المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

Alexander Markowich Ostrowski
10-7-2017
احوال العراق بالعهد الساساني
17-10-2016
المشاورة في كيفية الدفاع
مضمون دعوة النبي هود ومنهجها الى قوم عاد
12-6-2021
الاستغلال الاقتصادي للمراوح الفيضية
27-8-2019
تقييد حق المساهم في الربح بمصلحة الشركة
1-10-2018


لابدّ من وجود التوازن والتعادل بين البرامج التربوية والتعليمية  
  
2315   05:53 مساءً   التاريخ: 8-6-2017
المؤلف : سيد احمد زرهاني
الكتاب أو المصدر : الدور التربوي للبيت والمدرسة
الجزء والصفحة : ص87-88
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2017 2150
التاريخ: 18-4-2016 5361
التاريخ: 18-4-2016 2556
التاريخ: 16-2-2022 2322

إنّ المدرسة المتكاملة والمتقدّمة تتقيّد بالتخطيط وإيجاد التعادل والتوازن في الحركات التعليمية والتربوية كما أن المعلم يجب أن يكون ليّناً ومنعطفاً وأن لا يكتفي بالتدريس الصرف حيث انّه أحياناً يستطيع مع بيان جملات لطيفة إيجاد الابتسامة على وجوه الطلبة وإيجاد جو من المرح , وأحياناً يحثّهم على التفكير والتأمّل في المواضيع الاجتماعية او أنّه يحول إدارة الصف بمهارة ودقّة إلى الطلبة ليشاركونه في قيادة الصف , والمدرسة أيضاً يجب أن تكون فيها برامج متنوعة وأن لا تكتفي فقط بالتدريس والتعليم والبرامج الغير منطقية واليابسة , ولا بدّ أخيراً من وجود التوازن والتعادل في المدرسة حيث اننا لا نضحي بالتعليم من أجل البرامج الإضافية ولا نضحي بالأمور التربوية من أجل البرامج التعليمية الجافة .

يجب أن يكون كلّ أمر في مكانه وأن يبذل الاهتمام بكل أمر على قدر قيمته وأهميته , فبعض المدارس تعتقد ان البرامج الصباحية زائدة وغير مفيدة ويجب الاستغناء عنها , فيما ترى مدارس اُخرى ان البرامج الصباحية ضرورية ولا بدّ منها ويفرطون في ذلك بحيث يجعلونها مملة ومتعبة , ويصرّون على هذه البرامج حتى في أيّام الشتاء الباردة ويوقفون الطلبة مدّة طويلة في الهواء البارد ليستمعوا إلى كلمات مكررة مملة .

في الواقع برامج الصباح مفيدة ولكن بدون افراط وتفريط , بل لا بدّ من رعاية الاعتدال في ذلك , إذا كانت بداية دراسة الطلبة في المدرسة مع مناجاة قصيرة ومختصرة ورياضة خفيفة والترحيب بهم أن يبدأ الطلبة يومهم الدراسي مع نشاط واستعداد كافي لسماع الدرس , أما إذا بدأوا اليوم مع برامج غير مفيدة ومتعبة , تبعث في إيجاد الكسل والسأم وإتلاف الوقت والطاقة للطلبة .

لابدّ أن تكون البرامج الفنيّة في المدرسة برامج مفيدة تحتوي على جنبه علمية واُخرى تربوية , ولا بدّ من السفرات والرحلات الجماعية والرياضية , وكذلك لا بدّ من البرامج العبادية والسياسية لتزيد من ايمان الطلبة ومن وعيهم السياسي , ولا بدّ أن تكون تلك البرامج  متناسقة ومكملة بعضها للبعض الآخر حتى يتمكن الطالب من الدراسة والمشاركة في البرامج المتنوعة الاُخرى , فالمدارس الجيّدة تضع كلّ شيء في مكانه وكل أمر في موضعه الخاص وتبذل الجهود الحثيثة والاهتمام المتواصل بكل موضوع على قدر ما تحتاجه , ولا تهتم بأمر وتغفل اُمور مهمة اُخرى .

روضة الازهار تكون جميلة وممتعة عندما تزيّن بأنواع الورود والازهار الجميلة , وكذلك المدرسة لا تكون ممتعة ما لم تستفيد من جميع البرامج في عملية التطور والتقدم الذي ينشده المجتمع .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.