة في إدراكه، تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله، لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري. لكن الصورة والرسوم ليست مستقلة عن الأبعاد الثقافية وعن الهوية والحضارية، فالصورة في نهاية الأمر وسيلة تبليغ وأداة تواصل وجسر بين الطفل والرسالة المحمولة إليه، وكل رسالة ثقافية تفترض وجود ثلاثة عناصر تدخل في تركيبها هي : المرسل ، والمرسل إليه والرسالة، وفي حالة إعلام الطفل فإن المرسل يكون هو المنتج او الكاتب صاحب الرسالة، والمرسل إليه هو الطفل، فتأتي هذه الأخيرة انعكاسا طبيعيا لثقافته ووعيه وهويته الحضارية والدينية، وهذا التداخل بين المرسل والرسالة يكون له تأثيرا قوي على الطفل أي المرسل إليه. ومن هذا المنطلق، فإن أي منتج ثقافي، مهما تنوع مرسلوه او المرسل إليهم، هو رسالة حضارية وثقافية تحمل مضمونا معينا يراد تبليغه، وتظهر فيه البصمات الحضارية الخاصة.

ـ خطر إعلام الطفل المستورد :

إن أفلام الكرتون والرسوم المتحركة الموجهة للأطفال تصبح خطرا حقيقيا حينما تخرج عن سياقها الحضاري الذي نشأت فيه .

وتتحول الى سموم قاتلة، ووجه الخطر في هذا الأمر ان المرسل والرسالة يحافظان على

جوهرهما، ويتغير المرسل إليه، وهو هنا الطفل، ليكون ابن حضارة مغايرة، يتلقى رسالة غريبة من مرسل غريب عنه، ويحاول هضمها في إطار خصوصيته وهويته، فتصبح الرسالة في هذه الحالة مثل الدواء الذي صنع لداء معين، ويتم تناوله لدفع داء آخر، فتصبح النتيجة داء جديداً.

ولنا ان نتصور حجم الأذى والسلبيات التي تنتج عن أفلام الكارتون المستوردة والمدبلجة على الطفل المسلم الذي يتأثر بها. فمثل هذه الأفلام تجعل الطفل المسلم يتلقى قيما وعادات وأفكارا غريبة عن البيئة والثقافية العربية الإسلامية التي يعيش في كنفها، لكنه يتعامل معها ببراءته المعهودة المستسلمة، فتنمو لديه دوافع نفسية متناقضة، بين ما يتلقاه على شاشة التلفزيون، وما يعيشه داخل الأسرة والبيئة والمجتمع، فيكون ذلك بداية الانحراف والوعي غير السوي. فالطفل سنواته الاولى يكون قابلا لتقبل أي شيء يقدم له، لأنه يعيش مرحلة التعرف، ويبدأ خطواته الاولى في الإحساس بما يلمسه او يراه او يسمعه، ويتأثر ـ بشكل ملحوظ ـ بما يحيط به من مؤثرات ثقافية مسموعة او مرئية او مقروءة، فيتفاعل معها بتلقائية ويسير في نسقها، حتى يصبح من الصعب التخلص كليا او جزئيا من آثارها السلبية على شخصيته ونموه ووعيه، ومن العوامل المعيقة لنمو شخصية الطفل نموا طبيعيا سليما الإعلام الفاسد والإدمان المستمر عليه.

ويلعب إعلام الطفل المستورد دورا خطيرا في تنشئة الطفل التنشئة الاجتماعية والثقافية المنحرفة، فكثير من أفلام الكرتون تحوي مشاهد مخلة بالحياء وهادمة للقيم الدينية السوية ومتعارضة مع الهوية الحضارية للطفل المسلم، تسعى الى إقناعه بأنها هي القيم الحقيقة السائدة في الواقع والانعكاس الأمين لما عليه المجتمع، وإعداد وترويض الطفل مبكرا للتعايش معها في كبره. ونحن نعلم ان كثيرا من هذه الأفلام موجه بالأساس الى أطفال العالم الثالث وأبناء المسلمين، وتتضمن دعوات مشبوهة ومبطنة الى الإلحاد والتبشير والدعاية للمجتمع الغربي وثقافته، ومن خلال تمجيد القوة والنمط الاستهلاكي في العيش والمنفعة الخاصة.

ـ مقترحات على طريق إعلام سليم :

في عصر الفضائيات والطرق السيّارة للمعلومات والتطور التكنلوجي المتسارع، لم يعد مبررا ترك أطفال المسلمين يواجهون مصيرهم الخاص، فلقد أصبح لازما إعداد استراتيجية عربية خاصة لإنتاج إعلام للطفل ينطلق من الأسس والمقومات الإسلامية، بما يحصن الأجيال الجديدة في عالم يمور بشتى المنتجات الفنية والإعلامية التي تهددها في وجودها وكيانها، ويوجد البديل المأمول، ويقطع دابر التبعية في هذا المجال الخطير والحيوي.

إن العولمة الإعلامية واتساع انتشار ثقافة الكلمة والصورة وغزوها كل البيوت تدعونا اليوم الى التفكير في دخول هذا التسابق الحضاري، ووضع إعلام بديل وتحديد برامج كفيلة بترجمة الأهداف الإسلامية الكبرى الى واقع، وصبغ ثقافة الطفل بصبغتها. ومن هذه الأهداف:

1ـ تشكيل الوجدان المسلم تشكيلا إسلاميا من خلال القصص المؤثرة التي تعرض للبطولات والنماذج الفريدة في تاريخنا.

2ـ صبغ الفكر بالمنهج الإسلامي، وتخليصه من الوثنيات والخرافات والشوائب المنافية لها.

3ـ طبع السلوك بالطابع الإسلامي في جميع المواقف الحياتية للطفل.

4ـ ترسيخ حب العلم باعتباره فريضة إسلامية.

5ـ تحديد مفهوم السعادة تحديدا إسلاميا شاملا، يقف في وجه المفهوم الغربي للسعادة التي جعلها في الثراء والجاه والقوة والسيطرة والأنانية والأثرة.

6ـ تنمية ملك الخيال عند الطفل ، بشكل يجعله خيالا تربوياً بناءً بعيدا عن الشطط الذي تقدمه البرامج الغربية.

7ـ إيجاد التوازن النفسي في شخصية الطفل.

8ـ ترسيخ العقيدة الصحيحة.

9ـ فهم الحياة فهما إسلاميا سليما، حتى يصبح حلم الطفل هو إقامة المجتمع الإسلامي الرشيد.

10ـ بعث مشاعر الوحدة الإسلامية.

11ـ توضيح مفهوم الحب بمعناه الإيجابي.

12ـ إثراء الحصيلة اللغوية.

13ـ تنمية الإحساس بالجمال.

ولكن يبقى دور الأسرة على رأس الأدوار التي يمكنها توجيه الطفل المسلم توجيها سليما، والتوفيق بين القيم الإسلامية والقيم التي يمتصها الطفل من الإعلام المصور، على اعتبار ان الأسرة هي المحيط الأول الذي يفتح عليه الطفل عينيه، فيتلقى منه نماذج التصرف والسلوك والتوجيهات التي تقود خطواته الأولى. غير أن دور الأسرة لا يكون ناجحا بدون وجود استراتيجية مجتمعية شاملة لإعلام إسلامي قويم، يتكامل مع وظيفة الأسرة بشكل منسجم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.