المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اكتشاف النيوميسين
23-2-2016
“Short” vowels KIT
2024-06-22
Michaelis-Menten Kinetics
6-9-2021
k-Chromatic Graph
29-3-2022
طول الأمل
29-9-2016
أنواع الألبسة المحرّم لبسها.
31-1-2023


شغب الاطفال  
  
2117   03:06 مساءً   التاريخ: 5/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص255ــ260
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

أحد المصاعب السلوكية التي يواجهها الوالدان والمربون في تربية الاطفال هو موضوع الشغب الذي يتجسد على هيئة الصخب المصحوب بالعنف. ويبدو ان الطفل يستشعر من جرائه اللذة والارتياح. والشغب نوع من الانفعال غير العقلاني الذي يجلب على الطفل والمحيطين به بعض الضرر والأذى.

اعتبره بعض علماء النفس ظاهرة تمهيدية يتعرض لها الانسان لغرض نضجه وتكامله والمساعدة على بقائه. أما البعض من امثال فرويد فيعتقد ان ظاهرة العدوانية والشغب تعتبر من مظاهر الموت لدى الفرد ومغروسة في فطرته.

وعندما يطرح الاسلام اسس الفطرة يشير الى وجود ميول شريرة لدى الانسان، ويرى ان الانسان مجبول على الشر ومطبوع عليه. فقد ورد عن الامام علي عليه السلام أنه قال: (الشر كان طبيعة كل احد(.

يعتبره بعض علماء التحليل النفسي نوعاً من رد الفعل التعويضي الذي يظهر بصورة حادة ويثير لدى الشخص شعوراً بالقدرة، فيما يعتبره آخرون رد فعل ناتج عن الانكسارات والاخفاقات التي يواجهها طوال فترة حياته. واخيراً فهو - اي الشغب - حالة نلاحظ بعض مظاهرها المزعجة لدى بعض الاطفال.

مظاهر الشغب

الطفل المشاغب يخلق الأذى لنفسه وللآخرين بطرق واساليب مختلفة وتكمن خطورة هذا العمل فى ما اذا اقترن بالعنف والقسوة. فالطفل المشاغب يضرب ويدمر، ويحطم ويهرب، واذا اتيحت له الفرصة يعض، ويجرح ويسيل الدماء، ويضرب الأبواب بعنف، ويصرخ، ويبكي، ويسب، ويخرب، ويخطف من يد الاطفال الأضعف أشياءهم، ويبدي الارتياح لبكائهم.

والشغب هذا قد تكون له صورة عضوية أحياناً؛ فيعمد الطفل المشاغب لالحاق اضرار بليغة بالآخرين مصحوبة بالعذاب والأذى، وبعد ايذاء الآخرين يشعر بالسعادة والهدوء والسكينة. ومن مظاهرها الأولية عند الطفل، الخصام، التمرغ في التراب، تخريب الاشياء المهمة، وقد يثير باعماله انفعال الوالدين والمربين فيدفعهم لمعاقبته ومن بعد العقوبة يركن للهدوء والسكينة.

حالة المشاغب

يتصف المشاغب بفقدان الاستقرار والسكينة، وكأن ناراً تضطرم في احشائه وهو حائر في كيفية اخمادها، واعماقه مستعرة لهباً يجعله في خصام مع الآخرين وكأنه بحاجة لانتهاج بعض التصرفات الطائشة الهوجاء.

ومما يتصف به أيضاً أنه يمارس ضد خصمه العنف والقسوة ويستشعر لذة فائقة مما يكابده من أمل وعذاب، فتعتريه بهجة لأنه أبكى شخصاً وأوجع قلبه وسلوكه مغاير للسلوك الاجتماعي ولكنه يتفاخر به. فهو مثلاً يضع قطعة الحلوى في يده ويناولها لطفل آخر وعندما يهم ذلك بأخذها يسحب يده فيبكيه.

وقد يندم أحياناً على فعلته ويدرك خطأ عمله ولكنه غارق في وضع وكأنه لايستطيع الكف عن ممارسته، ويتلفظ أيضاً بكلمات بذيئة ويؤكد على عدم تكرارها ثانية الا انه يعود الى نفس ذلك السلوك فى اليوم التالي.

سوء الفهم

وهنا تجدر لاشارة الى هذه النقطة أيضاً وهي ان ما يتصوره الابوان والمربون شغباً هو ليس شغباً في الواقع، بل أمر عادي لكن ضيق الوالدين وقلة تحملهما تدفعهما لاصدار مثل هذا الحكم بشأنه.

ان لكل طفل حالة من عدم الاستقرار تتناسب وسنه؛ فهو يركض ويقفز، وحب الاستطلاع يدفعه نحو لمس الاشياء، فيؤدي هذا الى اثارة حفيظة الأب والأم - اللذين يريدان منه الهدوء والسكينة وان يكون كالصنم - فيؤكدان على ان طفلهما مشاغب.

