مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة |
33
01:48 صباحاً
التاريخ: 2024-11-24
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-11
661
التاريخ: 2024-07-15
627
التاريخ: 2024-08-23
280
التاريخ: 2024-02-09
939
|
وصف «لبسيوس» قبر هذا الموظف في أثناء البعثة التي قام بها في مصر لتدوين الآثار المصرية والنوبية. غير أن هذا القبر بقي مطمورًا إلى أن كشف عنه في حفائر دير المدينة ثانية، وقد وجدت زخرفة القبر كلها مسودة بفعل النار، إلا أنه وجدت فيه مناظر غريبة لا تتفق مع الملخص الذي تركه لنا «لبسيوس»، وقد وجد متن كالشريط دائر حول المقبرة، ويمكن قراءة جزء كبير منه وفيه اسم «أنحور خغوي» ولقبه، فأصبح من المؤكد أن المقبرة له. وقد فحص ترتيب المقبرة ووجد أنه يتفق مع التخطيط الذي وضعه «لبسيوس»، غير أن القبر لا يزال يحتاج إلى تنظيف، وعلى أية حال فإن المزار الذي وصفه «لبسيوس» قد عثر عليه ثانية وكذلك حجرة الدفن والضريح، وهاك وصف المزار كما جاء في «لبسيوس» لما لهذه المقبرة من الأهمية من الوجهتين الدينية والاجتماعية معًا كما سنبين ذلك بعد.
القاعة: يشاهد على يمين الداخل المتوفى بشعر متموج مرتديًا جلد فهد مقدمًا البخور لملوك الأسرة الثامنة عشرة، أو لبيت الملك «أمنحتب الأول» في صفين، ولكن ترتيب الصف الثاني بقي لغزًا.
شكل 1
شكل 2 الرسام «حوي «.
والظاهر أن هؤلاء الملوك الذين رسموا هنا كانوا مؤلهين عند الشعب المصري في تلك الفترة، وقد مثلوا في مقبرة «أنحور خعوي» في صفين بالترتيب التالي:
(1) «أمنحتب الأول». (2) «نب بحتي رع» (أحمس الأول). (3) الملكة «أعح حتب». (4) الملكة «مريت آمون». (5) الملكة «سات آمون». (6) الملك «سا آمون». (7) الملك «سات كامس». (8) الملكة «حنت محيت». (9) الملكة «تاو سرت». (10) الملكة «أحمس». (11) الطفل «أوزير سابا إير «.
وفي الصف الثاني (1) الملكة «أحمس نفرتاري» وطغراؤها مهشمة، ولكن يمكن التعرف عليها بلونها الأسود. (2) الملك «بحتي من رع». (3) الملك «نب خرو رع». (4) الملك «أمنحتب». (5) الملك «سقنن رع». (6) الأمير «وازمس». (7) الملك «حقا ماعت رع ستبن» (رعمسيس الرابع). (8) ملك مهشم اسمه … (9) الملك «عاخبر وكارع»، وخلفهم الكاتب الرسام «حوي» يخط على لوحة بقلمه، وقد مثل راكعًا وجالسًا على منصة بصورة تلفت النظر (انظر الشكل 1 و2). والواقع أن صورة هذا الرسام تكاد تكون منقطعة النظير في كل الآثار المصرية، إذ إنها خارجة عن حد المألوف، فقد صور بشعر طويل مسدل على ظهره وصدغيه، ومشط قدمه ظاهر تمامًا بصورة واضحة، يضاف إلى ذلك أن لون جلده لم يكن عاديًّا، إذ صور باللونين الأحمر والأصفر، هذا إلى أن الإنسان إذا قرن بين هذه الصورة الراكعة والصور الأخرى الراكعة المعتادة في الفن المصري وجد الهوة سحيقة بينهما. وقد قرن الأستاذ «شيفر» هذه الصورة بصورة أخرى مماثلة لها مرسومة على قطعة من الحجر الجيري، عثر عليها بجوار هذا القبر وهي الآن «بمُتحف برلين» (انظر الشكل 2) وقد قال عنها: إنها ليست رسمًا تخطيطيًّا للصورة الأصلية، وليست كذلك منقولة عن الصورة الأصلية. والواقع أن المثالين العظام الذين كانوا تحت إشراف الرسام عادة هم الذين كانوا يرسمون الصور على الجدران في المقابر أو المعابد التي في جبانة طيبة، وهي التي كانوا يشتغلون فيها لأغراضهم الفنية على قطع من الحجر الجيري، ولكن هذه الصور كانت ترسم رسمًا تخطيطيًّا مما دعا الأستاذ «شيفر» إلى الظن بأنها صورة من الذاكرة، وأنها بعيدة عن الأصل. ولكن ثمة حل آخر وهو أن الرسام قد رسم تصميمه وهو بعيد عنه، ولما لم يكن في هذه الحالة مقيدًا بقواعد فمن الجائز أنه قد غير فيه على حسب ذوقه. وعلى أية حال سواء أكان التفسير الأول أو الثاني هو المقبول، فإن الفصل في ذلك متوقف بطبيعته على الصورة والأصل، وهل الأصل فريد في بابه كما هي الحال في مقابر الملوك حيث نجد الأصل أمامنا، ومنه نقلت صور في مقابر متعددة للملوك؟
والواقع أننا نجد أن التخطيط مغاير بعض الشيء للصورة الأصلية على حسب ذوق الرسام، ومن هذا القبيل التخطيط الذي عثر عليه من عهد الرعامسة للرسام «حوي» بالقرب من الدير البحري، وهو الذي وضع بجوار الصورة الأصلية (انظر الشكل 1، 2).
