المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



حدود الدور الثقافي  
  
2258   01:40 مساءً   التاريخ: 11-2-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص89ـ91
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يعتبر الاب معلما لولده ومرشداً له، يقدم له المعلومات قبل ان يدخل المدرسة. واذا اصبح تلميذاً فانه سيعوضه عن النقص في هذا المجال، فالإسلام يؤكد كثيرا على دور الاب في توعية ولده، وما المدرسة والمعلم الا وكلاء عن الاب في تحقيق هذه الوظيفة والقيام بمهمة التعليم ونقل المعرفة، ويمكن تحديد الوظائف الاساسية للاب بالنقاط التالية :

1ـ التعريف بالحياة الدنيا: ان العالم الذي يحيط بالطفل مليء بالغرائب والعجائب التي يرغب الطفل كثيراً في التعرف عليها بسبب امتلاكه لغريزة حب الاستطلاع والتطلع واكتشاف طرق الاستفادة منها. ولا يخفى على الاباء والامهات تلك الاسئلة العديدة التي يطرحها الطفل بشأن العالم المحيط به ورغبته في معرفة كل شيء عن الحياة.

فحري بالأب أن يماشي طفله خطوة خطوة ويتحدث معه ويرشده ويوجهه ويعرفه بهذا العالم. وانه مسؤول عن تفسير ظواهر العالم المختلفة لولوده وارشاده إلى طريقة الاستفادة منها.

يطرح الطفل في مرحلة متقدمة عادة اسئلة اخرى حول الحياة الدنيا وكيف ظهرت للوجود؟ وإلى اين ستنتهي؟ وما هو معنى الموت والفناء وغير ذلك.

2ـ التعريف بفلسفة الحياة: يعتبر الاب مقصرا في عمله ومسؤوليته فيما لو صرف جهده وتفكيره في مجال توفير الحاجات المادية للطفل فقط فالولد يرى في والده الكمال من خلال المعلومات التي يملكها والتصور الذي يحمله عن الحياة .

ومن مسؤوليات الاب المهمة مساعدته لولده باختيار طريقه في الحياة وليكتشف بنفسه علل تصرفاته واعماله المختلفة كي يدرك فلسفة حياته ولماذا سيموت وماذا عليه ان يعمل.؟ وما هي المشاكل؟ وكيف يتصرف ازاءها.

3ـ التعريف بالأدب والآداب: وتشمل الآداب، الشعر والنثر والامثال حيث تساهم هذه الامور في البناء الاخلاقي للأمم، وتسوق الانسان نحو اهداف محددة. ومن هنا تبرز الاهمية الكبرى للدروس والمواضيع الادبية.

ويتحدد دور الاب في انتخاب افضل المواضيع الادبية لولده خاصة تلك التي تنسجم مع فطرته وترشده نحو طريق الخير والسعادة. فما اكثر اللذين تأثروا سلبا او ايجابا بالدروس الادبية والامثال والحكم فانعكس ذلك على تعاملهم وخلقهم، ويعود السبب في الاغلب إلى غفلة الاسرة او اهتمامها وحذرها.

4ـ التعريف بالعادات والتقاليد: حيث يمكننا القول إن العادات والتقاليد تساهم في بناء فكر الانسان وعقله.

وسيواجه الطفل هذه الامور منذ اللحظة التي يدخل فيها معترك الحياة الجماعية. فينبغي على الاب ان يرشد ولده نحو العادات والتقاليد الجيدة والنافعة التي يمكنها ان تبني الانسان بناء جيداً لا ان تضله وتخدعه.

فالعادات والتقاليد لابد ان تكون دروساً بناءة للطفل فيلتزم بها ويكتشف دربه في الحياة.

5ـ التعريف بالفن : إن الاباء مضطرون ـ وهم يؤدون وظيفتهم التربوية ـ إلى تعريف اولادهم ببعض البرامج التي تساهم في تلطيف روح الطفل وتؤثر على افكاره لما لها من معان سامية ورائعة.

وسوف يستفيد الطفل من الفن كثيراً بشرط ان ينمي لديه قابلية التطور والاندفاع نحو الخير.

وينبغي للاب ان يعلم ولده الفن الملتزم وان يحافظ على ذوقه الفني حيّاً عنده حتى يكن الطفل على بصيرة من امره، ويتعلم كيف يواجه الاحداث المختلفة ويستثمر اوقات فراغه ايجابياً.

6ـ التعريف بالقيم : ان لجميع المجتمعات قيما بناءة واخرى هدامة تؤثر على حياة الانسان وتدفعه إما نحو الصلاح و الفضيلة واما نحو الفساد والرذيلة.

وتمثل الاسرة النواة الاولى للقيم الانسانية التي توجه الطفل وترشده نحو طريق الخير والصلاح او نحو طريق الشقاء والانحطاط.

وتبرز مسؤولية الاب في نقل هذه  القيم وترسيخها لدى الطفل، اذ يستطيع ان يوفر له حياة معنوية جيدة فيما لو نقل القيم النبيلة.

7ـ التعريف بالحضارة والمدنية : ثمة مواضيع عديدة تدخل تحت مظلة التمدن فيكون الانسان مضطراً للالتزام بها.

ومن وظائف الاب تعريف ولده بالأبعاد المختلفة للتمدن البشري ـ خاصة الحضارة الاسلامية ـ والتراث الثقافي لذلك المجتمع.

يجب على الاب ان يمارس مهمته بشكل يمكنه ان يمنع ولده من الانبهار بالمدنيات الاخرى خاصة في مرحلة النشوء والشباب.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.