المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



سحق الأنانية  
  
73   07:00 مساءً   التاريخ: 2024-11-04
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص229ــ230
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2018 1911
التاريخ: 26-11-2018 1736
التاريخ: 31-7-2020 1382
التاريخ: 10-4-2018 2766

الزوج السعيد هو الذي يخرج من دائرة ((الأنا)) إلى رحاب ((نحن)) ليكون سعيداً في حياته الزوجية.

إن على الزوج أن يفهم بأنه كزوج ليس وحيداً، بل هو يعيش واقع المشاركة الفعلية الحياتية، وهو وزوجته يشكلان أسرة لا فرد حتى يقوم بارضاء الأنا بمعزل عن الأخرين، وإذا أراد الزوج أن يعيش عقلية الأنا فخير له أن لا يتزوج.

وللأسف الشديد فإن بعض الأزواج وبدلاً من أن يخرجوا من دائرة ((الأنا)) إلى رحاب المشاركة مع الزوجة ولاحقاً مع الأسرة، هو يدخل زوجته أيضاً في إطار ((الأنا)) لتصبح زوجته جزءاً لا يتجزأ من أنانيته، وهذا قبيح في غاية القبح، ومعيب وفي غاية العيب.

إن المطلوب من الزوج أمرين إثنين في التعامل مع زوجته وفقاً لنبذ مقولة ((الأنا)).

الأول: أن يكون شريكاً لزوجته في الحد الأدنى، فيخرج من دائرة ((الأنا)) إلى دائرة المشاركة، فلا تكون رغباته التي يحب أن يلبيها لذاته نافية لرغبات زوجته فيلبي رغباته ورغبات زوجته، وهكذا.

الثاني: أن يكون مؤثراً زوجته على نفسه بالحد الأعلى، فيخرج من دائرة ((الأنا)) إلى دائرة ((الإيثار))، فيحرم نفسه من أجل زوجته وهكذا.

ولا ريب بأن الأنانية مذمومة في كل الحالات، فكيف إذا كانت في إطار الحياة الزوجية فهذا أبلغ في الذم سيما أن الزوج محب لزوجته ويفترض أنه يعيش معها عيشة راضية وعن قناعة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.