وهذه الصورة موجودة في القبر الذي نحن بصدده الآن وهو قبر «أنحور خعوي»، الذي عاش في عهد «رعمسيس الرابع» كما ذكرنا، وهي صورة المثال الذي رسم كل صورة من صور هذا القبر، ومن التوقيع الذي تركه لنا نعلم أن التخطيط الذي وجد على قطعة «الإستراكون» — التي عثر عليها بجوار هذا القبر — يمثله أيضًا لأنه باسمه، والفرق بين الصورتين هو أنه في الصورة الأصلية التي على جدار المقبرة نجد أن الرسام رسم على لوحة في حين أنه في الصورة التي على «الإستراكون» يشاهد وهو يغمس قلمه في محبرة، ويكتب أو يرسم على ورقة في حجره، ويلاحظ كذلك أن المنضدة لا توجد في النسخة التي يجلس عليها «حوي»، كما نلاحظ بعض تغير عن الأصل في جلسته وكذلك في الثوب ذي الثنايا التي لا توجد في الثوب الأصلي وكذلك في وصف الشعر، هذا ويلاحظ فرق في تصوير القدم في كلتا الصورتين. والواقع أن الفرق عظيم بين الأصل والتقليد، حتى إن المرء لا يشك بحق في أن الصورتين لا تمثلان شخصًا واحدًا بعينه لولا أن توحيدهما قد أكد كتابة، فقد جاء على النسخة المصورة على قطعة الحجر الجيري: «الأمير الوراثي وكاتب الملك «حوي».» وكذلك تحمل هذا الاسم الصورة التي مثلت في قبر «أنحور خعوي»، وبهذا يكون ما اقترحه «لبسيوش» في تكملة الحرف الممحو حق. والواقع أن كلمة «ربعتي» كانت تطلق غالبًا في هذا العهد على ولي العهد، غير أنه كان يستعمل كذلك لقب شرف؛ وهذه هي الحالة هنا لأن «حوي» كان على ما يظهر يحتل مكانة علية، ولا يبعد أنه كان قد حظي بهذا اللقب، إذ كان يرسم للفرعون القطع الفنية الفريدة.
والرسام «حوي» قد عاصر كلًّا من «رعمسيس الثالث» و«رعمسيس الرابع» في «طيبة»، حيث كان يقوم بأعمال الرسم والتصوير في جبانة «طيبة» وغيرها، وبخاصة المقبرة العظيمة التي نحن بصددها الآن. على أن قيمة هذا المفتن لا يمكن تقديرها من رسوم هذه المقبرة، بل صورته التي رسمها لنفسه وهي كما قلنا نسيج وَحْدِها. ومن كيفية تصوير شعره المرسل طبعيًّا، ومن إظهار أخمص القدم في الرسم نعلم أن هذه النزعة ترجع إلى عهد بداية الدولة الحديثة، حيث كانت محاكاة الطبيعة تلعب دورًا هامًّا، وهذا الأسلوب الحر الذي مكن رسام إستراكون «برلين»، وجعله يشتط عن الأصل في بعض النقط لم يجعله يحيد عن التمسك بإظهار الأجزاء البارزة في الصورة وهي الشعر الطبعي المرسل والقدم بصورتهما الأصلية، سواء أكانت صورة منقولة عن الأصل أم كانت قد رسمت من المخيلة، وعلى كل حال فإنه يلاحظ في الصورتين أن الوضع قد تغير، ولكن الجوهر قد بقي محفوظًا فيهما مما يدل على أنهما من يد مفتن واحد ولمفتن واحد بعينه.
نعود بعد هذا إلى إتمام وصف المقبرة فنقول: إن آخر ملك يدعى «تحتمس الرابع (1) «ورابع أمير في هذه القائمة اسمه لا يمكن التحقق منه.
وعلى الجدار الخلفي كانت توجد صورة للإله «أوزير». وعلى الجدار الأيسر مُثل المتوفى واقفًا ومعه أخته، وقد نقش فوقهما: «التعبد لك يا رب الأبدية، يا «أوزير» يا حاكم الخلود لروح «أوزير» مقدم العمال في مكان الصدق «أنحور خعوي» المرحوم أبديًّا، وأخته ربة البيت مغنية «آمون رع» ملك الآلهة، «وعبت» المبرأة، وابنه ومحبوبه الخادم في بيت مكان الصدق «قننور» المبرأ، وابنه «حورامس»، وابنه «أنحور خعوي»، وابنه «باثري« «.
