المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

ما يصح به التيمم
12-12-2016
الحديث الصحيح عند الخاصّة والعامّة.
2024-11-23
حروب (مرنبتاح) مع (لوبيا) عمود القاهرة.
2024-09-05
العوامل المؤثرة على نمو حيوانات اللحم
12-1-2018
يوم مبياض
9-11-2016
اصص (سنادين) زراعة وعرض النباتات
24-10-2017


التنمر شيء خطير  
  
2249   12:54 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص182-183
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

إنني أعرف طفلا اسمه (نيد) يكره اسمه لأنه يتماشى مع العديد من الاشياء السيئة والتي لم تفت بالطبع على رفاقه في الفصل (1). قد يظن البعض ان هذا شيء مضحك، لكن (نيد) ليس واحدا من هؤلاء بالطبع.

من السهل على الاباء ان يتعاملوا مع مثل هذه المواقف؛ حيث يخبر احدهم منهم ابنه قائلا : (ان العصى والحجارة قد تكسر عظامك، اما الكلمات فلا يمكن ان تؤذيك). لكن الاباء المتبعين لقواعد التربية السليمة يتصرفون بصورة افضل من هذه. بالطبع، فان التعرض لبعض كلمات السخرية افضل بمراحل من ان يتعرض ابنك للضرب من اجل الاستيلاء على اموال الغذاء الخاص به (وهو مستوى العدوان الذي سنناقشه في القاعدة التالية). لكن ليست كل الاساءات اللفظية هي مجرد كلمات سخرية بسيطة ؛ فهي قد تؤلم وتؤذي الطفل بحق.

المهم في الامر هو شعور طفلك نحو المشكلة؛ فلا يهم اذا كان هناك طفل واحد فقط يسيء الى طفلك بالكلمات ام ان الفصل كله يفعل هذا. لا يهم اذا ما كان طفل واحد هو الذي اعتدى بالضرب على طفلك بالأمس فقط ام ان مجموعة من الاطفال تضربه بصورة معتادة. لا يهم اذا ما قررت ان تطلق على الامر اسا اغاظة او سخرية او تنمر. الشيء الوحيد المهم في الامر هو حكم طفلك على مدى حدة وخطورة المشكلة بمعرفة ما يشعر به حيال تلك المشكلة.

واذا وجدت ان طفلك حزين لتعرضه للإيذاء، فلا بد ان تفعل شيئا، بل انك سترغب وقتها في فعل شيء بالطبع، لذا افعله. وحسب ظروف الموقف، قد يجدر بك التحدث مع طفلك بخصوص الكيفية التي يتعامل هو بها مع الموقف (انظر القاعدة 65) أو ربما تتحدث مع المدرسة، او ربما تتعامل مع الامر بحيلة ذكية (تغيير اسم ابنك (نيد) قد يكون شيئا متطرفا بالطبع). يجب ان يرى طفلك انه بما ان هذا الشيء مهم له؛ فهو بالتالي مهم لك.

يجب عليَّ تحذيرك هنا من الذهاب ومواجهة والد الطفل الاخر بصورة مباشرة. فاذا اخبرك احد بان طفلك هو الذي يتعدى ويتنمر على الاطفال الاخرين، فسوف تهب للدفاع عنه، على الاقل في العلانية، حتى لو قلت العكس بينك وبينه. معظم المواجهات بين الاباء في مثل تلك المواقف تنتهي بمشاعر متزايدة من الغضب وتمسك كل واحد برأيه. لذا لا تحاول ذلك الا اذا كنت واثقا من ان هذا من شانه تحسين الموقف.

يجب ان يرى طفلك انه بما ان هذا الشيء مهم له ؛ فهو بالتالي مهم لك.

_____________

1ـ بالطبع كان هؤلاء الاطفال سوف يتنمرون عليه لو كان اسمه (جو) أو (هاري) أو (توم) رغم انه من العسير عليهم ان يفعلوا هذا لو كان اسمه (ارزموس) أو (كواوهتلي).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.