الشغب والنضج

وعلى هذا الاساس نود الاشارة الى أن الطفل يتعرض في ادوار حياته المختلفة - وبشكل طبيعي - لبعض انواع عدم الاستقرار، وتعتبر هذه الحالات ضرورية بالنسبة لحياته. واذا لم يكن من النوع الذي يتحرك ويلعب ويقفز ويعبث فهذا مما يثير التساؤلات عن حالته لئلا يكون مريضاً.

تظهر بعض الدراسات العلمية بأن بعض سلوك الطفل يتخذ طابع اللعب الذي يمهد الأرضية الخصبة للتطور والابداع لديه، ومما لا شك فيه انه بحاجة ماسة إليه. والمهم في هذا الصدد ان نقدم له في هذا اللعب الأسوة الصالحة التي لاتسبب لنا المتاعب.

يزداد الشغب لدى الاطفال في بعض الاعمار، فسن الرابعة مثلاً يبلغ فيها الشغب ذروته، ويتأزم سلوك الطفل، كما وتتكرر هذه الحالة في سن الحادية عشر ومطلع فترة المراهقة، اذ يحاول الطفل براز شخصيته عن هذا الطريق فيزداد تحركه ونشاطه البدني والفكري ويسعى لبلوغ حالة الاستقرار والسكينة من خلال الالعاب الخلاقة وبعض النشاطات المعينة، ومن المحتمل ان يجلب هذا على الوالدين والمربين بعض المتاعب.

الشغب والجنس

تتنامى روح الشغب والصراع لدى كل من الذكور والاناث وبشكل يتناسب مع نضجهم، الا ان نوعها واسلوب تطبيقها يتفاوت بتفاوت الانماط التربوية والثقافية. فكلا الجنسين سريع الاستثارة ويبذل جهوده ومساعيه في مختلف ميادين الحياة ويحاول كلاهما في سنوات معينة - وهي السنوات الحرجة في حياتهم - ضرب وايذاء واثارة الآخرين، الا ان تصرفاتهم تتفاوت بتفاوت الاوضاع والظروف.

فالذكور قد يعبرون عن شغبهم بالضرب والكلام البذي، أما الانثى فتقوم بسحب جدائل الفتيات الاخريات وايذائهن. والذكور قد يتجسد شغبهم حتى في استعمال الادوات الجارحة، بينما الاناث يستعملن الاظافر لالحاق الأذى بالاخريات. وبشكل عام يمكن القول ان نسبة الشغب لدى الفتيان اكثر وروح التمرد عندهم اشد وأقوى. وهذا الاختلاف نابع من التأثيرات الثقافية في المجتمع، ويعتقد بعض محللي السلوك النفسي بوجود دوافع عضوية وبيئية لهذه الظاهرة.  

دلالات الشغب

اذا تجاوزت ظاهرة الشغب والايذاء حدها الطبيعي المتعارف او تحولت الى سلوك غير عادي لدى الطفل ينبغي القول حينذاك انها تنم عن وجود اسباب دفينة، وتشير الى قلق عميق كامن في اعماق النفس.

فالشغب يدل على وجود صراع داخلي يكشف عن عجز الشخص عن مجابهة الامور، والانسجام مع الظروف القائمة. وهو يعكس طبعاً حالة من الانفعالات الشديدة التي لايسعه اخمادها. أو أنه قد مر في فترة طفولته بمراحل صعبة ومواقف مريرة تركت في نفسه عقداً مستعصية لا يزال غير قادر على حلها. وهو لذلك يتشبث بكل وسيلة لتوفير مستلزمات الهدوء والسكينة لنفسه، ويمارس مختلف الاساليب العدوانية الحاقدة على امل الحصول على السكينة والاستقرار.

جذور ظاهرة الشغب

ظاهرة الشغب هذه لها جذور متأصلة في اعماق وناتجة من انانيته وحبه الشديد لذاته. ويرى المحللون النفسيون بأن الطفل المؤذي يمكن تصنيفه ضمن قائمة الاطفال الذين تلقوا الأذى الا انه قد يخطأ في محاولة التعويض هذه فيلحق الأذى بالآخرين من غير وجود اساب صحيحة.

يتميز مثل هذ الشخص بالمحبة الفائقة لذاته الى حد عدم القبول بأي أذى يصيبها ولهذا فهو ما ان يشعر بنزول الأذى حتى يسارع للانتقام. وهذا يكشف عن ضعف روح التسامح والتضحية لديه، وعلى العكس من ذلك يظهر قوة الانانية والغرور.

وقد ينطلق الشغب من عيب او نقص نفسي تارة او من العادات السيئة تارة أخرى. ويحتمل أيضاً صدور الشغب من شخص مع عدم اقتناعه بصحة فعله. ويلجأ مثل هذا الشخص عادة الى العثور على فريسة ضعيفة لممارسة العنف ضدها فينهال على الطفل الأضعف بالضرب والأذى، واذا لم يعثر على طفل ضعيف يضطر لافراغ حقده على الحيوانات. وإذا ما وقع في يده طيرٌ نتف ريشه، واذا شاهد قطة يمسك بذيلها وما الى ذلك




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.