وعلى الجهة اليسرى يشاهد المتوفى وزوجه يتسلمان القربان من أولادهما، وتحتوي على أزهار ومرآة وأدوات أخرى، وقد كتب فوق الرجل وزوجه ما يأتي: ««أوزير» مقدم العمال في مكان الصدق، ومدير الأعمال في «الأفقين بيت الأبدية» وصانع تماثيل الآلهة كلها في بيوت الذهب «أنحور خعوي» المبرأ، وأخته ربة البيت، ومغنية آمون «وعبت» المبرأة وأمامهما ذكرت أسماء أبنائهما وبناتهما، وهي ابنه محبوبه خادم مكان الصدق «قنن حور» المبرأ أبديًّا، وابنه خادم مكان الصدق «حورامس» المبرأ، وأخته «شري رع»، وابنته «توي» (؟) وابنته «تاوحمت»، وابنته «نفرتاري محب» المبرأة، وابنته «مرسجرت» وأخته … محبوبته … وأخته «نفرتاري» المبرأة وابنته محبوبته «نبومحب» المبرأة، وابنته محبوبته «تابدت إن» المبرأة«.
وعلى اليسار من ذلك يجلس المتوفى وزوجه في محراب وأمامهما روحان في صورة طائرين، وعلى اليسار متن مؤلف من أحد عشر سطرًا عمودية تبتدئ هكذا: «قربان يقدمه الملك «لرع» و«أنحور» و«تحوت» و«ماعت» و«وننفر» رب الغفران، وللثلاثين بحارًا أتباع «حور» و«لحور» لأجل القربان، وللإله «حقاوت رجو» و«سيا» ليجعلوني أدخل إلى ساحة الثلاثين، وأصير إلهًا بين الثلاثين بحارًا، وأصير بالقرب من «محن» (الثعبان العظيم الذي يكون مع إله الشمس في سياحته في عالم الآخرة«.
وبعد ذلك نشاهد المتوفى يجلس إلى مائدة قربان وأمامه نقش ذكر فيه اسمه واسم زوجته وابنه «حورامس»، ثم يتلو ذلك من جهة اليسار: المتوفى جالسًا وأمامه نقش آخر بعضه مهشم ذكر فيه بعض أولاده وألقابهم. وممن لم يرد ذكرهم قبل ذلك: ابنه خادم مكان الصدق «حونرا» المبرأ.
وفي الصف الأسفل من هذا يظهر أولًا من جهة اليسار من كومة قمح المتوفى وزوجه صورة طفل من نبات القمح الذي أخرج شطأه، ويصحب هذا المنظر المتن التالي: ««أوزير» مقدم العمال في بيت الصدق في طيبة الغربية، ومدير الأعمال في الأفقين أبديًّا «أنحور خعوي» المبرأ، وزوجه ربة البيت الممدوحة من «حتحور»، و«عبت» المبرأة، وابنها محبوبها «أنحور خعوي» المرحوم الذي يسمى «أريو» المبرأ«.
وعلى اليسار من صورة المتوفى وزوجه يشاهد أحد أبنائهما يقدم القربان ومعه المتن التالي: «ابنه كاهن رب الأرضين «حقا ماعت رع ستبن» (رعمسيس الرابع) معطي الحياة «آمون حرحعب» … «سيتي» … حامل الصاجات في بيت الصدق «بامحدق» المبرأ، وابنه «نب أمنت» المبرأ، وابنه رسام بيت الصدق «مين حور» المبرأ.»
وعلى اليمين يجلس ثانية المتوفى وزوجه وأمامهما اثنان آخران من أولادهما يقربان:
(1) إطلاق البخور من يد ابنه خادم مكان الصدق «آمون محب رع»، وأخته ربة البيت «حنت شنو» المبرأة، وابنه «تنرامنت».
(2) «أوزير» مقدم بيت الصدق «أنحور خعوي» المبرأ، وأخته ربة البيت «وعبت»، ووالدها «أوزير» مقدم بيت الصدق «آتي» (؟) والده مقدم بيت الصدق … (؟)
وعلى اليمين من ذلك يجلس المتوفى على قارب «؟» وقد نشر أمامه بردية وكتب فيها: فصل في الكلام عن السياحة في النيل إلى «العرابة «في يوم السفر بالشراع في أول فصل الزرع، اليوم السابع عشر، وأنه «أوزير» مقدم بيت الصدق «أنحور خعوي» المبرأ ومعه زوجه ربة البيت «وعبت» المبرأة. وستعطى مكانًا في إقليم … ابنه «قننا»، وابنه محبوبه «حورامس»، وابنه «آمون باحعب»، وابنه «سيتي»، وابنه «بامحدق»، وابنه «نب آمون».
ويلاحظ في هذا المتن توحيد «آمون» بالنيل في اسم ابن المتوفى «آمون باحعب» مثل «آمون رع»، وكذلك يلاحظ ظهور اسم الإله «ست» في هذا العصر.
وفي الشمال من الحجرة الأولى المقببة باب ضيق بابه مقبب، وكذلك مخرج ضيق يؤدي إلى حجرة ثانية مقببة كذلك، وفي السقف خارجة من الخشب غير أنها قد سقطت على الأرض.
وعلى المدخل الضيق يشاهد المتوفى واقفًا على الجهة اليسرى، وعلى اليمنى زوجه وكلاهما يتجه نحو الداخل، وفوق المتوفى نقش متن يخاطب فيه الإله «خبري» (الشمس عند الشروق) والآلهة الآخرين؛ وخلفه يشاهد ابنه «حورا مين» وفي يده لوحة، وفوق زوجته نقش وخلفها بنتها «نفري محب» ومعها صاجات. وفي داخل الحجرة الثانية يشاهد قرص الشمس مهشمًا، وما تبقى منه زاهي اللون ومصنوع بعناية فائقة ومزين بزينة فخمة، وعلى اليمين يشاهد «أمنحتب الأول» وعلى اليسار الملكة السوداء «أحمس نفرتاري» لونت باللون الأسود؛ للدلالة على أنها محنطة وفي عالم الآخرة وكلا الصورتين الآن في برلين، والجداران الطويلان يشتمل كل منهما على ثلاثة صفوف من المناظر يظهر أنها رتبت من أسفل إلى أعلى.
