المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Calculating The Degree of Unsaturation (DoU)
11-7-2019
حركية الانسياق drift mobility
23-9-2018
Spherical Bessel Differential Equation
5-7-2018
مـفهوم الهيكـل التنظيمـي وتـطـوره
1/11/2022
حصاد البن
20-12-2019
توضيح مفردات حديث قاعدة « لا ضرر ولا ضرار » (معنى الضرر والضرار والفرق بينهما )
12-7-2022


آثار التربية الصحيحة  
  
165   02:37 صباحاً   التاريخ: 2024-10-29
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص381ــ382
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2018 2290
التاريخ: 17-6-2016 2197
التاريخ: 2023-04-09 1274
التاريخ: 17-6-2016 1711

تربية الأولاد مسؤولية شرعية واجتماعية أُخذت على عاتق الوالدين وآثارها كثيرة:

1- منها ما يعود على نفس الوالدين، والأثر العائد عليهما:

أ - إما أثراً دنيوياً والذي يتمثل ببر الأولاد لوالديهما وعطفهم عليهما وحسن معاشرتهم لهما، خاصة عند تقدمهما في السن وحاجتهما الى أولادهما.

ب - وإما أثراً برزخياً وأُخروياً فإن عمل الإنسان ينقطع عند موته وانتقاله الى عالم البرزخ والقبر إلا من ثلاثة أمور كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنة هدى سنها فهي يعمل بها بعد موته، وولد صالح يستغفر له(1).

وفي عالم الآخرة يرى الثواب المترتب على تربية وتهذيب أولاده، فعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يُغفر لكم(2).

2- ومن آثار التربية ما يعود على نفس الشخص واستقامته وتعلقه بدينه وعقيدته وإسلامه وطهارة قلبه، ويظهر على هندامه بالنظافة والأناقة والترتيب، فالشخص المهذب هو الشخص الناجح في سلوكه وهو صاحب التصرفات واللياقات المتزنة وصاحب الشخصية القوية، والعقل الفطن والذي يعرف ماذا يريد وأين يذهب، وهو الذي يعتمد عليه في المهمات، وتوكل إليه الأمور الصعبة، ويستطيع في المستقبل أن يؤسس أسرة جديدة يعتني بها كما اعتنى به أهله، هذا مضافاً الى ضمان آخرته عند الله تعالى لالتزامه بالتربية والدين وبأخلاق نبيه (صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين (عليهم السلام).

3ـ ومن آثار التربية ما يعود على العائلة ونجاحها وتكاتفها وتآزرها، فيحب الأخ أخاه ويدافع عن أخته ويعطف عليها ويشعر بالمسؤولية تجاههما، فيفكر بعائلته كما يفكر بنفسه بل أكثر، وهذا كله بسبب التربية الصالحة التي يتلقاها الولد منذ الصغر بل مذ كان في رحم أُمه كما يأتي قريباً.

4ـ ومن آثار التربية ما يعود على المجتمع المحيط بالشخص، وبالدرجة الأولى الجيران هم أول من يستفيد من تربية هذا الطفل، سواء في حسن تعامله معهم ومساعدته لهم أم في رفع الأذية عنهم، أو في عدم إفساد أولادهم.

نعم إن آثار التربية الصالحة تعمّ المجتمع لأنّ نجاح المجتمع مرهون بنجاح أفراده ورقيهم الى مستوى المسؤولية، وهو مشروط بتربية الأفراد وحسن تأديبهم وبتعلمهم ثقافياً وأكاديمياً ضمن الأهداف الصالحة.

___________________________

(1) أمالي الصدوق: 22.

(2) مكارم الأخلاق: 207، الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم، في فضل الأولاد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.