المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

النقل قبل القرن العشرين
17-7-2021
المعتمد على الله
4-2-2018
النِعَمُ جميعُها مواهب
7-4-2016
صحة التكليف وعدمه إذا كان الفعل المكلّف به مشروطا بشرط
3-8-2016
مزايا الصحافة الالكترونية - 2- التفاعل والمشاركة
7-6-2020
العناية بالنباتات المنزلية
14-2-2016


نظام التحصيل الدراسي  
  
2746   11:02 صباحاً   التاريخ: 12-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص198ـ200
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تتباين الانظمة التربوية في العالم تبعاً للثقافة والمياه والهواء والمناطق الجغرافية وحتى العسكرية والاقتصادية، هذا مع الإقرار ان لكل نظام نقاطاً إيجابية وأخرى سلبية إلا ان يكون من قبل الله (جلّ وعلا) ومبلغاً بواسطة الأنبياء (عليهم السلام). من الطبيعي ان العيوب الموجودة في الانظمة الموضوعة من قبل البشرية ستترك آثارها غير المحبذة في الأشخاص.

وعلى هذا يمكن القول بأن بعض التمرد الملحوظ لدى الأطفال متعلق بالنظام الذي تربّوا على أسسه وقواعده وأن الرؤية التي وضعها اصحاب النظرة الضيقة لم تستطع تلقين الأطفال القضايا الأساسية للحياة واسلوبها، إنه نظام لم يعلّم الطفل كيف يتعامل مع الآخرين وبأي ضوابط يتعامل مع الظواهر والاحداث المحيطة به.

إن التربية الناقصة والمعلم القاسي مع الأطفال واسلوب التدريس الخاطئ ومقررات الانضباط الظالمة والنفاق والقدوة غير السليمة والقرارات المتناقضة... كلها تؤثر في الطفل...

ـ انتقاء المدرسة :

...إن التربية الإسلامية تعنى جداً بموضوع انتقاء المدرسة للأولاد، فالإسلام اراد من الوالدين وضع أولادهما في مكان يتسم بالصلاح وبأيد امينة وهو حق للأطفال.

على الوالدين ان يعرفا في اية مدرسة وبأيدي من يضعون أولادهم. من هم المعلمون والمدير وخادم المدرسة. إن الحكومة مكلفة ببناء مدارس جيدة لأبناء المجتمع وإعداد معلمين على مستوى جيد ومن الطبيعي ان تقصير الحكومة في هذا الباب لا يعني سقوط التكليف عن عاتق الوالدين.

ـ وظيفة المدرسة :

ينبغي للوالدين وضع أولادهما في مدرسة تصون الى جانب تعليم القضايا الأساسية، الأطفال من اخطار تعلمهم الخصال السيئة، وتهديهم الى الطريق المنجي.

عليهم ان يختاروا لأطفالهم مدرسة يسودها الانضباط والعدالة وتتوفر فيها الحرية المشروطة والمفيدة وتعلمهم الاصول والضوابط العامة في الحياة وكذلك نوعية الارتباط بينهم وبين الناس حتى يعرف الطفل كيف يتعامل مع الوالد والوالدة والأصدقاء والاصحاب وماذا عليه ان يفعل ليعيش حياة شريفة مليئة بالوئام.

إن المدرسة عليها تبيين مفاهيم و مصاديق الجيد والسيء وكذلك الجميل والقبيح والصحة والسقم، وتعلم الأطفال اي الافعال صحيحة وأي الافعال خاطئة. ما هو طريق الكمال؟ وما هي الضوابط التي ينبغي إتباعها في مجال الإنسانية والحفاظ على الصداقة ومحاربة العدو، هذا بالإضافة الى القضايا التي تندرج في عناوين علمية واجتماعية ثقافية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.