الجانب الجنوبي الغربي، الصف الأسفل من الجهة اليسرى: يشاهد المتوفى وزوجه جالسين على اليمين، وفي يد المتوفى الصولجان «سخم» ومعه المتن التالي: «أوزير رئيس العمال في مكان الصدق، ومدير الأعمال في «الأفقين أبديًّا» (اسم مدينة هابو) وصناع تماثيل الآلهة كلهم في بيت الذهب «أنحور خعوي» المبرأ أمام «سكرتي» (إله الآخرة) وأخته ربة البيت، ومغنية «آمون رع» رب تيجان الأرضين «وعبت» المبرأة، وابنه محبوبه الكاهن المطهر للإله «بتاح» في كل الأماكن الجميلة «قننا» المبرأ.» وأمام المتوفيَيْن ثلاثة من أولادهما: الأول يقدم قربان ماء ويطلق البخور، والثاني يقدم قربانًا، والثالث يرفع يده، وأسماؤهم هي: ابنه «أنحور خعوي» المبرأ، وابنه «كام بحتوف منت» المبرأ، وابنه «أنحور خعوي» المبرأ في سلام.
وعلى اليمين من ذلك يجلس المتوفى ثانية ومعه زوجه، وقد كتب معهما اسماهما وذكر خلف المتوفى ابنه «حورامس»، ونقش أمام اسمه المتن التالي: «إضاءة المصباح «لأوزير» (في يوم وفاته وفي أعياده).» ويلاحظ هنا أن المتوفى نفسه معه إناء قربان، وقد نصبت أمامه مائدة عليها هرم صغير أبيض فيه خطوط حمراء، وأعلاه مشتعل، وهذه هي الشعلة التي تحدثنا عنها في الجزء السابع، ووقف أمام المتوفى وزوجه ستة من أبنائهما يقدمون القربان …
(1) الكاهن المطهر للإله «بتاح» في أماكنه الجميلة كلها «قننا» المبرأ.
(2) ابنه الرسام في الأفقين إلى الأبد «حورمين» المبرأ.
(3) ابنه خادم مكان الصدق المبرأ «أمنمحب».
(4) ابنه خادم مكان الصدق «حورامس» المبرأ.
(5) أخته خادمة مكان الصدق «حاييت».
(6) أخوه خادم مكان الصدق «بوكشوف».
(7) أخوه الكاهن المطهر لرب الأرضين «باسشمون» (؟).
(8) أخوه حامل الصاجات (؟) في مكان الصدق «قحا».
وفي آخر الصف يجلس المتوفى وزوجه وفي يده الصولجان «سخم» وخلفه كتب اسم ابنه «قننا»، وخلف اسم زوجته نقش: ابنتها «نفرتاري» المبرأة، وابنتها محبوبتها «تانزمت خايت»، وابنتها محبوبتها «تب أمحب»، وابنتها «قوي» المبرأة سرمديًّا.
ويشاهد أمامهما خصي عريان يضرب على العود، ونقش خلفه نقش طويل نسبيًّا وهو: «ما قاله المقرب من «أوزير» كبير عمال «بيت الصدق» «أنحور خعوي» المبرأ:
أقول: إني حاكم وإني رجل محق لدرجة عظيمة … وإني أصنع تماثيل الإله كما صوِّر في الفرج؟ «
وفي الصف الأوسط من جهة اليسار يشاهد المتوفى راكعًا، ورافعًا يديه أمام زهرة البشنين المقدسة مخاطبًا إياها: «الصلاة لك يا زهرة البشنين (1) الخارجة من المحيط الأزلي (نون) والتي في أنف «رع» إني آتي إليك لأنظر جمالك.» (2) وكذلك يشاهد المتوفى حليق الرأس أمام ثلاثة آلهة برأس أولاد آوى راكعين، وكل منهم إحدى يديه على صدره والأخرى مرفوعة (وهؤلاء هم الآلهة المعروفون بأرواح نخن) وقد كتب فوقهم النقش التالي: «كلام يقوله «أوزير» (أنحور خعوي) … إلخ. يقول: الصلاة لوجوهكم يا أرواح «أمنتي خنتي» (أول أهل الغرب) التابعين «لرستاو» (عالم الآخرة) ليتهم يجعلونني أدخل مع الثعبان «محي» (وهو الثعبان الذي يحرس الشمس في سياحتها في عالم الآخرة) إلى كهفي، وتبرد أعضائي … إلخ.» وأخيرًا كتب خلف المتوفى وزوجه اسم ابنته «شري رع» المبرأة (3) ثم يرى بعد ذلك المتوفى يتعبد للطائر الأخضر «بنو»: فصل في أن يصير الإنسان في صورة الطائر «بنو»، ويدخل ويخرج بوساطة «أوزير» … (4) الإله «أنوبيس» يقبض على إناء صغير بالقرب من أنف مومية المتوفى، وقد كتب خلف «أنوبيس»: «فصل في إعطاء قلب «أوزير» … ليكون من أتباع الإله «سكرتي» في يوم عيد الطواف حول … ليأكل الخبز في حقول «يارو» (أي حقول الجنة) وليشرب الماء من بحيرتها (5) المتوفى أمام الصقر الذهبي يقول: الصلاة لوجه «حور» الذهبي.»
(6) صورة أرنب غريب بذيل طويل كالأسد، لسانه بارز ويقبض بمخلابه الأيسر على سكين ويذبح بها ثعبانًا عظيمًا تحت شجرة خضراء، وفاكهتها حمراء، وقد نقش عليه المتن التالي: «فصل في إبعاد العدو عن المكان الذي فيه «أبوفيس»؛ ليكون هذا الإله (أي رع) في عيد مع بحارته، والآلهة الذين يأتون بالقرب منكم؛ وليصير القلب مبرأ بوساطة «أوزير» رئيس العمال في مكان الصدق بطيبة الغربية: «أنحور خعوي» وزوجه «وعبت» … عمله أخوه الكاتب في (الأفقين أبديًّا) «حورامس«.
وعلى يمين هذا المنظر منظران آخران الواحد فوق الآخر، وقد وضع على أعلاهما شبكة نقش فوقها: فصل في الخروج بالأحبولة بوساطة «أوزير» … وفي أسفل هذا يقف رجل مرتدٍ ملابس بيضاء ممسك بقضيب طويل ومعه المتن التالي: ««أوزير» مقدم العمال في مكان الصدق «نخت موت» المبرأ، وابنه «خنسو» المبرأ «.
الصف الأعلى
(1) يشاهد المتوفى مرتديًا ملابس بيضاء ممسكًا بقضيب طويل، وقد وقف أمام بيت أبيض ترسل الشمس أشعتها عليه، ومعه المتن التالي: «فصل في الخروج نهارًا» … إلخ (وهذا الفصل من كتاب الموتى بتلاوته يمكن المتوفى أن يخرج نهارًا؛ ليتمتع بضوء الشمس ثم يعود إلى قبره في أثناء الليل) بوساطة «أوزير أنحور خعوي» وزوجه ربة البيت «وعبت».
(2) منظر ثانٍ قُسم قسمين: يجلس في القسم الأعلى المتوفى وزوجه في قارب، وعند السكان يقف ابنه «أنحور خعوي» المبرأ، وأمام القارب النقش التالي: «فصل في السياحة في النهر صعودًا بوساطة «أنحور خعوي» …»
وفي الصف الأسفل يشاهد جعران كبير يقبض بفمه على عقد كبير، ومعه المتن التالي: «هذا فصل في أن تصير في أية صورة تحبها بوساطة مقدم العمال في بيت الصدق «أنحور خوي» …»
(3) المتوفى يقوده الإله «تحوت» إلى «أوزير» ومعه المتن التالي: ««أوزير» رب الأبدية وحاكم الآخرة «وننفر خنتي أمنتي» (أول أهل الغرب) و«تحوت» رب البلاغة وكاتب الصدق «لرع».»
فصل في النزول إلى محكمة «أوزير» بوساطة مقدم عمال بيت الصدق «أنحور خعوي» المرحوم: «إن «أوزير» قد برأني من عدوه على يد «تحوت» ملك الأبدية، وبرأني أمام عدوه مما يقوله عندما يقترب من الغرب في الجبانة العظيمة.»
(4) ذكر هنا مناداة قاضي الأموات فقط.
(5) يشاهد المتوفى يقوده إله برأس قرد إلى حوض مستطيل أسود في وسطه ماء أحمر يجلس فيه قرد أليف ينادي المتوفى قائلًا: «الصلاة لآلهة جزيرة النار.» (المكان الذي تولد فيه الشمس يوميًّا).
ويلاحظ هنا أنه كان من عادة القردة — ولا تزال — تصيح عند طلوع الشمس وعند غروبها، كأنها ترحب بالإله «رع»، وهذه الظاهرة يمكن ملاحظتها في غابات أواسط أفريقيا حتى الآن.
وفوق هذا المنظر نشاهد سفينة محلاة برأس صقر يحمل قرص الشمس المُحلى بصلٍّ، وفي الأسفل قارب ومعه الآلهة: «إزيس» و«تحوت» و«خبري» و«حور» و«أوزير» مقدم العمال …
(6) صورة أربعة أقاليم للعالم السفلي (1) الإقليم الأول والثاني والثالث والرابع كل باسمه.
الجهة الشرقية الشمالية: الصف الأسفل من جهة اليمين
(1) يجلس المتوفيان على كرسي، وقد كتب خلف اسميهما اسم إحدى بناتهما: ابنته «شري رع» المبرأة.
(2) وقد كتب خلف اسم المتوفى اسم أخته وابنته «شري رع» و«توي»، وقد كتبتا بصيغة المذكر بدلًا من المؤنث (ابنه بدلًا من ابنته) وأمامه يأتي صف ممن يقربون القربان إليه (1) الأول يلبس جلد فهد في يده إناء يصب منه الماء وهو الرسام في بيت الصدق «حورا مين» المبرأ الذي يعمل رسامًا «لآمون»، وبعد ذلك يأتي (2) خادم مكان الصدق «قني مين» المبرأ (3) خادم بيت الصدق «نت آمون» المبرأ (4) خادم بيت الصدق «حايت» المبرأ (5) خادم بيت الصدق «أمنمانت» (6) خادم بيت الصدق «حورا» المبرأ (7) ابنه «مين خعوي» الكاهن المطهر المرتل لكل الآلهة … (8) وأخته ربة البيت «حنت خنو» المبرأة (9) خادم مكان الصدق الكاهن المطهر لرب الأرضين «نفرحتب» المبرأ (10) أخته ربة البيت «توي» المبرأة (11) خادم مكان الصدق «نفرحتب» المبرأ (12) مغنية «آمون رع» رب تيجان الأرضين «تاحم شو» المبرأة (13) أختها مغنية «آمون-رع» ملك الآلهة «نفرتاري» المبرأة (14) ابنته «حنت رو» المبرأة (15) ابنتها «تاورت» المبرأة (16) ابنتها «تاخت-تم تاشن»؟ (17) «تاسز مونست» المبرأة أبديًّا (18) مغنية «آمون» «تانت بسي» المبرأة (19) ابنتها «تاحنوت» المبرأة.
وبعد ذلك يشاهَد المتوفيان جالسين ومعهما طفل على الشمال، وخلف اسميهما كتب اسم أولاده «قننا» و«حورامس» و«أنحور خعو» و«آمون باحعبي».
وفوق الطفل الذي مثل في صورة عذراء كتب ما يأتي: ابنة ابنه «عنقت ثانختت» وعلى حجر المتوفى يشاهد طفل آخر يلعب وهو: ابن ابنه «أنحور خعوي» وأمام المتوفى تقف كذلك عذراء: ابنة ابنه «باك بتاح» المبرأة.
وكذلك تجلس على الأرض طفلة: ابنة ابنه «حنت وعت» المبرأة.
هذا إلى قرابين تقدم للمتوفين: الكاهن الأول للإلهة «أوزير» «أمننختو» المبرأ أبديًّا. الكاهن المطهر للإله «بتاح» في الأماكن الجميلة كلها «قننا» المبرأ. ابنه الرسام في بيت الصدق وصانع التماثيل لكل …
فصل … (؟) أخته ربة البيت مغنية «آمون رع» ملك الآلهة «مري آمون دواو» المبرأ، ابنتها «حنت نترو» المبرأة.
ابنها «حورا» المبرأ، ابنتها «إزيس» المبرأة ربة سرور القلب في راحة.
وسط الصف من اليمين
(1) الإلهة «حتحور» ممسكة بساق بردي (وهو النبات الذي كانت تمسك به الإلهات خاصة «حتحور» القاطنة في طيبة سيدة ضيعة العدالتين في طيبة) …
(2) المتوفى أمام ثعبان ضخم … الصلاة لوجهك يا «ساتا» (اسم الثعبان) الذي يخرج من المحيط الأزلي هذا الوارث للإلهة «أوزير» …
(3) المتوفى أمام ثلاثة من أولاد آوى: أولاد آوى الأربعة الذين يجرون السفينة (سفينة الشمس).
(4) مومية المتوفى وأمامها إله برأس صقر، ويضع في أنفه آلة لفتح الأنف ومعه المتن التالي: «فصل في فتح فم «أوزير» … إلخ مقدم عمال مكان الصدق … إن فمك يفتح. وفتح فمك بوساطة «بتاح» … وفتح «حور» فمك وفتح لك عينيك.» (علامة على الإحياء ثانية بعد الموت وهذه كانت شعيرة متبعة).
(5) المتوفى يجلس أمام رمز الروح: «فصل في إحضار الطعام من حقول «يارو» … فصل في بداية الطريق إلى عالم الغرب الجميل.»
وهذه كانت شعائر تعلم للمتوفى بعد الموت والغرض منها بقاء المتوفى حيًّا في عالم الآخرة.
(6) الصقر الذي على علامة الغرب. فصل في أن يصير الإنسان مثل الآلهة الذين هم فيها (الآخرة) «أوزير».
ومن هذا القبر عثر على قطعة من جدار عليها رأس إنسان وهو المتوفى صاحب المقبرة، وكذلك بقايا متن ديني وهي الآن بمتحف برلين (رقم 1619).
تعليق على مقبرة «أنحور خعوي»: تعد مقبرة «أنحور خعوي» من أهم المقابر التي كشف عنها حتى الآن في عهد الفرعون «رعمسيس الرابع» إذ تضع أمامنا صورًا عن بعض نواحي الحياة في تلك الفترة الغامضة من تاريخ أرض الكنانة من الوجهة الاجتماعية والإدارية والدينية والفنية، فنجد في الرسوم التي خلفها لنا «أنحور خعوي» صورة صادقة عن ارتباط صاحب المقبرة بأسرته، فهو يصحب زوجه في كل المناظر التي صورها على جدران المقبرة ويسميها بأخته، ولم تذكر لنا في النقوش كلها بلفظ زوجة قط.
والألقاب التي كان يحملها هي:
مقدم عمال بيت الصدق. (2) مدير الأعمال في «الأفقين أبديًّا»، وهو اسم يطلق على معبد مدينة «هابو«.
وصانع تماثيل الملوك كلها من بيوت الذهب، (وقد تركت لنا صور الملوك الذين صنعت تماثيلهم على يد المفتن «حوي» في المقبرة).
أما زوجه «وعبت» فكانت تحمل الألقاب التالية: (1) ربة البيت، (2) مغنية «آمون رع» رب تيجان الأرضين، (3) المقربة من الإلهة «حتحور «.
أما أولاده الذكور فكل منهم كان يذكر بوظيفته، فمنهم الخادم في بيت «مكان الصدق»، وهو اسم يطلق على جبانة «طيبة» في دير المدينة في ذلك الوقت.
وكان منهم كاهن رب الأرضين أي: «رعمسيس الرابع» والرسام في بيت الصدق «حورمين». وكاهن الإله «بتاح» في أماكنه الجميلة كلها «قننا» والرسام الكاتب في الأفقين أبديًّا «حورامس» والكاهن والمرتل لكل الآلهة.
وكذلك ذكرت بناته وكان منهن من تعمل كاهنة كما ذكر إخوته وأخواته، وكان معظمهم يتقلد وظائف فنية ودينية عظيمة.
ويلاحظ عند ذكر أولاده أن بعضهم كان يتميز عن البعض الآخر، فقد كان ينعت بأنه ابنه محبوبه أو ابنته محبوبته.
يضاف إلى ذلك أن بعض أحفاده قد صور وهو يداعبه، فنشاهده يجلس أحدهم على حجره والآخر يلعب أمامه، مما يدل على أن «أنحور خعوي» وزوجه قد بلغا من العمر أرذله.
والظاهر من معظم الوظائف التي كان يحملها أولاد «أنحور خعوي» وإخوته وأخواته أن عددًا عظيمًا منهم كانوا يسكنون في الجهة الغربية، إذ كانت معظم هذه الألقاب تنحصر إما في الأعمال الإدارية الخاصة بجبانة دير المدينة، أو أعمال الكهانة الخاصة بالملك والإله «آمون» و«بتاح» رب الصناعات والحرف.
أما النقوش الدينية التي نشاهدها على جدران هذه المقبرة، فتنحصر أولًا في عبادة الملك «أمنحتب الأول» وأمه «أحمس نفرتاري»، وهما اللذان كانا يعدان الحاميين للعمال الذين أقاموا لأنفسهم قرية يسكنون فيها قريبة من عملهم كما فصلنا القول في ذلك. وقد مثل لنا المصور «حوي» الذي رسم مناظر هذه المقبرة الملوك المؤلهين في هذه الجبانة، وهم الذين ينسبون إلى أسرة «أمنحتب الأول». وتدل الصورة الملونة التي تركها لنا للملك «أمنحتب» ووالدته على جدران هذا القبر بالألوان الفنية الفخمة على ما كان لهما من مكانة في نفوس الشعب، وهي محفوظة الآن بمتحف برلين؛ هذا بالإضافة إلى صورة المفتن «حوي» التي تركها لنا على جدران هذه المقبرة، إذ قد مثل نفسه بصورة فريدة تمثل لنا الفنان الحديث بشعره المسدل ولباسه الفضفاض وجلسته الخاصة، وهو يرسم صور الملوك الذين صورهم أمامه، وهي صورة منقطعة القرين في الفن المصري (انظر الشكل 1، 2).
وتدل النقوش الدينية كذلك على أن عبادة الآلهة «آمون» و«بتاح» و«أوزير» كانت هي العبادة السائدة في تلك الفترة، فالإله «آمون» كان إله الدولة الأعظم كما كان في أوائل الأسرة الثامنة عشرة، وقد وحد بالإله «رع» أقدم الآلهة، وصار اسمه «آمون رع». أما الإله «بتاح» فكان بطبيعة الحال من الآلهة الممتازين في القسم الغربي من طيبة في مدينة العمال؛ لأنه رب الصناعات والحرف، وكان الإله «أوزير» إله الآخرة الذي يرجع إليه مصير كل فرد أو ملك، وله منزلة خاصة في نفوس الشعب عامة.
ومما تجدر ملاحظته هنا أننا نجد ظاهرة جديدة بارزة في عهد «رعمسيس الرابع»، وهي توحيد إله النيل بإله «أوزير» كما جاء في قصيدته المشهورة؛ وهذا أمر طبعي لأن «أوزير» كان قد مات ثم عاد إلى الحياة «ثانية» كالنبات، وكذلك النيل فإنه يفيض ثم ينخفض وبه يحيا النبات ثم يموت إذا غاض ماؤه.
ولكن الغريب أن إله «آمون» قد وحد كذلك بإله النيل «حعبي»، ويمكن تفسير ذلك بأن الإله «آمون رع» يمثل إله الشمس، فهو يشرق في عالم الوجود في أثناء النهار ويضيء العالم، ثم يغيب في الغرب في عالم الأموات. وكذلك النيل يفيض فيغمر الأرض بخيره ويغيض فتجدب الأرض وتموت، ثم يعود ثانية إلى الظهور والخصب وهكذا. هذا فضلًا عن أن الإله «آمون» قد أضاف لنفسه صفات كل الآلهة الآخرين في تلك الفترة من تاريخ البلاد.
وقد ذكر من بين الآلهة الإله «تحوت» كاتب العدالة، وهو في الواقع وكيل الإله «رع» ورب العلوم والبلاغة والمواقيت.
وقد استعمل «أنحور خعوي» في نقوش قبره بعض فصول كتاب الموتى وكتاب الطريقين وكتاب البوابات، كما نشاهد ذلك في مقابر الملوك وبخاصة فصل الخروج من القبر في رابعة النهار، وذلك أن المتوفى كان دائمًا يحب أن ينفي عن نفسه صفة الموت والتزام ظلمات القبر، فكان يكتب كتابة خاصة على بردية أو على جدران القبر؛ ليتمكن بتلاوتها من الخروج إلى عالم الدنيا والعودة ثانية إلى قبره ليلًا عندما يريد. وكذلك دوَّن فصلًا للقضاء على الثعبان «أبوفيس»، الذي كان أكبر عدو لإله الشمس في سياحته السماوية، وكان المتوفى دائمًا — في تلك الفترة من تاريخ البلاد الديني — يرغب في أن يكون أحد أتباع إله الشمس في سياحته من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق يوميًّا، وقد كان هذا الشرف للملوك فقط غير أنه قد أصبح حقًّا مشاعًا لعامة الشعب.
وكذلك نجد المتوفى قد كتب فصلًا لإحضار الطعام له من حقول «يارو»، التي كانت بمثابة جنة المأوى، كما كتب فصلًا آخر لتسهيل الطريق إلى الآخرة ليكون مثل الآلهة الذين فيها. وأخيرًا نجده قد دوَّن فصلًا آخر يمكنه بقراءته أن يتشكل بأية صورة يريدها، وفي النهاية يكتب تعويذة يصبح بها في صورة الطائر «بنو» (الروح) ليمكنه أن يدخل إلى قبره ويخرج منه في أي وقت أراد.
ولدينا في هذه المقبرة كذلك فصل أو تعويذة يمكن المتوفى بتلاوتها أن يسترد قلبه ويسير في ركاب الإله «سكر» (إله الآخرة وهو صورة من «أوزير») في أعياده وأن يأكل مما تنتجه حقول «يارو»، ويشرب من ماء بحيرتها. ثم نجد المتوفى هنا لا ينسى ساعات ملاهيه، فيكتب فصلًا عن الصيد بالشباك في عالم الآخرة كما كان يعمل في عالم الدنيا.
ومن المراسيم التي بقيت مستعملة حتى هذا العهد زيارة مومية المتوفى «العرابة المدفونة»، التي فيها قبر الإله «أوزير»، فقد كانت المومية تحج إلى هذا البيت المقدس ثم تعود حيث تدفن في مثواها الأخير. ولا نعلم إذا كان هذا التقليد يعمل فعلًا أو كان يكتب في النقوش وحسب في تلك الفترة كما تحدثنا عن ذلك في غير هذا المكان.
أما مراسيم القربان فتدل النقوش على أنها كانت تقام كالمعتاد في كل زمان ومكان، وكان الذين يكلفون بها هم أولاد المتوفى وأقاربه بمثابة كهنة له. وعلى أية حال نلاحظ في مقبرة «أنحور خعوي» هذا أن أواصر الأسرة كانت متينة جدًّا إلى حد بعيد، فنجد فيها أولاده وإخوته وأحفاده كلهم ملتفين حوله يقربون إليه، وكذلك ذكر والد المتوفى وذكر والد زوجه وأقاربها. والواقع أن هذه الرابطة الأسرية القوية التي نشاهدها في أفراد أسرة هذا العظيم، تشعر أولًا بأن «أنحور خعوي» كان ذا مكانة عظيمة في إدارة البلاد، كما تدل على أنهم كانوا على ما يظهر يسكنون في جهة واحدة. ولا غرابة في أن يكونوا قد اتخذوا موطنهم في الجهة الغربية من «طيبة»، وبخاصة عندما نعلم أن رب الأسرة كان يشغل منصب مدير أعمال الفرعون، أي إنه هو الذي كان يقوم بتنفيذ كل أعمال البناء للفرعون، وكان يستخدم معظم أقاربه في مساعدته، فكان منهم الكاتب والرسام والكاهن، كما كان أقرباؤه من النساء المغنيات للإله «آمون» رب تيجان الأرضين و«آمون رع» ملك الآلهة، وكذلك كان من بين أقاربه الكاهن الأول «لأوزير»، ومن ثم نعلم أن أقاربه كانوا يشغلون وظائف رئيسية في أنحاء البلاد وبخاصة في «العرابة المدفونة» مقر «أوزير». ولا نعلم بالضبط مسقط رأس هذا العظيم، وإن كانت شواهد الأحوال تدل على أنه من مقاطعة «طينة»، وبخاصة أن اسمه «أنحور خعوي» ومعناه «أنحور يضيء». و«أنحور» هذا هو أحد الآلهة البارزين في تلك المقاطعة، هذا بالإضافة إلى أن أحد أقاربه كان كاهنًا أول للإله «أوزير«.
ويلفت النظر في الأسماء التي جاء ذكرها في هذه المقبرة أن عددًا عظيمًا منها كان مركبًا تركيبًا مزجيًّا مع الآلهة المشهورين، مثل «بتاح» و«آمون» و«مين» و«رع»، كما كانت النساء تسمى باسم بعض الملكات المشهورات في هذا العهد مثل «نفرتاري«.
.............................................
1- كتب لقب هذا الفرعون في الأصل خطأ، ولكن شواهد الأحوال تدل على أنه «تحتمس الرابع «.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|